الوردية (بالإنجليزية: Rosacea) هي أحد الأمراض الجلدية التي تؤثر فيما نسبته 1-20% من السكان وفقاً لموقع (MedlinePlus)،[١] وتعتبر من الأمراض التي لا يمكن التعافي منها بصورة تامة، ولكن يمكن تخفيف أعراضها باتباع بعض الطرق، وسيكون حديثنا في هذا المقال حول مرض الوردية.[٢]



ما هي الوردية؟

الوردية هي مرض جلدي مزمن يؤثر على مركز الوجه بحيث يسبب احمرار الخدين، أو الأنف، أو الذقن، أو الجبهة، وغالباً ما تظهر هذه الأعراض على شكل نوبات تظهر كل فترة والأخرى، بحيث تزداد شدة الأعراض خلالها، ومن ثم تختفي الأعراض أو تقل شدتها، وقد تؤثر الإصابة بالوردية في أي شخص بعض النظر عن عمره؛ وأشارت الدراسات إلى أنّ أعراض الوردية غالباً ما يبدأ ظهورها لدى الشخص بعد بلوغه سن الثلاثين عاماً، وقد تؤثر أيضاً على مختلف الأشخاص بغض النظر عن نوع البشرة أو العِرق؛ وبالرغم من ذلك يُعتقد بأنّ الأشخاص ممن هم من ذوي البشرة الفاتحة أكثر عرضة للإصابة بالوردية بسهولة أكثر مقارنة بغيرهم، وعند الحديث عن الجنس فبالرغم من أن الوردية تظهر بشكلٍ متكرر لدى السيدات إلا أنها تكون أكثر شدة في حال ظهورها لدى الرجال.[٣]


ما هي أعراض الوردية؟

نذكر من أبرز أعراض وعلامات الوردية ما يأتي:[٢]

  • تغير لون الجلد باستمرار: بحيث يظهر الجلد وكأنه محمر أو على هيئة حروق شمس تبقى دائمة لا تزول.
  • زيادة سماكة الجلد: قد يبدو الجلد المتأثر بالوردية وكأنه أكثر سماكة مقارنةً بالجلد من مناطق الجسم الأخرى، وعادةً ما تؤثر هذه الحالة في الأنف؛ وقد تتسبب بحدوث تضخم الأنف، ويصيب ذلك الذكور أكثر من الإناث.
  • توهج الوجه: بحيث يصبح الوجه داكناً أو محمراً مقارنةً ببقية الجسم، وقد ينتشر ليؤثر في منطقة أسفل العنق والصدر، وقد يصاحبها الشعور بحرارة مزعجة، وبشكلٍ عام يكون حدوث ذلك مؤقتاً.
  • ظهور البثور والنتوءات على الجلد: بحيث تظهر نتوءات صغيرة الحجم ذات لون أحمر تشبه حب الشباب إلى درجة ما، وقد تحتوي على صديد أو قيح.
  • ظهور الأوعية الدموية المرئية: والتي تسمى أيضًا بالأوردة العنكبوتية، ويكون ظهور ذلك شائعاً ومحلوظاً على أجزاء عدة من مركز الوجه، والخذين، وجسر الأنف.
  • التغيرات التي تطرأ على العيون: بحيث تكون العيون متهيجة، أو مائية، أو محتقنة بالدم، وكذلك فقد يعاني الشخص المصاب بالوردية من انتفاخ جفون العين أو احمرارها، وقد يتسبب ذلك بتشوش الرؤية لدى بعض مرضى الوردية.


ما هي أسباب حدوث الوردية؟

في الحقيقة إن السبب وراء حدوث الوردية غير معروف ولكن هناك بعض العوامل التي قد تُحفز ظهور الأعراض أو تجعلها أكثر سوءاً، ونذكر من هذه العوامل ما يأتي:[٤]

  • إدمان الكحول.
  • تناول الأطعمة الحارة.
  • تناول الأجبان.
  • شرب القهوة.
  • شرب السوائل الساخنة.
  • ممارسة التمارين الرياضية الهوائية مثل الركض.


ما هي عوامل خطر حدوث الوردية؟

قد تتطور الوردية لدى أي شخص، ولكن هناك فئات تكون أكثر عرضة للإصابة بالوردية مقارنةً بغيرهم، ونذكر من هذه الفئات ما يأتي:[٥]

  • الأشخاص الذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين عاماً.
  • الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة.
  • الأشخاص الذين يميلون لأن يحمر وجههم بسهولة.
  • الأشخاص الذين يملكون أقارب مصابين بمرض الوردية.
  • الجنس الأنثوي، إذ تكون النساء أكثر عرضة للوردية من الرجال، ولكن تكون الأعراض أكثر شدة لدى الرجال في حال إصابتهم بالوردية.


