ما هي إكزيما عسر التعرق وما أعراضها وعلاجها؟

لا يُشير مصطلح الإكزيما إلى حالة مرضية واحدة ومحددة، ولكنه يمثل رد فعل يمكن التعرف عليه وتمييزه في عدد من الأمراض الجلدية، وسيدور الحديث في هذا المقال حول إكزيما عسر التعرق.^[١]

ما هي إكزيما عسر التعرق؟

تمثل إكزيما عسر التعرق أو الإكزيما المائية (بالإنجليزية: Pompholyx أو Dyshidrotic eczema) اضطراباً جلدياً غير مُعدي؛ بمعنى أنّه لا ينتقل من شخصٍ مصاب بهذا المرض إلى آخر سليم، وعادةً ما تظهر أعراض الإصابة على الأصابع، واليدين، والقدمين، ومن الجدير ذكره أنه يمكن السيطرة على الأعراض والتخفيف منها في معظم الحالات،^[٢]ويُشار إلى أنّ حالة إكزيما عسر التعرق تكون حادة في العادة، ولكن في بعض الحالات قد تكون مزمنة ومتكررة الحدوث، وعند الإصابة بحالات مزمنة فإنها تكون موهنة أو منهكة للغاية؛ نظراً لأنها تكون متكررة وتتسبب بحكة شديدة قد يكون لها تأثير سلبي في أنشطة المريض الاجتماعية وحياته المهنية.^[٣]

أعراض إكزيما عسر التعرق

يعد العَرَض الأكثر وضوحاً لإكزيما عسر التعرق هو ظهور بثور صغيرة تسبب الحكة للشخص، وقد تكون على هيئة مجموعة من البثور التي تظهر إلى جانب بعضها البعض، وبشكلٍ عام قد يستمر ظهور بثور أكزيما عسر التعرق لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع قبل زوالها، وقد لا يتكرر ظهورها مرة أخرى لدى بعض الأشخاص، ونذكر من الأعراض الأخرى لحالة إكزيما عسر التعرق ما يأتي:^[٤][٥]

• الشعور بحكة أو ألم حارق قبل ظهور البثور.^[٤]
• ظهور بثور على أطراف أصابع اليدين والقدمين وباطن القدمين.^[٤]
• احمرار الجلد وتشققه.^[٤]
• تعرق الجلد المحيط بالبثور.^[٤]
• زيادة كثافة البثور وتغير لونها.^[٤]

قد تكون البثور كبيرة جدًا، وقد تنتشر إلى مناطق أخرى من الجسم؛ مثل الجزء الخلفي من اليدين والقدمين والأطراف، وذلك في الحالات الشديدة، وكذلك قد يُصاب الجلد بالالتهاب، ويستدل على ذلك من ظهور أعراضٍ معينة؛ كأن تصبح البثور مؤلمة بشكلٍ شديد، أو أن يخرج منها صديد أو قيح، أو أن تظهر عليها قشور ذهبية اللون.^[٦]

أسباب إكزيما عسر التعرق وعوامل الخطر

في الحقيقة، لا يُعرف السبب الدقيقة وراء الإصابة بإكزيما عسر التعرق، ولكن قد يحفز حدوث هذه الحالة أو يزيدها سوءاً عدد من العوامل، والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:^[٦]

• الإصابة بعدوى جلدية فطرية: والتي قد تؤثر في اليدين أو مواقع أخرى بعيدة عن البثور الظاهرة؛ مثل المنطقة ما بين أصابع القدمين، ومن الجدير ذكره أنّ هذه الحالة تتطلب العلاج.^[٦]
• حدوث رد فعل تجاه شيء ما تعرضت له البشرة: من الأمثلة على ذلك: المعادن؛ كالنيكل، أو المنظفات، أو المواد الكيميائية المنزلية، أو الصابون، أو الشامبو، أو مستحضرات التجميل، أو العطور.^[٦]
• التوتر والضغط العصبي.^[٦]
• التعرق: إذ تنتشر الإصابة بإكزيما عسر التعرق في فصلي الربيع والصيف، وفي الأوقات التي يكون المناخ دافئاً للغاية، ولدى الأشخاص الذين يشكون من الإصابة بمشكلة فرط التعرق.^[٦]
• حساسية البشرة: إذ يعتبر الأشخاص المصابين بطفح جلدي بعد ملامسة مهيجات معينة هم الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل فرط التعرق.^[٧]
• الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي أو الإكزيما: (بالإنجليزية: Atopic dermatitis)، إذ تزيد هذه الحالة من احتمالية الإصابة بإكزيما عسر التعرق.^[٧]

تشخيص إكزيما عسر التعرق

يقوم الطبيب بتشخيص إكزيما عسر التعرق في معظم الحالات بناءً على الأعراض والفحص البدني، إذ لا يوجد فحص واحد معين يمكن إجراؤه لتأكيد الإصابة بهذه الحالة بشكلٍ مُطلق، ولكن قد يقوم الطبيب بإخضاع الشخص لفحوصات مخبرية معينة من شأنها المساهمة في استبعاد الإصابة بالاضطرابات الجلدية التي قد تكون ذات أعراض مشابهة لحالة إكزيما عسر التعرق، وقد يتضمن ذلك قيام الطبيب بكشط الجلد لأخذ عينة من الخلايا الجلدية وإخضاعها للفحص المخبري الذي يضمن الكشف عن الفطريات التي قد تتسبب بالإصابة بالقدم الرياضية، أو قد يقوم الطبيب بتعريض بعض مناطق الجلد لمواد معينة بهدف تشخيص إصابته بحساسية الجلد تجاه هذه المواد.^[٨]

