مرض الحصبة

مرض الحصبة (بالإنجليزية: Measles) هو عدوى تصيب الإنسان نتيجة التعرض لفيروس الحصبة، حيث يعيش هذا الفيروس في الأنسجة المخاطية الموجودة في الأنف والحلق، وينتشر عن طريق الهواء عند التواصل الوثيق مع الشخص المصاب، ويعد فيروس الحصبة فيروس معدي جداً، إذ أن له القدرة على البقاء في الهواء وعلى الأسطح الملوثة لمدة تتراوح ساعتين، كما أن احتمالية الإصابة به عند التواجد مع شخص مصاب، وعدم تلقي المطعوم الذي يمنح الحصانة منه، تكون مرتفعة، وتصل إلى 90%، وتتمثل خطورة مرض الحصبة أن المصاب يكون معدي قبل 4 أيام من ظهور الأعراض الدالة على العدوى، مما يؤدي إلى نشره بين الناس من دون المعرفة بذلك.[١]

أعراض الحصبة

تظهر أعراض الحصبة بعد مرور 7-14 يوماً من التعرض للفيروس، إلا أن البعض قد تظهر عليه الأعراض في غضون 23 يوماً، وتتضمن هذه الأعراض ما يأتي:[٢]

  • ارتفاع في درجة حرارة الجسم تصل إلى 40 درجة مئوية.
  • كحة.
  • سيلان الأنف.
  • العطس.
  • كثرة نزول الدمع من العينين.
  • آلام عامة في الجسم.
  • ظهور بقع بيضاء صغيرة الحجم في الفم، بعد 2-3 أيام من الأعراض السابقة.
  • ظهور طفح جلدي أحمر بعد 3-5 أيام من بدء الأعراض السابقة، يبدأ هذا الطفح عند خط الشعر الموجود في الوجه، ومن ثم ينتشر عبر الجسم نحو الأسفل، إلى الرقبة، والجذع، والساقين، وقد يبدأ الطفح على شكل بقع حمراء مسطحة، ولكن قد تظهر نتوءات صغيرة مرتفعة أيضاً، كما أنه قد تتحد البقع معًا أثناء انتشارها.[٣]


ولمعرفة المزيد حول أعراض الحصبة الألمانية، اضغط هُنا.


أسباب الحصبة

هنالك سبب واحد ورئيسي للإصابة بالحصبة، وهو التعرض لفيروس الحصبة، الذي قد يصيب كل من الأطفال والراشدين، فكما أوردنا سابقاً، فإنه يتكاثر في الأنف والحلق، وعند مخالطة أشخاص مصابين يعانون من العطس أو الكحة، فإن ذلك يؤدي إلى خروج قطرات حاملة للفيروس إلى الهواء، فيقوم الأشخاص المخالطين لهم باستنشاقها، كما أنه من الممكن أن تهبط القطرات الحاملة للفيروس على أسطح مختلفة، وتكون قادرة على إحداث العدوى لعدة ساعات، لذا يمكن أن تنتقل للأشخاص الآخرين عند ملامستهم لهذه الأسطح الملوثة، ومن ثم وضع أصابعهم في الأنف، أو الفم، أو العينين.[٤]


عوامل الخطر الإصابة بالحصبة

إن احتمالية الإصابة بفيروس الحصبة تزداد عند:[٤]

  • عدم أخذ مطعوم الحصبة، فالأشخاص غير محصنين ضد مرض الحصبة لديهم احتمالية مضاعفة للإصابة بهذا المرض.
  • السفر إلى دول تشيع فيها الإصابة بعدوى الحصبة.
  • النقص الحاد لفيتامين أ، فقد تزداد حدة ومضاعفات مرض الحصبة عند الأشخاص الذين يعانون من نقص في فيتامين أ.


