تكون بشرة الأطفال حديثي الولادة أكثر عرضة للإصابة بمختلف أنواع الطفح الجلدي، ولكن ما يجعل الأمر غير مقلق هو أنّ هذا الطفح يختفي تلقائياً في معظم الحالات دون أن يسبب أي أذى، فما هي أسباب ظهور طفح على وجع الرضيع؟ وما الذي يجب فعله عند ظهورها؟[١]


أعراض ظهور طفح على وجه الرضيع

يتخذ الطفح الجلدي أشكالاً متنوعة، فقد يظهر بلون أحمر، أو قد يكون مسطح أو على شكل نتوءات مرتفعة عن مستوى الجلد، أو فقاعات، أو على شكل رضوض، أو أي خليط من هذه الأشكال، وقد ينتشر الطفح الجلدي ويصل إلى مناطق مختلفة من الجسم قبل أن يزول ويعتبر هذا أمر شائع الحدوث، ويمكن أن يبقى الطفح الجلدي لمدة تتراوح بين أيام إلى أسابيع، وقد تُحْدِث بعض أنواع الطفح الجلدي حكّة شديدة، إلّا أنّه لحسن الحظ فإنّ معظم حالات الطفح الجلدي تكون بالمُجْمَل ليست شديدة ولا تسبب أي أذى للطفل.[٢]


أسباب ظهور الطفح على وجه الرضيع

يوجد العديد من المسببات لحدوث طفح على وجه الرضيع، نذكر منها ما يلي:

