تُعدّ الحكة العرض الأكثر شيوعاً للحالات الطبية التي تصيب الجلد، إلى جانب مجموعة من الأعراض الأخرى، مثل جفاف الجلد، والطفح، والتهيج، لذلك قد يصعب التمييز بين الأمراض الجلدية بالاعتماد على الأعراض وحدها.[١]
الفروقات الأساسية بين الإكزيما وسرطان الجلد
يوجد العديد من الفروقات الأساسيّة بين الإكزيما وسرطان الجلد تتراوح بين طبيعة المرض، وعمر المصاب، وسبب الحدوث، وغيرها من الأمور التي نفصلها فيما يأتي:
طبيعة المرض
تعرّف الإكزيما على أنها مجموعة من الحالات التي تسبّب حساسية وتهيّج البشرة، أمّا سرطان الجلد فيعرّف على أنّه نمو غير طبيعيّ لخلايا الجلد بسبب حدوث طفرات في المادة الوراثية؛ مما أدّى لحدوث انقسامات سريعة وغير منتظمة في الخلايا.[٢][٣]
الأعراض
تختلف أعراض سرطان الجلد من نوعٍ لآخر، ولكن يُعتبر حدوث تغّير في الجلد من أقوى علامات الإصابة به فقد يكون هذا التغيّر نموًّا جديدًا للخلايا الجلديّة، أو أن يلاحظ المريض صعوبة التئام الجروح، أو ظهور شامة جديدة، في حين تتراوح أعراض الإكزيما ما بين:[٤][٥]
- جفاف في الجلد.
- الحكّة.
- ظهور بقع حمراء أو رمادية اللون، وهي حبوب صغيرة مليئة بالسوائل أو قشور جلدية سميكة.
- زيادة حساسيّة الجلد؛ كانتفاخ أو احمرار الجلد تجاه أي خدش بسيط.
ولقراءة المزيد عن أعراض سرطان الجلد، اضغط هُنا.
أماكن ظهور الأعراض
عادةً ما تظهر الإكزيما في أي جزءٍ من الجسم، فقد تنتشر على الوجه أو فروة الرأس، أمّا عند الأطفال فقد تنتشر أكثر على الركبتين والمرفقين، في تظهر على اليدين والأقدام لدى البالغين،[٦] أمّا عن أماكن انتشار سرطان الجلد فغالبًا ما يغطّي أجزاء الجلد التي تتعرض لضوء الشمس مثل فروة الرّأس، والوجه، والشفاه، والأذنين، والرقبة، والذراعين، واليدين، والسّاقين، إلى جانب كل ذلك قد يصيب أيضًا باقي الأجزاء، مثل: الأظافر ومنطقة الأعضاء التناسلية.[٧]
الأنواع الأكثر انتشاراً
إلى جانب العديد من أنواع الإكزيما، يُعتبر التهاب الجلد التأتبي (بالإنجليزيّة: Atopic dermatitis) من أكثر الأنواع انتشارًا،[٨] أمّا بالنسبة لسرطان الجلد، فيوجد ثلاثة أنواعٍ رئيسيّة، هي: سرطان الخلايا القاعديّة (بالإنجليزيّة: Basal cell carcinoma) - وهو الأكثر شيوعًا-، وسرطان الخلايا الحرشفية الجلدي (بالإنجليزيّة: Squamous cell carcinoma) - ثاني أكثر الأنواع انتشارًا-، أما النوع الثالث فيطلق عليه سرطان الميلانوما (بالإنجليزيّة: Melanoma) وسمّي بذلك لأنه يتطور من الخلايا التي تُنتج صبغة الميلانين ويعتبر أكثر خطورة وأقل انتشارًا من النوعين السّابقين.[٩][١٠]
العمر الذي تبدأ عنده الإصابة
غالبًا ما يبدأ التهاب الجلد التأتبي بالظهور قبل سن الخامسة وقد يستمر إلى مرحلة البلوغ، حيث يتهيّج الجلد لبعض الوقت، ومن ثم يتحسّن ليعود إلى طبيعته لفترةٍ قد تمتد لسنين، على خلاف ذلك فإن سرطان الجلد بنوعيه سرطان الخلايا القاعديّة وسرطان الخلايا الحرشفية، عادةً ما يظهران بعد سن الخمسين، ولكن قد يصيبان الشباب أيضًا.[٥][١١]
الأسباب
يعتقد العلماء بأنّ الإكزيما تتطوّر نتيجةً لعوامل وراثيّة وبيئيّة، ولكن لم يُعرف أو يخصّص للآن المسبّب الرّئيسي لها، أمّا عن سرطان الجلد فكما ذكرنا سابقًا يحدث بسبب طفرات في المادة الوراثيّة للخلايا الجلديّة التي تسبّب انقساما غير طبيعيٍّ للخلايا والذي بدوره يشكّل الخلايا السرطانية.[٧][١٢]
العوامل المحفزة للمرض
غالبًا ما تحفّز الأشعة فوق البنفسجية حدوث طفرات تؤثّر على خلايا البشرة والتي قد تتطوّر إلى سرطان الجلد، في حين يوجد العديد من العوامل التي تحفّز تطوّر الإكزيما، منها:[١٣][٩]
- المهيّجات، مثل: الشامبو، والصابون، ومواد التنظيف.
