التهاب الجلد البكتيري

تحدث التهابات الجلد البكتيريّة عندما تُصيب البكتيريا الجلد وأحيانًا الأنسجة العميقة تحت الجلد، ويُعد التهاب النسيج الخلوي أو التهاب الهَلَل (بالإنجليزية: Cellulitis) نوعًا شائعًا من التهابات الجلد، بالإضافة إلى أن الالتهابات الجلدية هي أمر شائع في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن تنتشر هذه العدوى بسهولة من خلال الاتصال الجسدي، كما يمكن أن تُصيب أي شخص تقريبًا.[١][٢]

أنواع التهاب الجلد البكتيري وأعراضه

لالتهاب الجلد البكتيري أنواعًا متعددة، وفيما يلي توضيحًا لكل نوع على حدة بالإضافة إلى الأعراض المصاحبة له:


الحمرة

غالبًا ما تؤثر الحُمرة (بالإنجليزية: Erysipelas) في الوجه أو الساقين، ويعاني العديد من الأشخاص من حمى أو أعراض تُشبه أعراض الإنفلونزا، كما قد تشمل الأعراض أيضًا طفح جلدي لامع وأحمر وبارز، وبثور صغيرة، وتضخم في العقد الليمفاوية.[٣]


الوَذَح

يُعرف الوَذَح أو عدوى ثنيات الجلد (بالإنجليزية: Erythrasma) بأنه عدوى بكتيرية تُصيب طبقات الجلد العليا، وهي أكثر شيوعًا في المناطق الاستوائية، وقد تشمل أعراضها ظهور بقع وردية غير منتظمة تتحول إلى قشور بنية.[٣]


القوباء

تُعرف القوباء (بالإنجليزية: Impetigo) بأنها عدوى جلدية تُسببها البكتيريا، وتبدأ الأعراض بالظهور على شكل قروح حمراء تُشبه البثور محاطة بجلد أحمر، ويمكن أن تكون هذه القروح في أي مكان، ولكنها عادةً ما تظهر على الوجه والذراعين والساقين، وتمتلئ القروح بالقيح ثم تنفتح بعد بضعة أيام وتشكل قشرة سميكة، وغالبًا ما تكون هذه القشرة مثيرة للحكة، ولكن حكها يمكن أن ينشر القروح.[٤]


التهاب النسيج الخلوي

يُعرف التهاب النسيج الخلوي أو التهاب الهَلَل بأنه التهاب شائع يُصيب الجلد والأنسجة الرخوة تحته، ويحدث ذلك عندما تدخل البكتيريا في شقوق الجلد وتنتشر تحته، وينتج عن ذلك عدوى قد تسبب تورمًا، أو احمرارًا، أو ألمًا، بالإضافة إلى تسرّب سائل أصفر أو صافٍ أو صديد.[٥]


التهاب الجُريبات الجرثومي

يُعد التهاب الجُريبات الجرثومي (بالإنجليزية: Bacterial Folliculitis) عدوى شائعة نسبيًا تحدث في بصيلات الشعر، وعادةً ما تكون ناتجة عن وُجود فطريات أو شعر نامٍ تحت الجِلد، أو انسداد في البصيلات بسبب استخدام المرطبات أو غيرها من المنتجات التي تُطبّق موضعيًّا على الجلد، وتشمل أعراض التهاب الجُريبات الجرثومي ظُهور بعض النّتوء الصغيرة بلون أحمر، أو بثور بيضاء الرأس مليئة بالصديد، وتميل هذه العدوى إلى الحدوث في كثيرٍ من الأحيان لدى الأشخاص الذين يعانون من حب الشباب أكثر من أولئك الذين لديهم بشرة أكثر صفاءً.[٦]


الدّمل

يُعرف الدّمل (بالإنجليزية: Furuncle or Boil) بأنه التهاب مؤلم يحدث في المنطقة المحيطة ببصيلات الشعر، ويبدأ ككُتلة حمراء قد تكون طرية، ثم يمتلئ بالقيح بسرعة كلما زاد حجمه، وإذا تُرك الدمّل دون علاج فإنه يمكن أن يتطور إلى خراج (بالإنجليزية: Abscess).[٦]


الجمرة

تتكون الجمرة (بالإنجليزية: Carbuncle) من مجموعة من الدمامل الحمراء والمنتفخة والمؤلمة والمرتبطة ببعضها البعض تحت الجلد.[٧]


أسباب التهاب الجلد البكتيري

يمكن لأنواع متعددة من البكتيريا أن تُصيب الجلد، ومن أكثرها شيوعًا المكورات العنقودية والعقدية، وتُعرف المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (بالإنجليزية: Methicillin-resistant Staphylococcus aureus) واختصارًا "MRSA" بأنها بكتيريا شائعة تُسبب التهابات الجلد، وهي مقاومة للعديد من المضادات الحيوية شائعة الاستخدام؛ وذلك لأنها خضعت لتغيُّرات في المادّة الوِراثيّة تسمح لها بالبقاء على قيد الحياة على الرغم من التعرّض لبعض المضادات الحيوية، لهذا السبب صمم الأطباء علاجهم بناءً على عدد المرات التي توجد فيها هذه البكتيريا في المنطقة المحلية، وما إذا كانت مقاومة للمضادات الحيوية شائعة الاستخدام أم لا.[٨]


