يعدّ سرطان الجلد من أنواع السّرطانات المُنتشِرة، الذي تزداد احتمالية الإصابة به بسبب التعرّض الزّائد لأشعة الشمس، والمكوث لفتراتٍ طويلة في غرف التّسمير، فما هي أسباب الإصابة بسرطان الجلد؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟[١][٢]


أسباب سرطان الجلد

يحدث سرطان الجلد عندما تنقسم أحد الأنواع الثلاثة من الخلايا المكوّنة له بشكلٍ غير طبيعي، ودون توقف،[٣] وما زال السبب الرّئيسي لحدوث ذلك غير معروفٍ حتى الآن،[٤][٥] وإنما هنالك مجموعة من العوامل التي يرجّح أن تكون خلف الإصابة بسرطان الجلد، ألا وهي:

  • لون الجلد: يمكن أن يكون لون البشرة عامل خطرٍ كبير للإصابة بسرطان الجلد، فالأشخاص الذين لديهم لون بشرةٍ فاتح معرّضون أكثر من غيرهم للإصابة بسرطان الجلد، وذلك لأن بشرتهم خالية من صبغة الميلانين، التي تمنح الجلد لونه الطّبيعي، والتي توفرّ الحماية من الأشعّة فوق البنفسجية، وهي أقلّ من المتواجدة عند الأشخاص أصحاب البشرة الدّاكنة.[٤][٦]
  • التعرض لأشعة الشمس وحروق الشمس: يمثّل التعرّض اليومي لأشعّة الشمس السبب المسؤول عن 70% من سرطانات الجلد، والتي تختلف باختلاف كمية التعرّض للأشعّة فوق البنفسجية الصّادرة عن الشمس، وزاوية ميلان الشمس -كأن يكون وقت الظّهيرة مثلاً أسوأ الأوقات للتعرّض إلى الشمس-، ومدة التّعرّض، وما إذا كان الجلد مغطّى بالملابس أم لا، ووجود الواقي الشمسي، كما أن الإصابة بحروق الشّمس الشّديدة في سنّ مبكّرة قد تكون عامل خطرٍ مهمّ للإصابة بسرطان الجلد، فجميع ما سبق يؤثر في تكوين الحمض النووي للخلايا وانقسامها وبقائها سليمة، وقد يتسبب بإتلافه، بالتالي تحوّل الخلايا إلى سرطانية.[٤][٥]
  • التعرض للمواد الكيميائية البيئية والمواد الأخرى: كموادّ التنظيف، أو المواد التي توجد في مكان العمل، ومن هذه المواد التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد، ما يلي:[٣][٤]
  • الزرنيخ: الذي يتواجد في مياه الآبار، أو بعض أماكن العمل.
  • القطران: الذي يتعرّض له بكثرة عمّال إنشاء الطّرقات.
  • البارافين أو الشّمع: المُنتشِر استخدامه في صناعة السّيارات، والمُذيبات العطرية، أو الأشخاص المتعرّضين لأحبار الطّباعة، ومزيلات الشّحوم، ومنتجات التنظيف.
  • كلوريد الفينيل: المُتواجد في مصانع إنتاجه.
  • بعض الحالات الطبية: هنالك عددٌ من الأمراض التي يمكن أن تزيد احتمالية الإصابة بسرطان الجلد، والتي نذكر منها:
  • إصابة سابقة بسرطان الجلد: فالأشخاص الذين أصيبوا بسرطان الجلد سابقًا، هم أكثر عرضة بحوالي 10 مرات من غيرهم للإصابة بأيّ نوعٍ من السرطانات.[٧]
  • التقران السّعفي: هي آفةٌ جلدية شائعة تتطوّر فيما بعد إلى أحد أنواع سرطانات الجلد، تظهر على شكل بقعٍ خشنة، ومتقشّرة في أماكن تعرّض الجسم لأشعة الشمس المباشرة مثل اليدين أو الساعدين أو السّاقين أو الشفتين أو حول العينين أو الأنف، وهي تشبه الثآليل على الجلد في شكلها، فقد يكون لونها وردي، أو أحمر، أو بني.[٧]
  • الشامات والوحمات الصّباغية: يمكن أن تتطوّر الشّامات في 10% من الحالات لتصبح حالةً من سرطانات الجلد، فالشّخص الذي يمتلك أكثر من 100 شامة في جسمه هو أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الجلد.[٤][٥]
  • ضعف الجهاز المناعي: سواءً كان وراثيًا، أو مُكتسبًا مثل الإصابة بمرض الإيدز، أو النّاتج عن تناول الأدوية المثبّطة للجهاز المناعي.[٧]
  • عدوى فيروس الورم الحليمي البشري (HPV): التي تصيب أنسجة الأعضاء التناسلية والشرج والجلد حول الأظافر.[٨]
  • المتلازمات النّادرة: مثل متلازمة رومبو، أو متلازمة جورلين، أو متلازمة بازكس دوبريه كريستول.[٧]
  • الخضوع لبعض العلاجات؛ والتي نذكر منها:
  • استخدام الأدوية التي تزيد حساسية الجلد للشمس، مثل بعض أنواع المضادات الحيوية، ودواء علاج ارتفاع ضغط الدم هيدروكلوروثيازيد وبعض أدوية العلاج الكيميائي.[٤][٧]
  • العلاج الإشعاعي في مرّات سابقة للسرطان، إذ يكون الخطر متزايدًا في أماكن التعرّض للإشعاع، ويزداد هذا الخطر بمرور الوقت، خاصّة بعد 10 إلى 20 عامًا، ونتيجةً لذلك فقد يكون الأطفال الذين يتلقون العلاج الإشعاعي أكثر عرضة للإصابة بأحد أنواع سرطانات الجلد المعروف باسم سرطان الخلايا القاعدية بمقدار 6 أضعاف من الذين لا يتعرّضون للإشعاع.[٧][٩]
  • العلاج باستخدام مادة السورالينات، أو الأشعة فوق البنفسجية (UV)، للصدفية أو الإكزيما.[٤]