- عوامل بيئيّة مثل الطقس البارد، أو الجاف، وأمور أخرى مثل غبار المنزل، أو فرو الحيوانات، أو حبوب اللّقاح.
- حساسيّة تجاه بعض الأقمشة التي نرتديها مثل الصوف.
- حساسيّة الطعام.
- التهابات جلديّة.
- تغيّر في هرمونات الجسم.
تشخيص المرض
لا يوجد فحص خاص لتشخيص الإكزيما، حيث يعتمد الطبيب على الفحص السّريري للبشرة وتوجيه بعض الأسئلة للمريض، وذلك لأنّ العديد من الأشخاص ممن يصابون بالإكزيما يعانون من حساسيّة تجاه بعض المأكولات أيضًا، وفي هذه الحالة يتمّ طلب بعض فحوصات الحساسيّة لمعرفة مصدر المحفّزات وأسباب التهيّجات، أمّا عن كيف يتم تشخيص سرطان الجلد فذلك يكون بواسطة خزعة جلديّة يتم إزالتها من البشرة لتشخيص وتحديد مكان السرطان، وغالبًا فإنّ حوالي 75% من المصابين بسرطان الجلد يكتشفون إصابتهم من خلال ملاحظة حدوث تغيّرات في البشرة؛ لذلك من المهمّ جدًا إخبار الطبيب بأيّ تغيّرات حاصلة.[٣][١٤]
علاج الإكزيما وسرطان الجلد
لا يوجد علاج نهائي للإكزيما، فكل ما لدينا مجموعة من الأدوية التي قد تخفف من حدّة الأعراض والتهيّجات فقط، حيث يحدّدها الطبيب وفقًا لعمر المريض، والأعراض، وحدّة المرض، وقد يكون من الجيّد استخدام بعض المرطّبات وزيوت الاستحمام في الحالات الخفيفة إلى جانب تجنب المحفزات، أمّا في حالة الإصابة بسرطان الجلد؛ فقد لا يحتاج السرطان الذي لم يتعد سطح البشرة -محدود الانتشار- إلى أيّ علاجٍ، باستثناء الخزعة الجلديّة لإزالة الخلايا السرطانية، حيث يمكن علاج معظم حالات سرطان الجلد في عيادة طبيب الأمراض الجلديّة، بينما قد تتطلّب سرطانات الجلد الأكثر انتشارًا إلى علاجٍ كيميائي، أو إجراء جراحة، أو علاجٍ مناعي، وذلك بالاعتماد على حالة المريض.[١٥][١٦]
دواعي مراجعة الطبيب
من المهم مراجعة طبيبك في حال ملاحظة أيّ تغيّر في بشرتك، قد لا يكون ذلك مُؤشّرًا للإصابة بسرطان الجلد ولكن في حال الإصابة به وإذا ما تمّ تشخيصه باكرًا سيكون من السهل معالجته، لذلك يُنصح باستشارة الطبيب في حال ظهور ما يلي:[١٧]
- وجود جرح أو قروح لم تلتئم لأربعة أسابيع.
- وجود جرح يلازمه ألم، أو حكّة، أو قشرة، أو نزيف لم يتوقف لأربعة أسابيع.
- وجود مناطق في البشرة قد تشكّل فيها جلد رقيق متعب لم يتجدّد لأربعة أسابيع ولا يوجد أيّ أسباب لحدوث ذلك.
المراجع
- ↑ "Is Skin Cancer Itchy?", MOFFITT, 4/6/2021. Edited.
- ↑ "Skin Cancer 101", Skin Cancer Foundation, 4/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Eczema", WebMD, 4/6/2021. Edited.
- ↑ "Basic Information About Skin Cancer", CDC , 5/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Atopic dermatitis (eczema)", Mayo Clinic, 5/6/2021. Edited.
- ↑ "Eczema - causes, symptoms, treatment", Southern cross, 5/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Skin cancer", MayoClinic, 5/6/2021. Edited.
- ↑ "Types of Dermatitis", arlington dermatology, 4/6/2021. Edited.
- ^ أ ب "Skin Cancer (Nonmelanoma Skin Cancer or Keratinocyte Cancer)", MedicineNet, 5/6/2021. Edited.
- ↑ "Skin Cancer Treatment", NIH, 5/6/2021. Edited.
- ↑ "Skin Cancer (Non-Melanoma): Risk Factors and Prevention", Cancer.Net , 5/6/2021. Edited.
- ↑ "What to know about eczema", Medical News Today , 5/6/2021. Edited.
- ↑ "Causes -Atopic eczema", NHS, 5/6/2021.
- ↑ "Skin Cancer (Non-Melanoma): Diagnosis", Cancer.Net , 5/6/2021. Edited.
- ↑ "Skin cancer", Cancer Treatment center of America, 5/6/2021. Edited.
- ↑ "What to know about eczema", Medical News Today, 5/6/2021. Edited.
- ↑ "Seeing your GP", cancer research uk, 5/6/2021. Edited.