سبب الإصابة بمرض الصدفية وعوامل تحفز انتشاره

تُعد الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis) من المشاكل الجلدية التي تُسبب ظهور بقع حمراء، ومتقشرة من الجلد، مغطاةً بقشورٍ فضية، وعادةً ما تظهر الصدفية على المرفقين، والركبتين، وفروة الرأس، وأسفل الظهر، ولكن يُمكن أن تظهر في أي مكان آخر على الجسم.^[١]

سبب الإصابة بمرض الصدفية

ما زال السبب الكامن وراء حدوث الصدفية غير واضح للآن، ولكن يعتقد العلماء أن هذا المرض يُعد من أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune Disease)، بحيث تؤثر أمراض المناعة الذاتية في جهاز المناعة الذي ينتج الخلايا التائية لحماية الجسم من العوامل المعدية، وعند الأشخاص المصابين بالصدفية، يمكن أن تؤدي المحفزات إلى جعل الجهاز المناعي يستهدف خلايا الجسم نفسها بالخطأ، فتستجيب الخلايا التائية لمحفز كما لو كانت تقاوم عدوى، وتنتج مواد كيميائية تسبب الالتهاب، وفي الصدفية، يؤدي نشاط المناعة الذاتية هذا إلى النمو المفرط لخلايا الجلد،^[٢] فعادةً ما تنمو خلايا الجلد الجديدة كل 28-30 يوم، ولكن لدى الأشخاص المصابين بالصدفية، تنمو خلايا جديدة وتنتقل إلى سطح الجلد كل 3-4 أيام، وينتج عن ذلك تراكم الخلايا الجديدة التي تحل محل الخلايا القديمة مسببةً ظهور أعراض الصدفية، وليس من الواضح تمامًا ما الذي يسبب هذا الخلل في الجهاز المناعي، ولكن يعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا في ذلك.^[٣]

عوامل تحفز انتشار مرض الصدفية

العديد من الأشخاص المعرضين للإصابة بالصدفية، يبقون دون أي أعراض للمرض لعدة سنوات قبل أن تبدأ بالظهور نتيجة للتعرض لبعض العوامل البيئية،^[٣] فثوران وانتشار أعراض الصدفية يختلف من شخص لآخر، ويُذكر من أهم العوامل التي تُحفز انتشار وظهور أعراض الصدفية ما يأتي:

• الإفراط في تناول المشروبات الكحولية: يمكن أن يساعد شرب الكحول على انتشار أعراض الصدفية وظهورها، وكما أنه يُقلل من فعالية العلاجات المستخدمة لعلاج الصدفية، لذا يُنصح بتجنّب تناول المشروبات الكحولية في حال الإصابة بالصدفية.^[٣]
• تناول بعض الأدوية: يُذكر من الأدوية التي تُحفز ظهور الصدفية، الليثيوم، وأدوية ارتفاع ضغط الدّم، والأدوية المضادة للملاريا، كما أن إيقاف أدوية الكورتيزون بشكل مفاجئ قد تُساعد في ظهور أعراض الصدفية.^[٣]
• الطقس: يؤثر الطقس في انتشار مرض الصدفية، فالطقس البارد يُسبب ظهور أعراض ونوبات الصدفية، بسبب قلة التعرض لضوء أشعة الشمس، والرطوبة، بالإضافة لزيادة الإجهاد والأمراض التي تُصيب الشخص في فصل الشتاء، أما الطقس الدافئ فإنه يُحسن من أعراض الصدفية، نتيجة للتعرض المستمر لضوء أشعة الشمس، والرطوبة العالية في الجو.
• التوتر والضغط النفسي: يزيد كل من التوتر والإجهاد من فرصة انتشار مرض الصدفية، لذا يُمكن لممارسة تقنيات الاسترخاء، والتقليل من الإجهاد والتوتر أن يُقلل من فرصة ظهور وانتشار الصدفية.
• إصابات الجلد: قد تتسبب الحروق، أو الكدمات، أو الجروح الصغيرة في بعض الحالات في ظهور وانتشار مرض الصدفية، وكما أنه يُمكن للدغات الحشرات، أو الوشم على الجلد أن يزيد من فرصة انتشار مرض الصدفية، لذا يُنصح بارتداء قفازات أو طبقة إضافية من الملابس لتجنّب حدوث أي إصابات للبشرة.^[٤]
• الالتهابات: بعض أنواع العدوى الالتهابية، كالتهاب الحلق (بالإنجليزية: Strep Throat)، والتهاب اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsillitis)، يُمكن أن ينتج عنها نوعًا خاصًا من أعراض مرض الصدفية، إذ تظهر على شكل نقاط صغيرة في منطقة الجذع والأطراف، كما أن فيروس نقص المناعة البشرية يُمكن أن يزيد من مرض الصدفية وأعراضه سوءًا.^[٤]
• التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بالصدفية، كما أنه يزيد من الأعراض الموجودة سوءًا.^[٤]

وللتعرُّف على أماكن ظهور الصدفية في الجسم، وأيها الأكثر شيوعاً، اضغط هُنا.

هل مرض الصدفية معدٍ؟

لا تُعد الصدفية مرضاً معدياً، فهي لا تنتقل من شخص مصاب لآخر غير مصاب،^[٥] إلّا أنها قد تُصيب في بعض الأحيان أكثر من فرد من نفس العائلة نتيجة العوامل الوراثية.^[٦]

هل يمكن العلاج من مرض الصدفية؟

لا يوجد حتى الآن علاج نهائي لمرض الصدفية، ولكن هناك العديد من الأدوية والإجراءات الطبية التي يمكن أن تسيطر على الأعراض أو تؤدي إلى اختفائها لفترة من الزمن.^[٧]

دواعي مراجعة الطبيب

بعض الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب ما يأتي:^[٣]

• الشك بإصابة الشخص بالصدفية.
• انتشار الصدفية على مناطق مختلفة من الجسم، أو في حال زيادة شدة الأعراض.
• إذا كانت الصدفية تُسبب الألم وعدم الراحة لصاحبها.
• إذا كان الشخص قلقًا حول مظهر الجلد لديه.
• عدم تحسن الصدفية بالرغم من انتظام العلاج.
• إذا سببت الصدفية مشاكل في المفاصل، كالألم، والانتفاخ، وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية الاعتيادية.