أكزيما اليدين

تعد أكزيما اليدين أو ما يسمى بالتهاب جلد اليدين (بالإنجليزيّة: Hand dermatitis) إحدى الحالات الشائعة التي تصيب حوالي 20% من الأشخاص بناءً على ما أشارت إليه الجمعية البريطانية لأطباء الأمراض الجلدية (BAD)، وقد يُصاب البعض بها بشكل مؤقت وعابر، إلا أنّها قد تستمر لدى آخرين لسنوات، فتؤثر لديهم في القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية الاعتيادية، وعلى الرغم من أنّها أكثر شيوعًا بين المراهقين والبالغين، إلا أنّها قد تبدأ بالظهور لدى البعض منذ مرحلة الطفولة، خاصةً لدى أولئك المُصابون بالأمراض التحسُّسية أو الأكزيما في أماكن أخرى من الجسم.[١]


كيف تبدو أكزيما اليدين؟

يعد ظهور الجلد الأحمر الجاف، والمثير للحكّة على اليد خاصةً الكفين العرض الرئيسي لأكزيما اليدين، وتجدر الإِشارة إلى أنّ الأكزيما قد تؤثر في اليد كلها، والأصابع، والمنطقة الواقعة بين الأصابع،[٢] ومن الأعراض الأخرى لأكزيما اليدين نذكر الآتي:

  • الشعور بالحرارة مكان الأكزيما.[١]
  • ظهور الجلد الخشن.[١]
  • تقشُّر الجلد وزيادة سماكته.[٢]
  • ظهور بقع حمراء أو بنية غامقة اللون ومتهيجة على الجلد.[٣]
  • الشعور بالحرقة.[٤]
  • ظهور الخدوش أو تشققات على اليدين، وقد يرافقها نزيف وألم.[٢]
  • ظهور بثور مملوءة بسوائل.[٢]
  • تقيُّح الجلد.[٣]


في الحالات الشديدة من الأكزيما قد تنتفخ أصابع اليد، وقد يكون الألم شديدًا؛ ممّا يصعب القيام بالنشاطات اليومية البسيطة مثل: حمل القلم، أو إغلاق أزرار القميص.[٢]


أنواع أكزيما اليدين

نذكر من الأنواع الشائعة لأكزيما اليدين الآتي:[٤]

  • الأكزيما التهيجية: أو التهاب الجلدي التماسي التهيجي (بالإنجليزية: Irritant contact dermatitis)، والذي ينتج عن تضرُّر الطبقة الخارجية الواقية من البشرة، ويحدث عند تعرض البشرة لمواد مهيجة مثل: الغبار أو المواد الكيميائية، أو عند غسل اليدين كثيرًا.
  • الأكزيما التحسُّسية: أو التهاب الجلد التماسي التحسسي (بالإنجليزية: Allergic contact dermatitis)، وتظهر عند حدوث رد فعل تحسسي من الجسم نتيجة التعرض لبعض المواد، مثل: النيكل، والعطور، والمطاط، وبعض النباتات،[٤] وينتج هذا عن رد فعل الجهاز المناعي داخل الجسم عند التعرُّض لهذه المواد، وغالبًا ما يظهر الطفح الجلدي على اليدين بعد عدة أيام من التعرُّض للمواد المُسبِّبة للحساسية.[٥]
  • أكزيما خلل التعَرُّق: (بالإنجليزية: Dyshidrotic dermatitis) أو الفاقوع، ويظهر على شكل بثور تحتوي على سوائل، ومثيرة للحكّة على راحة اليدين وجوانب الأصابع، ويصيب هذا غالبًا الأشخاص الأصغر من 40 عامًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ التعرُّض لبعض المعادن، أو ظروف كالتوتر، والحرارة، والتعرق يمكن أن تزيد الأكزيما سوءًا.[٤]

