ما هو التهاب النسيج الخلوي؟

التهاب النسيج الخلوي (بالإنجليزية: Cellulitis) هو عبارة عن عدوى بكتيرية غير مُعدية تصيب الجلد، والأنسجة العميقة تحت الجلد في أي مكان في الجسم، وقد يُصاب بها أي شخص حتى الأطفال،[١] وقد تنتشر في حالاتٍ نادرة إلى مناطق أخرى من الجسم، ويعتمد انتشار العدوى بشكلٍ عام على مدى قوة جهاز المناعة لدى الشخص، ويمكن أن تحدث الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي بشكلٍ مفاجئ، وقد تصبح مهددة للحياة في حال لم يتم علاجها سريعًا.[٢]


أعراض التهاب النسيج الخلوي

هناك العديد من الأعراض التي تشير إلى الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي؛ فغالبًا ما يلاحظ البالغين أو الأطفال أعراضًا ظاهرة في المنطقة المصابة، وتتضمن هذه الأعراض ما يلي:[١][٢]

  • ألم في المنطقة المصابة.
  • الاحمرار والانتفاخ.
  • الشعور بدفء في المنطقة المصابة.
  • ظهور بثور مملوءة بالسوائل.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم والقشعريرة، حيث قد تبدأ هذه الأعراض بالظهور قبل الأعراض السابقة.
  • انتفاخ الغدد الليمفاوية في المنطقة المُصابة.
  • الصداع الشديد.[٣]
  • الضعف الجسدي العام.[٣]
  • ظهور خطوط حمراء في منطقة التهاب النسيج الخلوي.[٣]


مناطق ظهور التهاب النسيج الخلوي

يمكن أن يُصاب أي جزء في الجسم بالتهاب النسيج الخلوي، إلا أن البالغين غالباً ما يُصابون بالتهاب النسيج الخلوي في أسفل الساق، بينما تحدث الإصابة في العادة لدى الأطفال في مناطق الوجه أو الرقبة، وقد تتضمن مناطق الإصابة ما يلي:[٢][٤]

  • اليدين: تسبب البكتيريا تورُّمًا في الأصابع، أو ظهر اليد.
  • القدم: يحدث الالتهاب في بعض الأحيان بالقرب من أصابع القدم، خاصةً في حال الإصابة بعدوى القدم الرياضي.
  • الساقين: تحدث العدوى في العادة أسفل الساقين.
  • العين: تعدُّ العدوى التي تصيب العين خطيرة للغاية، وتحتاج عناية طارئة.


أسباب التهاب النسيج الخلوي

يُصاب الأشخاص بالتهاب النسيج الخلوي عند اختراق البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي على الجلد إلى داخل طبقاته العميقة، مثل بكتيريا المكورات العقدية من المجموعة أ (بالإنجليزية: Group A streptococcus)، أو بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية (بالإنجليزية: Staphylococcus aureus)، وذلك عند إصابته بالجروح، أو القرح، أو الخدوش، أو لدغات الحشرات، أو الحروق أو غيرها، فمثلاً قد تنتقل البكتيريا إلى داخل الجلد عند خدش البشرة بأظافر ملوثة بهذه البكتيريا،[٥] ونظراً لاختراق البكتيريا في طبقات الجلد العميقة، فإنها غالباً لا تسبب العدوى عند التلامس المباشر مع الشخص المُصاب.[٦]


عوامل خطر التهاب النسيج الخلوي

هناك بعض من العوامل التي تزيد من خطر دخول البكتيريا إلى الجلد، وتزيد من فرص الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي، ونذكر منها ما يلي:[٧][٨]

  • الإصابات التي تسبب شقوقًا في الجلد، بما في ذلك الجروح، والتقُّرحات، والعضّات، بالإضافة إلى الجروح الناتجة عن الوخز، كالوشم والثقب.
  • الأمراض الجلدية المزمنة، مثل؛ القدم الرياضي، والأكزيما.
  • جدري الماء والقوباء المنطقية.
  • تعاطي المخدرات، خاصةً من خلال الحقن.
  • زيادة الوزن، والسمنة.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز).
  • الفشل الكلوي المزمن.
  • أمراض الكبد المزمنة.
  • الحمل.
  • الإدمان على الكحول.
  • تناول الأدوية المثبطة للمناعة.
  • داء السكري.
  • تورُّم الأطراف المزمن، بما في ذلك انتفاخ القدم، أو الساقين، أو اليدين، أو الذراعين.


تشخيص التهاب النسيج الخلوي

يمكن للطبيب الكشف عن التهاب النسيج الخلوي من خلال إجراء الفحص البدني للمُصاب، والاستفسار عن التاريخ الطبي الخاص به، وما إن كان قد تعرّض لإصاباتٍ مباشرةٍ في الجلد، بالإضافة إلى ذلك، قد يلجأ الأطباء إلى بعض الإجراءات الأخرى، التي قد تتضمن ما يأتي:[٩][١٠]

  • فحص الدم: يُجرى فحص الدم في حال الاعتقاد بأن العدوى قد انتشرت في الدم.
  • الأشعة السينية: يتمُّ إجراء الفحوصات التصويرية إن كان هناك جسم غريب يخترق الجلد، أو إذا كان يُعتقد بأن العظم قد يكون مصابًا بالعدوى أيضاً.
  • أخذ عينة من المنطقة المصابة: وذلك من خلال سحب عينة من السوائل الموجودة في المنطقة المصابة بواسطة إبرة وإرسالها للمختبر.