تشخيص مرض الحصبة

يتم تشخيص مرض الحصبة اعتماداً على الفحص البدني، حيث يبحث الطبيب عن العلامات المميزة للمرض، بما في ذلك الطفح الجلدي المنتشر، والبقع غير الطبيعية الموجودة في الفم، كما يمكن أن يتم تأكيد التشخيص عن طريق القيام بفحص الدم يكشف عن وجود الفيروس، ويكون فحص الدم دقيقاً إذا تم في اليوم الثالث من ظهور الطفح الجلدي وحتى شهرٍ واحد.[٥]


علاج مرض الحصبة

لا يوجد علاج محدد لمرض الحصبة، إنما يتم إعطاء علاجات للسيطرة على الأعراض كما يلي:[٦]

  • شرب الكثير من السوائل.
  • الحرص على أخذ قسط كافٍ من الراحة.
  • إعطاء أدوية خافضة للحرارة عند ارتفاعها، أو عند الشعور بعدم الراحة، مثل دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol)، أو أيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
  • الحرص على إبعاد وعزل المصابين بمرض الحصبة عن الآخرين حتى 4 أيام من ظهور الطفح الجلدي.


الوقاية من الحصبة

يمكن الوقاية من الإصابة بفيروس الحصبة عن طريق أخذ اللقاح الخاص بمرض الحصبة، والذي يتوفر على شكل لقاح يحمي ضد الحصبة، والنّكاف، والحصبة الألمانية (الحُمَيراء)، ويعرف باسم MMR vaccine، حيث يتم إعطاءه على شكل جرعتين، وتصل نسبة الحماية بعد الجرعة الأولى إلى 93%، وبعد الجرعة الثانية تصل نسبة الحماية إلى 97%، وعادةً ما يتم إعطاء اللقاح للأطفال عندما يبلغون من العمر 12 إلى 15 شهرًا، ومرة أخرى عندما يبلغون سن 4 إلى 6 سنوات، ويجدر الذكر إلى توافر لقاح آخر في بعض البلدان يحمي من مرض الحصبة يسمى MMRV vaccine، الذي يقي من الحصبة، والنكاف، والحصبة الألمانية، بالإضافة إلى جدري الماء.[٦][٧]


وهنالك طرق أخرى تمكّن من السيطرة على انتشار مرض الحصبة عند عدم القدرة على تلقي المطعوم، ومنها:[٨]

  • غسل اليدين باستمرار قبل تناول الطعام، وبعد استخدام الحمام، وقبل ملامسة الوجه، والأنف، والفم.
  • عدم مشاركة الممتلكات الشخصية مع الآخرين، من أواني المطبخ، فرشاة الأسنان، أو المناشف أو غيرها.
  • تجنب مخالطة الأشخاص المرضى قدر الإمكان.


الوقاية من انتشار الحصبة إلى الآخرين

إذا كنت مريضًا بالحصبة، فإنه يجب عليك اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتقال العدوى إلى الآخرين، ومن هذه الاحتياطات:[٨]

  • ابق في المنزل بعيدًا عن العمل أو المدرسة والأماكن العامة الأخرى حتى تصبح غير معدي، هذا يعني بعد مرور 4 أيام من ظهور طفح الحصبة لأول مرة.
  • تجنب الاتصال بالأشخاص المعرضين للإصابة بالعدوى، مثل الأطفال الصغار الذين لم يتم تطعيمهم، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المناعة، كمرضى السكري.
  • قم بتغطية أنفك وفمك إذا احتجت إلى السعال أو العطس، وتخلص من جميع المناديل المستعملة على الفور، وإذا لم يكن لديك منديل ورقي متاح، فاعطس في ثنية مرفقك، وليس في يدك.
  • تأكد من غسل يديك بشكل متكرر.
  • طهّر ونظف أي أسطح أو أشياء تلمسها بشكل متكرر.


أسئلة شائعة


ما هي مضاعفات الحصبة؟

هنالك العديد من المضاعفات المرتبطة بالحصبة، بعضها طفيف، وبعضها الآخر خطير للغاية، وتحدث في أغلب الأحيان عند الأطفال الصغار الذين أعمارهم أقل من 5 سنوات، أو البالغين الذين أعمارهم أكبر من 20 سنة، ومن المضاعفات الشائعة الطفيفة الإصابة بالإسهال، أو التهاب الأذن،[٩] أما المضاعفات الخطيرة فتتضمن الالتهاب الرئوي، أو التهاب الدماغ، أو التهاب الزائدة الدودية.[١٠]