هل أكزيما اليدين حالة وراثية؟

لا، ولكن للعوامل الوراثية دور في الإصابة، إذ من الممكن أن تزداد فرصة الإصابة بالأكزيما في حال وجود تاريخ عائلي بالإصابة بالأكزيما وغيرها من الأمراض التحسُّسية كالتهاب الأنف التحسُّسي، والربو.[١]

أسباب أكزيما اليدين

في العديد من الحالات لا يُعرَف السبب الرئيسي للإصابة بإكزيما اليدين، ولكن يُعتقدَ أن للعوامل الجينية الوراثية والبيئية دور في ذلك،[٦] وتنتج أكزيما اليدين إما عن تضرُّر الطبقة الخارجية الواقية للبشرة، أو حدوث رد فعل مناعي تحسسي مُسبِّب لظهور الطفح الجلدي الخاص بالأكزيما على اليدين،[١][٤] ويمكن بيان الأسباب كالآتي:[٦]

  • التعرض للمواد الكيميائية والمهيجات: مثل التعرض المستمر للمنظفات، أو الصابون، أو الإسمنت، أو غيرها من المواد الكيميائية المهيّجة.
  • كثرة غسل اليدين بالماء: وقد تسبب كثرة استخدام الماء الإصابة الأكزيما وفقًا لما ذكرته الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD)، لأن بعض الماء سيبقى على الجلد حتى بعد تجفيف اليدين، وهذا الماء يتبخر ويقلل من الزيوت الطبيعية الموجودة على الجلد، ممّا قد يُسبِّب الأكزيما.
  • التوتر: يتسبب التوتر بتثبيط جهاز المناعة، لأنه يعزز إنتاج هرموني الكورتيزول والإيبنفرين، وقد يُسبِّب هذا حدوث التهاب الجلد أو الأكزيما، كما قد يسبب التعرض للتوتر الشديد الإصابة بأكزيما خلل التعرق.
  • التعرق: إذ يحتوي العرق على مواد مهيجة للجلد، مثل: الصوديوم، والرصاص، والنيكل، والمغنيسيوم، ممّا قد يُسبِّب الأكزيما خصوصًا خلال درجات الحرارة العالية.
  • حساسية الطعام: بما فيها الحساسية تجاه منتجات الألبان، والمكسرات، والبيض، والقمح، ومنتجات الصويا.
  • درجات الحرارة الباردة والجفاف: يشيع حدوث الأكزيما عند الانتقال من بيئة باردة إلى غرفة دافئة مغلقة، الأمر الذي يشيع حدوثه في فصل الشتاء، إذ إن تغير درجات الحرارة المفاجئة في الشتاء وجفاف الهواء قد يتسبب بجفاف الجلد وتحفيز ظهور الأكزيما.


الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بأكزيما اليدين

قد تصيب أكزيما اليدين أي شخص، إلا أنّ بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة، ونذكر منهم الفئات التالية:[٧]

  • الأشخاص العاملون في مجالات معينة تقتضي بالتعرُّض المستمر لبعض المواد الكيميائية والمهيجات، أو غسل اليدين وتعقيمها باستمرار: مثل عاملي الرعاية الصحية، ومصففي الشعر، وعمال البناء، وعمال النظافة، والمزارعين، والعاملين في صناعة الأغذية، وباعة الزهور.
  • الأشخاص الذين لديهم تاريخ طبي بالإصابة بمشاكل تحسُّسية منذ الطفولة: مثل الإصابة بالإكزيما في أماكن أخرى من الجسم، أو حساسية الأنف، أو غيرها من أنواع الحساسية.


تشخيص أكزيما اليدين

تُشخَّص أكزيما اليدين عادةً عن طريق سؤال المُصاب عن الأعراض وفحصه بدنيًا،[٨] ويمكن تفصيل طرق التشخيص كالآتي:[٩]

  • الفحص البدني: ويكون بفحص اليدين بعناية، بالإضافة إلى فحص مناطق أخرى من الجسم للتأكد من وجود الأكزيما فقط في اليدين، واستبعاد الأكزيما الجلدية الأكثر انتشارًا.
  • اختبار الرقعة: (بالإنجليزية: Patch Test) يُجرى الطبيب هذا الاختبار لتحديد المواد المُسبِّبة لأكزيما اليدين، ويُجرى هذا الاختبار على مدى عدة أيام بتجريب رُقع على جسم المريض، وفيها يتم تجربة أكثر من 50 مادة شائعة قد تكون من مُسبِّبات الأكزيما لدى المُصاب.

