الصدفية التناسلية: كل ما تريد معرفته

الصدفية التناسلية

تعدّ الصدفية التناسلية (بالإنجليزية: Genital psoriasis) أحد أنواع الصدفية الجلدية التي تظهر على الأعضاء التناسلية أو حولها، وقد تقتصر على هذه المناطق فقط، أو تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتكون على شكل بقع حمراء مسببة للحكة، وتوصف بأنها أكثر صعوبة في العلاج من أنواع الصّدفية الأخرى، وتتسبب بتغير الطريقة التي يشعر بها الشخص تجاه جسده، ومن الجدير بالعلم أنّ هذه الحالة، غير معدية، ولا تعدّ من الأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي،^[١] كما أنها لا تترك ندبات، وباستخدام العلاج المناسب يعود الجلد إلى طبيعته، أو من تلقاء نفسه.^[٢]

من يصاب بالصدفية التناسلية؟

من الممكن للذكور، والإناث، والأطفال، والبالغين الإصابة بالصدفية التناسلية، ولكنها عند الأطفال أكثر شيوعًا تحت سن الثانية.^[٢]

أعراض الصدفية التناسلية بناء على النوع

يتواجد نوعان شائعان من الصّدفيّة التناسلية، وتتفاوت في أعراضها، وتكون كما يلي:^[٣]

• الصدفية العكسية: (بالإنجليزية: Inverse psoriasis)، وهي الصدفية التي تحدث في ثنايا الجسم، مثل منطقة الأعضاء التناسلية، وتحت الثديين، والإبطين، ومن الأعراض التي تكون مرافقة لها ما يلي:
• احمرار الجلد، دون وجود قشور، وقد يبدو مشدودًا وناعمًا.
• الشعور بعدم الراحة.
• الشعور بالألم والحكة الشديدة.
• ظهور تشققات في الجلد.
• تفاقم الأعراض بسبب العرق والفرك في مناطق الإصابة.
• الصدفية اللويحية: (بالإنجليزية: Plaque psoriasis) وتصيب فروة الرأس، والركبتين، والمرفقين، والجذع، ومن الممكن تواجدها كذلك على الأعضاء التناسلية، وترافقها الأعراض التالية:
• ظهور اللويحات، مع تراكم جلد ميت، تتفاوت ألوانه حسب العِرق، فعلى سبيل المثال العرق القوقازي تكون فيه اللويحات حمراء، ويرافقها تراكم خلايا الجلد الميتة ذات اللون الفضي والأبيض، أمّا البشرة الملونة فيكون فيها اللويحات أغمق، فقد تبدو أرجوانية، أو رمادية، أو بني داكن.
• الشعور بالألم وعدم الراحة.
• الإصابة بالحكة في مناطق الإصابة.
• تشقق الجلد.

الأسباب وعوامل الخطر

في الحقيقة لا يزال السبب الدقيق لمرض الصدفية غير معروف، ولكن من المتعارف عليه أن العامل الوراثي ووجود مشكلة في جهاز المناعة تلعب دورًا في هذا، كما أن الشخص المصاب بالصدفية يكون لديه معدل نمو وتطور خلايا الجلد سريعًا جدًّا، وهذا يترتب عليه تراكم هذه الخلايا على شكل لويحات أو قشور،^[٤] ومن العوامل المساهمة في الصدفية التناسلية ما يلي:^[٢]

• وجود البكتيريا والخمائر الفطرية مثل: المبيضات البيضاء (بالإنجليزية: Candida albicans).
• ظاهرة كوبنر (بالإنجليزية: Koebner phenomenon): وهي ظهور لويحات جديدة من الصدفية، قد يكون ناجمًا عن التعرض لإصابة في الجلد.

محفزات ظهور الصدفية التناسلية

من الممكن لبعض الأمور أو الأشياء أن تحفز ظهور الصّدفيّة التناسلية، ومنها ما يلي:^[٤]

• التعرض لالتهابات سابقة، مثل: التهاب الحلق، أو الالتهابات الجلدية.
• التعرض لإصابة في الجلد، مثل: جرح، أو خدش، أو لدغة حشرة، أو حتى حروق شمس شديدة.
• التعرض للتوتر والضغوطات النفسية.
• التعرض لعوامل بيئية قاسية، مثل الطقس البارد.
• التدخين.
• تناول بعض الأدوية، مثل: الليثيوم، وأدوية ارتفاع ضغط الدم، والأدوية المضادة للملاريا، واليود.
• التلامس مع مهيجات معينة، وتشمل هذه المهيجات ما يلي:
• البول.
• البراز.
• الملابس الضيقة.

تشخيص الصدفية التناسلية

يشخص الطبيب الصدفية التناسلية عادة بناءً على الأعراض، والتاريخ الطبي، ويعتمد في ذلك على مظهرها الخارجي، إذ إنها تكون على شكل لويحات على جلد أحمر، كما أن التاريخ الطبي للإصابة بمشاكل جلدية، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بالصدفية قد يشير إلى زيادة فرصة الإصابة بها، ومن النادر أن يكون هناك حاجة إلى إجراء اختبارات مختبرية، بما فيها خزعات الجلد، أو مسحة من الجلد، ويطلبها الطبيب في حال كانت الأعراض غير نمطية، أو أنّها لا تستجيب للعلاج، كما أنه لا يوجد فرق في التشخيص بين الصدفية التناسلية وغيرها من أنواع الصدفية الأخرى.^[٢][٥]