  • جفاف الجلد: يمتلك معظم الأطفال الطبيعيين جلد جاف ومتقشر، ولكن لوحظ أنّ الأطفال الذين يتأخر موعد ولادتهم عن الموعد الطبيعي يعانون بشكل خاص من جفاف الجلد وتقشره أكثر من غيرهم.[١]
  • الإكزيما: (بالإنجليزية: Eczema)، وهي حالة مرضية مزمنة شائعة الحدوث عند الأطفال تصيب الجلد، وتزداد شدتها وتتفاقم في الأجواء الباردة بسبب قلة الرطوبة في الجو، حيث يعاني الأطفال عادة من حدوث نوبات متكررة للإكزيما في فصل الشتاء، وتتضمن الإكزيما ظهور بقع حمراء جافة ومتقشرة.[٣]
  • الطفح الحراري: (بالإنجليزية: Heat Rash)، ينتج هذا الطفح بسبب ارتفاع درجة الحرارة والتعرق، وبالتالي يسبب انسداد في مسامات الغدد العرقية، مما يسبب حدوث انحباس للعرق.[٣]
  • لدغات ولسعات الحشرات: تُحْدِث لدغات بعض الحشرات حكة في الجلد وشعور طفيف بعدم الارتياح في المنطقة التي تعرضت للوخز، ومثال على هذه الحشرات: النحل، والدبابير، والبعوض، والنمل الناري، والقراد، وقد تكون لدغات الحشرات شديدة للغاية لدى بعض الأطفال، حيث إنّها قد تسبب رد فعل تحسسي خطير يتضمن طفح جلدي وأعراض مهددة للحياة مثل انتفاخ المجرى التنفسي.[٣]
  • القوباء: (بالإنجليزية: Impetigo)، وهي عدوى بكتيرية تسبب حدوث طفح جلدي متمثل بظهور فقاعات مليئة بالسوائل أو طفح جلدي مُرْشِح للسوائل محاط بقشور صفراء صلبة، وهذه العدوى شائعة الحدوث في ظل الأجواء الحارة والرطبة.[٣]
  • السعفة: (بالإنجليزية: Tinea) أو ما تعرف بالقوباء الحلقية (بالإنجليزية: Ringworm)، وهي عدوى فطرية مُعدية تصيب الجلد، وتتمثل بظهور طفح جلدي على شكل حلقات بيضوية أو دائرية، ومع نمو هذه الحلقات تصبح ملساء من الداخل، ولكن تظل أطرافها الخارجية حمراء ومتقشرة، ويمكن أن يظهر الطفح على فروة رأس الطفل أو أجزاء أخرى من الجسم، وتعيش الفطريات المسببة لهذا الطفح الجلدي في أجواء دافئة ورطبة.[٣]
  • مرض اليد والقدم والفم: (بالإنجليزية: Hand-foot-and-mouth Disease)، وهي عدوى فيروسية مُعدية يمكن أن تصيب جميع الفئات العمرية، ولكنها منتشرة الحدوث لدى الأطفال الصغار، فلا تنتهي الإصابة بالعدوى الفيروسية بمجرد انتهاء فصل الشتاء مثلما يظن الكثير من الآباء والأمهات، فقد تظهر في فصل الصيف أيضاً، ففي بداية الإصابة تظهر أعراض مشابهة لأعراض نزلة البرد؛ مثل حرارة، وألم في الحلق، وسيلان بالأنف، ولكن بعد ذلك يبدأ ظهور طفح جلدي متمثل ببثور وبقع على راحتي اليدين وباطن القدمين، وتقرحات في الفم.[٣][٤]
  • الشرى: (بالإنجليزية: Hives)، وهو طفح جلدي يصيب الأطفال في كثير من الأحيان، ويمكن وصف الشرى بأنها حالة جلدية تتضمن ظهور أجزاء حمراء متهيجة تثير الحكة وتكون منتفخة ومرتفعة عن مستوى الجلد، وتختلف هذه البقع في حجمها من صغيرة إلى كبيرة، ويمكن أن تظهر على منطقة معينة من الجسم أو تمتد لتشمل مناطق واسعة من الجسم، ويُشار إلى أنّ معظم حالات الشرى الشديدة لدى الأطفال تنتج بسبب وجود عدوى فيروسية أصيب بها الطفل ولا تزال نشطة لديه؛ مثل: نزلة البرد أو فيروس الإنفلونزا، ولكن قد تحدث الشرى كرد فعل تحسسي لإحدى المسببات التي تحفز إفراز نسب عالية جدّاً من الهيستامين، حيث يؤدي الهيستامين إلى توسعة الأوعية الدموية في الجلد وبالتالي حدوث احمرار، وانتفاخ، وحكة في الجلد، ويُعدّ هذا الطفح خفيف وقصير المدى.[٥][٤]
  • التهاب الجلد التماسي: (بالإنجليزية: Contact Dermatitis)، إنّ تعرّض الجلد لمواد مؤذية ومهيّجة يسبب رد فعل تحسسي طبيعي نتيجة ملامسة الجلد لهذه المواد، ومن الأمثلة على هذه المواد التي قد يتعرض لها الطفل الرضيع: البول والبراز في الحفاضات، واللعاب، والمنظفات، والصابون ومنتجات العناية بجسم الأطفال، ومادة اللاتكس، وبعض النباتات؛ مثل اللبلاب السام.[٥]
  • الحبوب أو البثور: فخلال الفترة ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع من عمر الطفل تبدأ بروزات أو نتوءات حمراء صغيرة بالظهور على وجهه.[٦]
  • طفح جلدي بسبب البصق أو سيلان اللعاب: في أي وقت من عمر الطفل قد يظهر طفح جلدي حول الفم أو على الذقن بسبب سيلان اللعاب أو البصق.[٦]
  • الحمامى السُميّة: (بالإنجليزية: Erythema Toxicum)، وهو طفح جلدي يظهر تقريباً لدى نصف الأطفال حديثي الولادة، ويتمثل بظهور بقع حمراء، وما يميزها هو وجود بثور بيضاء في وسط كل بقعة تبدأ بالظهور في اليوم الثاني أو الثالث من عمر الطفل، وعادةً ما يزول دون الحاجة لعلاج خلال أسبوع إلى أسبوعين.[٦][٧]
  • تعرّض جلد الطفل لأضرار أو أذى أثناء عملية الولادة: ويعزى ذلك إلى استخدام الملقط أو الجهاز ذو الأقطاب الذي يوضع على فروة الرأس، أو نتيجة حدوث أي إصابة للجلد خلال مسار الولادة نفسه، ويظهر هذا الطفح وقت الولادة.[٦]
  • الدخينة أو بقع الحليب: (بالإنجليزية: Milia)، وهي بقع تظهر وقت ولادة الطفل على شكل نتوءات أو بروزات بيضاء صغيرة على الأنف والخدين.[٦]
  • عدوى فطرية أو داء المبيضات: (بالإنجليزية: Candidisis)، وهي عدوى فطرية تظهر بأنماط مختلفة على جلد الطفل حديث الولادة، ويمكن أن تظهر على اللسان، وفي هذه الحالة يكون شكلها مشابه لحبيبات الحليب الجاف، أو قد تظهر على منطقة الحفاض وهنا تكون على شكل طفح جلدي كثيف مع وجود نتوءات حول الأطراف.[١]
  • التهاب الجلد الدهني: (بالإنجليزية: Seborrheic dermatitis)، وتتمثل بنشوء بقع دهنية متقشرة وقاسية على فروة رأس الطفل حديث الولادة، وتحدث خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمر الطفل.[٨]
  • متلازمة الخد المصفوع: (بالإنجليزية: Slapped cheek syndrome)، وهي طفح جلدي أحمر فاتح اللون يظهر على الخدين يرافقه ارتفاع في درجة الحرارة، وتصنف هذه المتلازمة بأنها غير شديدة، وبالتالي لن يحتاج غالبية الأطفال إلى العلاج فهي قصيرة المدى وتزول خلال أيام قليلة.[٩]
  • التهاب السحايا: (بالإنجليزية: Meningitis)، وهي عدوى تصيب الأغشية المحيطة للدماغ أو النخاع الشوكي، والطفح الجلدي المرافق للسحايا يظهر عادة على شكل حبوب صغيرة كرأس الدبابيس وتكون حمراء اللون، وسرعان ما ينتشر هذا الطفح على الجسم ويتحول إلى بقع حمراء أو أرجوانية اللون، وقد يتطور الأمر وتصبح هذه البقع الأرجوانية وكأنها متصبغة بالجلد ولا تزول عند الضغط عليها.[٩]
  • الحمى القرمزية: (بالإنجليزية: Scarlet fever)، تبدأ الإصابة بظهور طبقة بيضاء على اللسان، والتهاب في الحلق، وصداع، وحرارة مرتفعة، ويكون الطفح الجلدي المرافق لها خشن شبيه بملمس ورق السنفرة، وشكله كرأس الدبابيس، وعادة يكون لونه أحمر، ولكن يصعب تمييزه على الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، وتجب مراجعة الطبيب فوراً في حال حدوث هذه الأعراض.[١٠]
  • جدري الماء: (بالإنجليزية: Chickenpox)، يبدأ ظهور طفح جلدي على شكل فقاعات مملوءة بالسوائل، والتي عادة ما تجف وتتقشر خلال 4 إلى 10 أيام، وعادةً ما يبدأ بالظهور أولاً على الوجه، والرقبة، والصدر، قبل أن ينتقل إلى مناطق أخرى من الجسم، ويمكن تمييز الطفح الجلدي المرافق لجدري الماء بأنه طفح أحمر متقشر متهيج ومثير للحكة.[١١]