هل من الممكن أن تبدو مشاكل الجلد الأخرى مثل إكزيما اليدين؟

نعم،[١] ولكن هناك العديد من الفحوصات التي يمكن إجراؤها لاستبعداد هذه المشاكل،[١٠] ومن هذه الحالات ما يلي:[١]

  • صدفية اليدين: فتسبِّب هذه ظهور بقع سميكة متقشرة على باطن الكف.
  • العدوى الفطرية لليدين: وتظهر على شكل قشور مع حكة، ومن الممكن إرسال عينات جلد للتحليل لاستبعاد الفطريات.

هل يمكن الشفاء من أكزيما اليدين؟

في الغالب من الممكن السيطرة على الحالة لكن دون شفائها بشكل كامل، ومن الجدير بالعلم أن الكشف والعلاج المبكر يساهم في نتائج علاجية أفضل، كما أن تجنُّب مسببات الحساسية يساهم بزوال المشكلة.[١]


علاج أكزيما اليدين

إن العلاج الرئيسي لأكزيما اليدين هو تجنُّب المواد والعوامل المُسبِّبة لها، كما قد يتضمن العلاج بعض الكريمات المساعدة على ترطيب اليدين وتسريع الشفاء،[٣] ويكون من خلال التالي:


نصائح لنمط الحياة

من الممكن اتباع الإرشادات التالية المساعدة على التخفيف من أكزيما اليدين:[١١]

  • غسل اليدين بالطريقة الصحيحة: بحيث يكون بالماء الفاتر لا الساخن، وباستخدام صابون أو مطهرات خالية من العطور.
  • تجفيف اليدين بلطف: وإضافة مرطب مباشرة بعد غسل اليدين.
  • ترطيب اليدين باسترار والاحتفاظ بمرطبات بقرب المغسلة: لتذكر استخدامها بعد الغسل، وتعد المرطبات المحتوية على نسبة زيوت عالية هي الأفضل.
  • تجنب المنظفات المضادة للبكتيريا: وخاصة أثناء نوبات الأكزيما، وذلك لاحتوائها على الكحول أو مواد ضارة لليدين.
  • استخدام القفازات القطنية أثناء القيام بالأعمال المنزلية: وذلك لحماية اليدين، وإذا كان الشخص لا يعاني من أكزيما في الأصابع فمن الممكن قص أطراف القفازات لتصبح أكثر راحة أثناء الطقس الحار.
  • ارتداء القفازات أثناء غسل الشعر بالشامبو: ووضع رباط مطاطي على القفازات لمنع تسرب الماء للداخل.[١٢]
  • استخدام غسالة صحون وغسالة ملابس: لتجنب ملامسة الماء باليدين قدر الإمكان.[١٢]
  • إزالة أي خواتم في الأصابع أثناء القيام بالأعمال المنزلية: فقد تنحصر المواد المهيجة تحتها.[١٢]
  • الحفاظ على الملابس، والأدوات، وأسطح العمل نظيفة وخالية من المواد المهيجة.[١٢]
  • علاج جروح اليدين وتضميدها: حتى لو كانت خفيفة لحمايتها من المهيجات.[١٢]
  • تجنُّب خدش اليدين وفركها: فخدش اليدين يزيد من الحالة سوءًا ويمنع تعافيها.[١٣]
  • استخدام منتجات اليدين الخالية من العطور فقط: بما في ذلك المطهرات، والصابون، والكريمات.[١٣]


العلاجات الطبية

قد يوصي الطبيب بما يلي لعلاج إكزيما اليدين:[١٣]