علاج التهاب النسيج الخلوي

يمكن علاج التهاب النسيج الخلوي مبكرًا باستخدام المضادات الحيوية، وعادةً ما يكون العلاج ناجحًا، حيث يتلقّى المعظم العلاج في المنزل، إلا أن هناك البعض بحاجة إلى تلقّيه في المستشفى،[٢] بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يقترح الطبيب واحدًا أو أكثر من العلاجات التالية:


العلاجات المنزلية

قد يساعد اتبّاع الإجراءات التالية في تخفيف الألم والتورُّم الناتج عن التهاب النسيج الخلوي:[١١][٤]

  • وضع قطعة قماش مبللة وباردة على المنطقة المصابة كلما دعت الحاجة للراحة.
  • ارتداء الجوارب الضاغطة أو اللفافات بعد استشارة الطبيب.
  • تناول الأدوية المسكنة للألم، مثل؛ الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، أو الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، بعد أخذ الموافقة من الطبيب أو الصيدلاني.
  • رفع الجزء المُصاب من الجسم على وسادة أو كرسي أثناء الجلوس للتخفيف من الانتفاخ أو التورم، كما يفضل الاستلقاء كلما أمكن.
  • تحريك المفاصل بانتظام بالقرب من الجزء المصاب من الجسم؛ كالمعصم أو الكاحل؛ وذلك لمنع تيبُّسها.
  • شرب الكثير من السوائل لتجنُّب الجفاف.


الأدوية

تستجيب الحالات الخفيفة من التهاب النسيج الخلوي في العادة للعلاج بالمضادات الحيوية التي تُعطى عن طريق الفم، وبالنسبة لنوع المضاد الحيوي الذي يجب استخدامه، سيقرر الطبيب النوع بناءً على نوع البكتيريا المسببة للعدوى، بالإضافة إلى العوامل الخاصة بكل شخص، ويجدر الذكر أنه قد يُلاحظ أن الأعراض تزداد سوءًا بالبداية، لكنها تبدأ في التحسُّن في غضون يومين، وتكون مدة التعافي هي أسبوعين لدى معظم الأشخاص، إلا أن هناك بعض الحالات التي تستغرق وقتًا أطول، خاصة إن كانت الأعراض شديدة، كما أنها قد تتطلب دخول المستشفى لأخذ المضادات الحيوية عن طريق الوريد.[١][٢]


الوقاية من التهاب النسيج الخلوي

يمكن اتخاذ الاحتياطات التالية عندما يكون لديك جرح للوقاية من التهاب النسيج الخلوي والالتهابات الأخرى:[١١]

  • اغسل الجرح يوميًّا بالماء والصابون؛ وافعل ذلك برفق كأنه جزء من الاستحمام العادي.
  • ضع كريم أو مرهم وقائي؛ حيث يوفر استخدام المراهم التي لا تحتاج وصفة طبية؛ مثل الفازلين، الحماية الكافية لمعظم الجروح السطحية.
  • احرص على تغطية الجرح بضمادة، وغيّر الضمادة مرة واحدة على الأقل في اليوم.
  • انتبه إلى علامات تشير إلى الإصابة بالعدوى، بما في ذلك الاحمرار، والألم، والتقرُّحات، والجأ إلى الطبيب حال ظهورها.


وللتعرُّف على التهاب الجلد البكتيري، اضغط هُنا.




قد يوصي بعض الأطباء بالمضادات الحيوية كنوع من الوقاية في حال تكررت الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي، إلا أن يجب التنويه إلى عدم استخدام المضادات الحيوية كنوع من الوقاية دون أخذ موافقة الطبيب.




دواعي مراجعة الطبيب

يجب طلب الرعاية الطبية على الفور في حال المعاناة من الأعراض التالية إلى جانب أعراض التهاب النسيج الخلوي:[٩][٤]

  • الاستفراغ والغثيان.
  • تضخُّم أو تصلُّب المنطقة الحمراء المصابة.
  • زيادة شدة الألم.
  • الشعور بخدر عند لمس المنطقة المصابة.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم، التي قد ترافقها القشعريرة.
  • زيادة في معدل ضربات القلب، أو زيادة سرعة التنفُّس.
  • ظهور بقع أرجوانية على البشرة، لكن يجب الانتباه إلى أنها يمكن أن تكون أقل وضوحًا على البشرة البنية أو السوداء.
  • الشعور بالدوار والدوخة، أو الإغماء.
  • الارتباك وفقدان التركيز.
  • برودة الجلد وشحوبه.
  • عدم الاستجابة أو فقدان الوعي.

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Cellulitis", my.clevelandclinic, 24/2/2019, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "What you need to know about cellulitis", medicalnewstoday, 19/8/2019, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Cellulitis", hopkinsmedicine, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Cellulitis", nhs, 4/3/2021, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  5. "What causes cellulitis", healthdirect, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  6. "Cellulitis", nhsinform, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  7. "Cellulitis: All You Need to Know", cdc, 29/5/2020, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  8. "Cellulitis", dermnetnz, 7/2016, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Cellulitis", webmd, 28/7/2020, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  10. "CELLULITIS: DIAGNOSIS AND TREATMENT", aad, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  11. ^ أ ب "Cellulitis", mayoclinic, 6/2/2020, Retrieved 10/5/2021. Edited.