علاج الطفح على وجه الرضيع

لا تستدعي جميع حالات الطفح على وجه الرضيع الخضوع للعلاج دائماً، وبشكلٍ عام لا بدّ من مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص الصحيح وتحديد العلاج المناسب بناء على ذلك، وتتنوع أساليب العلاج بناء على نوع وسبب الطفح الجلدي، ولكن إجمالاً يمكن أن تساعد الخطوات التالية في تخفيف الأعراض:[١٢]

  • الابتعاد قدر الإمكان عن الأسباب المحفزة؛ مثل الصابون، والمنظفات، ومستحضرات العناية المعطرة، لأنها يمكن أن تؤذي بشرة الطفل، فالأصح هو الابتعاد نهائياً عن استخدام المنظفات الكيمائية والاتجاه دوماً إلى المنتجات الآمنة لبشرة الطفل.
  • استخدام غسول لبشرة الطفل خالي من المعطرات ولطيف على البشرة، ويجب الحرص على تنظيف بشرة الطفل بلطف وتجنب الفرك بشدة.
  • الحرص على ترطيب بشرة الطفل بعد الحمام باستخدام مرطب آمن مضاد للحساسية وذلك لحماية الجلد من الجفاف.
  • استخدام كريم يحتوي على تركيز 1% من الهيدروكورتيزون بعد استشارة الطبيب، فقد يكون مفيداً جدّاً في علاج الطفح الجلدي المرافق للإكزيما أو ردود الفعل التحسسية الأخرى، ولكن يجب دائماً أن يشرف الطبيب على وصف هذا الدواء واستخدامه.
  • استخدام قفازات الأطفال، فعادةً ما يميل الأطفال حديثي الولادة إلى إيذاء نفسهم عن طريق خدش أنفسهم بأظافرهم، فاستخدام هذه القفازات قد يحمي بشرة الطفل من الأذى.




يجب دائماً استشارة الطبيب ومراجعته فوراً في حال ظهور أي طفح جلدي خلال الأشهر القليلة الأولى من حياة الطفل خاصة إذا رافقه أعراض أخرى؛ مثل الحرارة، أو التعب، أو الخمول، أو فقدان الشهية أو الكحة.



[١]


متى يجب أن تقلق بشأن طفح الرضيع على الوجه؟

إنّ الكثير من حالات الطفح الجلدي غير مقلقة وليست شديدة، إلا أنّ هناك حالات قليلة قد تتطلب عناية فائقة، منها:[١]

  • ظهور بثور على شكل فقاعات ممتلئة بالسوائل خصوصاً إذا كانت محتوية على سائل يميل للون الأصفر، وهذا النوع قد يشير إلى وجود التهاب أو عدوى شديدة.
  • ظهور نقاط حمراء أو أرجوانية اللون (نزف نقطي) منتشرة على كامل الجسم، ويمكن أن تنشأ بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية شديدة جدّاً.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Your Newborn's Skin and Rashes", www.webmd.com, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  2. "Rashes", www.rch.org.au, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "12 Common Summertime Skin Rashes in Children", www.healthychildren.org, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Skin rashes in children", www.nhsinform.scot, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "5 Common Skin Conditions/Rashes in Babies/Children", kidsclinic.sg, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "Newborn Rashes and Birthmarks", www.seattlechildrens.org, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  7. "Bacterial and Viral Rashes", www.webmd.com, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  8. "Rash - child under 2 years", www.mountsinai.org/health-library, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Skin rashes in babies", www.nidirect.gov.uk, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  10. "Rashes in babies and children", www.nhs.uk, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  11. "What to know about chickenpox in babies", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9/7/2021. Edited.
  12. "What to do if a baby has an allergic reaction", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 9/7/2021. Edited.