  • الكريمات والمراهم التي تحتوي على الكورتيزون: يوصي الطبيب بهذه الكريمات عادةً في حال لم تستجب الأكزيما للعلاج بالكريمات المرطِّبة مع الابتعاد عن المواد المُسبِّبة لها، وتُستخدم عادةً لفترة قصيرة، ولا يجوز أخذها لفترة طويلة؛ لأنها قد تتسبب بترقق الجلد وغيرها من الآثار الجانبية.
  • الأدوية الفموية: قد يوصي الطبيب أحيانًا بأخذ الأدوية الفموية كمضادات الهيستامين للتخفيف من للحكّة، بالإضافة إلى أدوية الكورتيزون، وغيرها من الأدوية المساعدة على التخفيف من الأكزيما في الحالات الشديدة.[٩]
  • الأشعة فوق البنفسجية: يمكن إجراء العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (UV) لعلاج أكزيما اليدين الشديدة، وتتضمن هذه عادةً إجراء 2-3 جلسات أسبوعية لمدة 6 أسابيع.[٩]
  • المراهم المضادة للبكتيريا: قد يوصي الطبيب باستخدام هذه المراهم في حال وجود عدوى بكتيرية، إذ يُوضع المرهم على الجروح والشقوق المفتوحة في اليدين، فأحيانًا قد تُسبِّب الأكزيما الإصابة بعدوى بكتيرية خاصةً عند حكها بشدة.[١٣]


متى يجب مراجعة طبيب أمراض جلدية؟

في حال كان الشخص يستخدم مرطب طوال اليوم، ولا يزال يعاني من جفاف اليدين الشديد المصاحب للألم، فعليه مراجعة طبيب الجلدية،[٣] إذ تجدر الإشارة إلى أنّ تأخر التشخيص والعلاج قد يؤدي إلى استمرار الأكزيما وتحولها إلى حالة مزمنة، الأمر الذي قد يؤثر في نشاطات الشخص اليومية.[٧]

الوقاية من أكزيما اليدين

من الممكن اتباع التالي للوقاية مكن أكزيما اليدين:[٩]

  • استخدام قفازات واقية: في العمل والمنزل عند التعامل مع المواد الكيميائية، أو عند كثرة استخدام المياه، أو إعداد الطعام، وتنظيف الأسطح.
  • الحفاظ على القفازات نظيفة من الداخل وجافة.
  • وضع كريمات واقية: قبل التعرض للمهيجات في حال تعذر ارتداء القفازات.
  • غسل اليدين باستخدام بديل الصابون بعد التعرض للمهيجات: ثم تجفيف اليدين جيدًا، وترطيبها، ويمكن الحصول على المحاليل بديلة الصابون من الصيدليات.


وللتعرُّف على أكزيما الوجه، اضغط هُنا.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "HAND DERMATITIS / HAND ECZEMA ", bad, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Hand eczema", eczema, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث that irritates your skin,and plumbers get hand eczema. "DRY, SCALY, AND PAINFUL HANDS COULD BE HAND ECZEMA"، aad، اطّلع عليه بتاريخ 14/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Eczema on Hands"، webmd، اطّلع عليه بتاريخ 14/4/2021. Edited.
  5. "Contact Dermatitis", Cleveland Clinic Centennial, 10/10/2019, Retrieved 24/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "What to know about hand eczema"، medicalnewstoday، اطّلع عليه بتاريخ 14/4/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "ABOUT HAND ECZEMA", eczemahelp, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  8. "Hand dermatitis", dermnetnz, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "Hand Dermatitis", skinsupport, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  10. "Hand dermatitis – differential diagnoses, diagnostics, and treatment options", onlinelibrary.wiley, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  11. "Hand Eczema", nationaleczema, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  12. ^ أ ب ت ث ج "Eczema", healthjade, Retrieved 14/4/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث "An Overview of Hand Eczema"، verywellhealth، اطّلع عليه بتاريخ 14/4/2021. Edited.