مطعوم الحصبة والتوحد، هل هناك علاقة؟

لا تسبب اللقاحات مرض التوحد (بالإنجليزية: Autism) كما يدّعي البعض، فقد كان لدى بعض الأشخاص مخاوف من أن يكون اضطراب طيف التوحد مرتبطًا باللقاحات التي يتلقاها الأطفال، ولكن وفقًا لدراسات أجرتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها عام 2011 على 8 أنواع من اللقاحات للأطفال، فقد أكدت على عدم وجود صلة بين تلقي اللقاحات وتطور اضطراب طيف التوحد، وأن هذه اللقاحات آمنة للغاية مع استثناءاتٍ نادرة.[١١]


ما الفرق بين الحصبة والحصبة الألمانية؟

يختلف الفيروس المسبب للحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Rubella or German measles) عن الفيروس المسبب للحصبة العادية،[١٢] وعلى الرغم من أنه قد تتشابه أعراض الحصبة الألمانية مع الحصبة العادية، إلا أن أعراض الحصبة الألمانية أخف، وفي ما يلي الفروق الرئيسية:[١٣]

  • تسبب الحصبة طفح جلدي أحمر فاتح، بينما يكون الطفح الجلدي الناتج عن الحصبة الألمانية لونه وردي وخفيف.
  • تعتبر الحصبة الألمانية معدية بنسبة أقل من الحصبة العادية.
  • يمكن أن تؤدي الحصبة إلى مضاعفات خطرة للغاية، أما الحصبة الألمانية تكون خطيرة فقط إذا حدثت أثناء الحمل.
  • تصل حمى الحصبة إلى 40 درجة مئوية، أم حمى الحصبة الألمانية تكون خفيفة في الغالب.


ما الفرق بين الحصبة وجدري الماء؟

يعد كل من جدري الماء (بالإنجليزية: Chickenpox) والحصبة من الأمراض المعدية التي تسببها الفيروسات، والشائعة جداً في مرحلة الطفولة، إلا إنها ناجمة عن فيروسين مختلفين، فالمتسبب بجدري الماء هو الفيروس الحماق النطاقي (بالإنجليزية: Varicella-zoster virus)، وفيما يلي جدول للمقارنة بينهما:[١٤]


وجه المقارنة
جدري الماء
الحصبة
فترة الحضانة
من 10 إلى 21 يوماً.
10 إلى 14 يوماً.
الفترة معدية
يومين قبل ظهور الطفح الجلدي، وتنتهي عندما تقشر البقع.
4 أيام قبل ظهور الطفح الجلدي، و 4 أيام بعد ذلك.
طبيعة الطفح الجلدي
يظهر طفح جلدي مثير للحكة، يؤدي في النهاية إلى ظهور بثور أو فقاعات.
طفح جلدي مسطح غير مثير للحكة.
ارتفاع في درجة الحرارة
نعم
نعم
سيلان الأنف
لا
نعم
التهاب الحلق
لا
نعم
السعال
لا
نعم
الإصابة بالتهاب جفن العين
لا
نعم
ظهور تقرحات في الفم
يمكن أن تظهر البثور في الفم.
تظهر بقع حمراء لها مراكز زرقاء أو بيضاء اللون في الفم من الداخل، وذلك قبل ظهور الطفح الجلدي.


المراجع

  1. "Measles", webmd, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  2. "What to know about measles", medicalnewstoday., Retrieved 8/5/2021. Edited.
  3. symptoms appear 7 to,days after the first symptoms. "Measles (Rubeola)", cdc, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Measles", mayoclinic, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  5. "Measles", rarediseases, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Measles", kidshealth, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  7. "Vaccine for Measles", cdc, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Everything You Need to Know About the Measles", healthline, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  9. "Complications of Measles", cdc., Retrieved 8/5/2021. Edited.
  10. "Measles", my.clevelandclinic, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  11. "Autism and Vaccines", cdc, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  12. isn't the same,highly effective in preventing rubella. "Rubella", mayoclinic, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  13. "Rubella ", medicalnewstoday., Retrieved 8/5/2021. Edited.
  14. caused by two,now are preventable through vaccination. "Chickenpox vs. measles: What's the difference?", mapleleafmedical, Retrieved 17/5/2021. Edited.