الرعاية المنزلية

توصي الأكاديمية الأمريكية لأمراض الجلدية بالنصائح التالية للعناية بالبشرة عند الإصابة بالصدفية التناسلية:^[٦]

• استخدم منظف لطيف، وخالي من العطر، إذ إن من المفضل تجنب استخدام صابون وغسول الجسم المزعج، أو المضاد للبكتيريا.
• ضع مرطبًا خاليًا من العطر بعد الاستحمام مباشرة على مناطق الإصابة بالصدفية، وضعه عند شعورك بجفاف المنطقة، فهذا يساعدك على تقليل الاحتكاك والتهيج، وخذ بعين الاعتبار أنّ المنتجات المحتوية على مكونات أقل على ملصقها أفضل من غيرها.
• استخدم ورق تواليت عالي الجودة.
• احرص على تجنب الاتصال بين الصدفية التناسلية والبول، أو البراز.
• أكثر من تناول الألياف في نظامك الغذائي، فهذا يساعدك على تخفيف حركة الأمعاء.
• تجنب الحمامات الساخنة والطويلة.
• ضع الكمادات الباردة على المناطق الجافة والمصابة بالحكة.
• أخبر طبيبك عن أي أعراض.

علاج الصدفية التناسلية

يساعد العلاج المناسب على التخلص من الحكة، والألم، والشعور بالحرق، كما يخفف من ظهور الصدفية،^[٦] ومن الجدير بالعلم أن المناطق الأرق والأكثر حساسية من الجلد تكون أكثر استجابة للعلاج، وغالبًا ستختفي الأعراض مع العلاج المناسب، ومن الممكن استخدام العلاجات نفسها المستخدمة لأنواع أخرى من الصدفية،^[٧] وتشمل العلاجات الأكثر شيوعًا ما يلي:

• الأدوية التي توضع على الجلد، مثل التالي:
• كريم أو مرهم كورتيكوستيرويد بجرعة منخفضة: يعد من أفضل علاجات الصدفية، ولكن قد ينطوي على بعض الآثار الجانبية، لذلك يجب استخدامه بحذر، ولمدة قصيرة، فقد يتسبب بظهور علامات تمدد، أو يجعل الجلد أقل سمكًا، في حال استخدامه لفترة طويلة، من أمثلته مرهم الهيدروكورتيزون (Hydrocortisone ointment).^[٨][٩]
• كريمات فيتامين د الخفيفة: من الممكن استخدامها لفترة طويلة، وفي بعض الحالات يؤخذ مع الكورتيزون الخفيف، ويقتضي الانتباه أنّ كريمات فيتامين د ليست جميعها مناسبة للبشرة الحساسية، لذلك يجب استخدام ما يصفه الطبيب.^[٩]
• الكورتيزونات القوية أو متوسطة القوة، وعادة ما تُستخدم لفترة قصيرة.^[٧]
• كريم كالسيبوترين: (Calcipotriene)، من أسمائه التجارية: ®Calcitrene.^[٧]
• مثبطات الكالسينورين: (بالإنجليزيّة: Calcineurin inhibitors^[٩] كريم بيميكروليموس (Pimecrolimus) من أسمائه التجارية: ®Elidel، أو مرهم تاكروليموس (Tacrolimus) من أسمائه التجارية: ®Protopic.^[٧]
• أدوية عن طريق الفم، مثل: السيكلوسبورين (Cyclosporine) من أسمائه التجارية: ®Neoral، أو الميثوتريكسات (Methotrexate) من أسمائه التجارية: ®Trexall، أو الريتينويد (Retinoids)،^[٧] مثل: أسيتريتين (Acitretin) من أسمائه التجارية: ®Soriatane.^[٨]
• مادة بيولوجية قابلة للحقن:^[٧] تعمل هذه الأدوية على إعاقة عمل الإشارات التي تؤدي إلى ظهور الأعراض الناجمة عن جهاز المناعة، من أمثلتها: ريتوكسيماب: (بالإنجليزية: Rituximab) من أسمائه التجارية: ®Rituxan، وأداليموماب (Adalimumab) من أسمائه التجارية: ®Humira.^[٨]
• العلاج بالضوء:^[٧] ويكون من خلال التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وأدوية الحساسية بالضوء، ولا يعد من العلاجات الشائعة لعلاج الصدفية التناسلية، ولكن يُلجَأ إليه في حال كانت مساحات كبيرة من الجلد مصابة.^[٨]
• مستحضرات القطران الخفيفة:^[٧] يعد من الخيارات الأقل شيوعًا، وتؤخذ دون وصفة طبية، وتوضع على المناطق التناسلية الخارجية فقط، وفي بعض الحالات من الممكن استخدامها بالتزامن مع كريم الهيدروكورتيزون.^[٨]

هل يجب الامتناع عن الجماع أثناء تفاقم الأعراض؟

لا، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن الأعراض قد تزداد سوءًا بهذه الحالة، نتيجة الاحتكاك، كما أنّ الصدفية التناسلية قد تؤثر في العلاقة الجنسية مع الشريك لتسببها بالتهيج والانزعاج أثناء الجماع، لذلك سيكون من الجيد استخدام الواقي الذكري، لعمله كحاجز ومانع من ملامسة الجلد والسوائل مباشرة، وهذا يخفف من التهيج، كما أن تنظيف المنطقة، وإعادة استخدام المرطبات والأدوية حسب توجيهات الطبيب يساعد على التعافي.^[١٠]