تشخيص التهاب الجلد البكتيري

لتشخيص التهاب الجلد البكتيري يُجري الطبيب فحصًا جسديًا بالإضافة إلى السؤال عن الأعراض، وقد يخضع المصاب لفحوصات مخبرية كزراعة الجلد (بالإنجليزية: Skin Culture)، والتي تُساعد على تحديد نوع العدوى التي تسببت في حدوث الالتهاب باستخدام عينة من الجلد، وقد تؤخذ عينة الاختبار عن طريق مسح الجلد أو كشطه، أو إزالة عيّنة صغيرة من الجلد وهو ما يُعرف بالخزعة (بالإنجليزية: Biopsy)، كما يُستخدم في بعض الأحيان اختبارات أخرى كاختبارات الدم.[٩]


من هو المعرض لخطر التهابات الجلد؟

يزيد خطر الإصابة بالتهابات الجلد لدى كُل من:[٩]

  • الأشخاص الذين يُعانون من ضعف الدورة الدموية.
  • المُصابون بمرض السكري.
  • كبار السن.
  • المُصابون بمرض في جهاز المناعة مثل فيروس نقص المناعة البشرية المعروف بالإيدز.
  • الذين يعانون من ضعف في جهازهم المناعي بسبب العلاج الكيميائي (بالإنجليزية: Chemotherapy)، أو الأدوية الأخرى التي تُثبط جهاز المناعة.
  • الأشخاص الذين يبقون في وضعية واحدة لفترة طويلة، كأن يكون الشخص مريضًا واضطر إلى البقاء في السرير لفترة طويلة، أو إذا كان مشلولًا.
  • الذين يعانون من سوء التغذية.
  • أصحاب الوزن الزّائد الذين يُعانون من تراكُم طيّات الجِلد.


علاج التهاب الجلد البكتيري

عادةً ما يكون علاج التهاب الجلد البكتيري المبكر بالمضادات الحيوية ناجحًا، ويتلقى معظم المصابين العلاج في المنزل،[١٠] وإذا كان لدى المصاب خرّاج جلدي فقد يحتاج الطبيب إلى تصريف القيح من الخراج، بالإضافة إلى استخدام المضادات الحيوية في بعض الأحيان بعد تصريف القيح،[١] وتُستخدم كذلك الكريمات والمراهم الجلدية والضمادات،[٣] وفي بعض الحالات تحتاج العدوى الشديدة إلى العلاج في المستشفى؛[١] إذ يُعطى المضاد الحيوي للمصاب عن طريق الوريد.[٣]


طرق علاجية يمكنك القيام بها بنفسك

بالإضافة إلى استخدام المضادات الحيوية، يمكنك المساعدة على تسريع الشفاء من خلال:

  • تناول مُسكّنات الألم مثل الباراسيتامول (Paracetamol) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen).[١١]
  • الاستلقاء لتقليل التورم، أو إذا كانت الأطراف مُصابة بالعدوى الجلديّة، فيُفضّل رفع الجزء المصاب من الجسم على وسادة أو كرسي أثناء الجلوس.[١١]
  • الإكثار من شُرب السوائل لتجنب الجفاف.[١١]
  • عدم ارتداء الجوارب الضاغطة إلى أن تتحسن الحالة.[١١]
  • وضع قطعة قماش مبللة وباردة على المنطقة المصابة كلما تطلب الأمر؛ لتقليل الألم والشعور بالراحة.[١٢]
  • الحفاظ على البشرة نظيفة ومرطبة بشكل جيد.[١١]
  • لبس القفازات أثناء العمل في الخارج.[١١]
  • العناية الجيدة بالجروح، والتي تعد أفضل الطرق للوقاية من الالتهابات الجلدية البكتيرية بأنواعها المختلفة، ويشمل ذلك:[١٣]
  • تنظيف جميع الجروح الطفيفة بالماء والصابون.
  • تنظيف جميع الجروح والإصابات الطفيفة التي تُمزق الجلد كالبثور والخدوش بالماء والصابون.
  • تنظيف وتغطية الجروح التي يتم تفريغها أو فتحها بضمادات نظيفة وجافة إلى أن تلتئم.
  • مراجعة الطبيب عند المُعاناة من الجروح العميقة أو الخطيرة الأخرى.
  • إذا كان هناك جرح مفتوح أو عدوى نشطة فيجب تجنب قضاء الوقت في أحواض المياه الساخنة، وحمامات السباحة، والمسطحات المائية الطبيعية كالبحيرات والأنهار والمحيطات.
  • غسل اليدين كثيرًا بالماء والصابون، أو استخدام مطهر كحولي إذا لم يكن الغسيل ممكنًا.

اقرأ أيضاً: التهاب الجلد التماسي: الأسباب والأعراض والعلاج


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Skin Infections", cdc, 22/5/2020, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  2. Jenna Fletcher (5/7/2021), "What do skin infections look like?", medicalnewstoday, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Common Bacterial Skin Infections", uhhospitals, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  4. "Skin Infection", phillysciderm, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  5. Hansa D. Bhargava (28/7/2020), "Cellulitis", webmd, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Heather L. Brannon (2/7/2020), "9 Common Bacterial Skin Infections", verywellhealth, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  7. Rick Ansorge (22/6/2021), "Carbuncles", webmd, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  8. Wingfield E. Rehmus (1/4/2021), "Overview of Bacterial Skin Infections", msdmanuals, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Skin Infections", medlineplus, 23/3/2021, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  10. Yvette Brazier (19/8/2019), "What you need to know about cellulitis", medicalnewstoday, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث ج ح "Cellulitis", nhs, 4/3/2021, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  12. "Cellulitis", mayoclinic, 6/2/2020, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  13. "Cellulitis: All You Need to Know", cdc, 29/5/2020, Retrieved 17/8/2021. Edited.