تشخيص الوردية

في الحقيقة لا يوجد فحص واحد معين يمكن إجراؤه للتأكد من أن الشخص مصاب بمرض الوردية أم لا، ففي الحالات التي تظهر فيها الأعراض فإن الأمر يستلزم زيارة الطبيب، إذ سيقوم الطبيب بإجراء اللازم لتشخيص الحالة، ويتضمن ذلك القيام بفحص البشرة، والجلد، والعيون، كما سيقوم بطرح مجموعة من الأسئلة على المريض للحصول على المزيد من التفاصيل حول الحالة بما يساهم في الاستدلال عما إن كان الشخص مصاباً بالوردية أم لا، وقد تتم إحالة المريض إلى طبيب مختص لاستبعاد الإصابة بالحالات المرضية الأخرى التي قد تكون أعراضها مشابهة للوردية، وقد يطلب الطبيب إجراء مجموعة من الفحوصات الطبية التي تساعد على استبعاد الإصابة بالحالات المرضية الأخرى كالذئبة أو تفاعلات حساسية الجلد، والتي قد تكون أعراضها مشابهة للوردية، وفي حال التأكد من عدم وجود أمراض أخرى فيتم تشخيص الحالة على أنها وردية، ويُباشر الطبيب بوصف العلاج المناسب لحالة المريَض.[٦]


علاج الوردية

يتضمن علاج الوردية عدة طرق وخيارات، ونذكر منها ما يأتي:


الأدوية

هناك العديد من أنواع الأدوية التي قد يصفها الطبيب لتخفيف حالة الوردية، والتي نذكر منها ما يأتي:[٧]

  • الأدوية الموضعية لتخفيف الاحمرار: وتكون على شكل كريمات أو جل يتم تطبيقها على الجلد المتأثر بالاحمرار، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأدوية توصف فقط في حالات الوردية الخفيفة إلى المعتدلة وليست الشديدة، وبشكلٍ عام فإن النتائج تظهر خلال 12 ساعة من تطبيقها على الجلد، ولكن يكون تأثير هذه الأدوية مؤقتاً وهذا الأمر يستلزم إعادة تطبيقها بشكلٍ متكرر حتى تستمر النتائج ويختفي الاحمرار.
  • المضادات الحيوية الفموية: وقد يصفها الطبيب في بعض الحالات التي يعاني فيها الشخص من وردية ذات شدة معتدلة إلى شديدة، مصحوبةً بظهور النتوءات أو البثور لدى المُصاب.
  • أدوية حب الشباب الفموية: مثل إيزوتريتينوين (بالإنجليزية: Isotretinoin)، والذي يصفه الطبيب في بعض حالات الوردية الشديدة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى السابقة التي وصفها الطبيب، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأدوية تُوصف بتوجيه من الطبيب، ولا يجوز استخدام أدوية حب الشباب الفموية خلال فترة الحمل فهي قد تسبب تشوهات خلقية خطيرة لدى الطفل.


العلاجات الطبية الأخرى

قد يصف الطبيب العلاج بالليزر أو أي علاجات أخرى قائمة في مبدأها على استخدام الضوء؛ وذلك بهدف تخفيف الاحمرار أو انتفاخ الأوعية الدموية، ولكن تستلزم هذه العلاجات الخضوع للجلسات بشكلٍ متكرر بهدف الحفاظ على النتائج وتحسن مظهر جلد الجسم.[٧]


تغيير أنماط الحياة

يساهم إجراء بعض التغييرات على أنماط الحياة في تخفيف أعراض الوردية، ونذكر منها ما يأتي:[٨]

  • تطبيق واقي شمس على البشرة عند الخروج من المنزل بحيث يكون ذو درجة وقاية 30 على الأقل.
  • ارتداء قبعة واسعة الحواف بحيث تغطي الوجه عند الخروج من المنزل.
  • الحرص على استخدام منتجات العناية بالبشرة غير المزعجة للبشرة، مع تجنب استخدام المطهرات أو المنظفات التي تحتوي في تركيبتها على كحول، أو عطور، أو بندق الساحرة، أو أي مكونات أخرى قد تزعج البشرة أو تسبب لها التلف.
  • الحرص على تجفيف البشرة برفق باستخدام قطعة قماش ناعمة بعد غسلها.
  • استخدام مرطبات الوجه والبشرة خاصة عندما يكون الطقس بارداً.
  • تدليك الوجه وفرك البشرة بلطف بحركات دائرية، بحيث يتم البدء من منتصف الوجه والانتقال نحو الأذنين.
  • تجنب التعرض للحرارة وأشعة الشمس، والحرص على البقاء في غرف مكيفة في الأيام التي يكون فيها الجو حاراً.
  • اتباع إرشادات العناية بالعيون إذا أثر مرض الوردية في العيون، بحيث يتم تطبيق كمادات دافئة عليهما عدة مرات خلال اليوم الواحد، ويُنصح أيضاً باستخدام شامبو الأطفال المخفف بالماء، أو استخدام منظف الجفون الخاص لتنظيفهما بلطف بشكلٍ يومي.


ولمعرفة ما إذا كان بالإمكان التعافي من الوردية بشكل تام، اضغط هُنا.


المراجع

  1. "rosacea", medlineplus, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What is rosacea?", medicalnewstoday, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  3. "all-about-rosacea", rosacea, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  4. "rosacea", nhs, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  5. "rosacea-risk-factors-answer-why-me", rosacea, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  6. "rosacea", aad, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "rosacea", mayoclinic, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  8. "understanding-rosacea-basics", webmd, Retrieved 8/5/2021. Edited.