عوامل خطر الإصابة بسرطان الجلد

لا يعني امتلاك أحد الأسباب التّالية ضرورة الإصابة بسرطان الجلد، وإنما تزيد هذه العوامل من خطر ذلك، وهذه العوامل هي:

  • التاريخ العائلي من الإصابة بسرطان الجلد: تُشكّل حالات الإصابة بسرطان الجلد النّاتجة عن التاريخ العائلي 10%، كأن يكون أحد الوالدين، أو الأخوة مُصابًا بسرطان الجلد.[٥][١٠]
  • العوامل الوراثية: تمثّل الطفرات الجينية الموروثة المعروفة حوالي 1% من سرطانات الجلد.[١١]
  • العمر: يزداد خطر الإصابة بسرطان الجلد مع التقدّم في العمر وبالأخصّ بعد عمر 50 سنة، لكنه قد يصيب الشّباب أيضًا.[٧][٣]
  • طبيعة النّظام الغذائي: في حين أنه لم يتم تحديد أطعمةٍ معينة تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، إلا أنّ هناك أدلّة قليلة على أن بعض العادات الغذائية ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الجلد، فقد يقلل اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات من خطر الإصابة بسرطان الجلد، وذلك بسبب احتوائها على مضادات الأكسدة.[٤]
  • الجنس: يعدّ الرجال أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الجلد مقارنةً بالنساء بعد عمر الخمسين عامًا، بينما تكون النساء دون الخمسين عامًا أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الجلد مقارنةً بالرجال من نفس العمر.[٧][٣]
  • العيش في مكانٍ مرتفع ودافئ: تزداد احتمالية التعرّض لأشعّة الشمس والأشعة فوق البنفسجية عند العيش في مثل هذه الأماكن، حيث تكون الأماكن المرتفعة أقرب لأشعة الشمس.[١٠]


نصائح للوقاية من سرطان الجلد

لا يمكن منع الإصابة بسرطان الجلد دائمًا، لكن يوجد عددٌ من الأمور والنّصائح التي تقلل من احتمالية الإصابة به،[٣] أو التي تتمثّل بما يلي:[٧]

  • الحدّ من التعرّض المباشر لأشعة الشمس ما بين السّاعة 10 صباحًا وحتى 4 مساءً.
  • حماية البشرة بوضع واقٍ للشمس، والذي يكون بمعامل حمايةٍ على الأقلّ (SPF 30)، وتكرار وضعه كل ساعتين على الأقلّ، أو كلّ ساعة بعد التّعرّق الشّديد، أو التواجد في الماء.
  • ارتداء ملابس بأكمام طويلة ونظارات شمسية وقبعة واسعة الحواف، تغطّي الوجه والرقبة والأذنين.
  • تجنّب الخروج في الهواء الطلق، أو المكوث في غرف التان المغلقة.
  • البقاء بعيدًا عن الشمس عند تناول بعض الأدوية.
  • الفحص الدّوري للجلد، ومراجعة الطبيب في حال ظهور أيّة علامات غريبة عليه

اقرأ أيضاً: هل سرطان الجلد قاتل.


أسئلة شائعة حول أسباب سرطان الجلد

هل يختلف خطر التعرّض للشمس في الشتاء عن الصّيف؟

لا يختلف خطر التعرّض للشمس خلال أشهر الشتاء عن مخاطر التعرّض لها في الصيف.[٦][٣]


هل يمكن الإصابة بسرطان الجلد من مصادر غير أشعّة الشمس؟

نعم. يمكن للجلوس المتكرر والمكوث لفتراتٍ طويلة في غرف التان (التسمير) المغلقة أن يزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الجلد.[٧]

اقرأ أيضاً: أعراض سرطان الجلد.

المراجع

  1. "Basic Information About Skin Cancer", www.cdc.gov, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  2. "Skin Cancer, Nonmelanoma", www.uofmhealth.org, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "What Causes Skin Cancer?", www.webmd.com, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Causes and Risk Factors of Skin Cancer", www.verywellhealth.com, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "What are the symptoms of skin cancer?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Sun Exposure & Skin Cancer", my.clevelandclinic.org, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Skin Cancer (Non-Melanoma): Risk Factors and Prevention", www.cancer.net, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  8. "Risks and causes", www.cancerresearchuk.org, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  9. "Skin cancer (melanoma)", www.nhs.uk, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Skin cancer", www.mayoclinic.org, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  11. "Familial Risk and Heritability of Cancer Among Twins in Nordic Countries", jamanetwork.com, Retrieved 30/7/2021. Edited.