علاج إكزيما عسر التعرق

يتم علاج إكزيما عسر التعرق عن طريق العمل على منع نوبات إكزيما عسر التعرق والسيطرة عليها، ويتضمن ذلك معرفة محفزات الحالة والامتناع عن التعرض لها، إضافة إلى العناية بالبشرة بشكلٍ جيد مع اتباع روتين منتظم للغاية، وقد تتضمن الخطة العلاجية لإكزيما عسر التعرق ما يأتي:^[٩]

• غسل الجلد المصاب بإكزيما عسر التعرق باستخدام غسول لطيف وإبقاء الجلد حتى يجف.^[٩]
• استخدام كريم مناسب يحتوي على مواد معينة مثل السيراميد (بالإنجليزية: Ceramide) نظراً لأن ذلك يساعد على إصلاح الجلد التالف.^[٩]
• إزالة المجوهرات مثل الخواتم عند غسل اليدين حتى لا يبقى الماء على الجلد والبشرة.^[٩]
• غسل اليدين أو القدمين مباشرة بعد تعرضها لمحفز محتمل، ثم ترطيبهما جيداً.^[٩]
• الاستعانة بتقنيات السيطرة على الإجهاد في حالات التعرض للإجهاد أو الضغوط النفسية.^[٩]
• تقليم الأظافر، إذ يمنع ذلك خدش الجلد.^[٩]
• أخذ أدوية مضادة للحكة قبل النوم في الحالات التي يعاني فيها الشخص من الحكة والخدش أثناء النوم.^[١٠]

قد يصف الطبيب أنواع أخرى من العلاجات اعتمادًا على شدة العلامات والأعراض، ونذكر منها ما يأتي:^[١١]

• كريمات ومراهم الكورتيكوستيرويدات عالية الفعالية: والتي تساعد على تحفيز زوال البثور واختفائها، ويمكن للمريض أن يقوم بتطبيق هذا المرهم أو الكريم على الجلد، واستخدام الكمادات الرطبة أو لف المنطقة بغلاف بلاستيكي؛ إذ يساعد ذلك على تحسين الامتصاص، ومن الجدير ذكره أن الطبيب قد يقوم بوصف حبوب الكورتيكوستيرويدات؛ مثل البريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone)‏ في الحالات الشديدة، ولكن يكون استخدامها لفترةٍ محدودة فقط، نظراً لأنّ استخدامها على فتراتٍ طويلة قد يتسبب بأعراضٍ جانبية خطيرة.^[١١]
• العلاج الضوئي: والذي يتضمن تعريض البشرة المتأثرة بإكزيما عسر التعرق إلى الأشعة فوق البنفسجية إلى جانب استخدام الأدوية التي تُعزز استجابة البشرة لتأثير هذا النوع من الضوء، ويُلجأ للعلاج الضوئي في الحالات التي لا تكون فيها العلاجات الأخرى فعالة في السيطرة على الحالة.^[١١]
• استخدام المراهم المثبطة للمناعة: مثل مراهم التاكروليموس (بالإنجليزية: Tacrolimus) والبيميكروليموس (بالإنجليزية: Pimecrolimus)، والتي يصفها الطبيب للأشخاص الذين لا يرغبون باستخدام الستيرويدات، ولكن يجب أن يتم الالتزام بإرشادات الطبيب بشأن استخدام هذه الأدوية؛ نظراً لأنها قد تزيد من خطر الإصابة بالتهابات الجلد خاصة في حال عدم استخدامها بطريقة صحيحة.^[١١]
• حقن توكسين البوتولينوم: (بالإنجليزية: Botulinum toxin injections)، والتي يصفها الأطباء لعلاج الحالات الشديدة من خلل التعرق.^[١١]
• الأدوية البيولوجية: تحديداً دواء دوبيلوماب (بالإنجليزية: Dupilumab)، وهو أحد الأدوية التي أثبتت الأبحاث الحديثة فعاليتها في علاج إكزيما عسر التعرق التي يصعب علاجها بالأدوية الأخرى.^[٥]

في الحقيقة لا يوجد علاج يضمن التعافي التام من مرض إكزيما عسر التعرق، وفي بعض الأحيان قد تفشل العلاجات في منع حدوث نوبات المرض، ولكن في حال استمرار تكرار حدوث النوبات الجلدية فمن المهم التعاون مع طبيب الجلدية لإيجاد حلول وخطط علاجية ملائمة للحالة.^[٥]

الوقاية من إكزيما عسر التعرق

لا توجد طريقة معين تضمن الوقاية التامة من إكزيما عسر التعرق بشكلٍ مؤكد، ولكن قد يساهم اتباع إرشادات وروتين العناية بالبشرة في وقايتها من الإصابة بنوبات إكزيما عسر التعرق في المستقبل، ونذكر من أبرز طرق الوقاية ما يأتي:^[١٢]

• استخدم المرطب بشكلٍ مستمر بعد فترة قصيرة من الاستحمام، إذ يساهم ذلك في الحد من فقدان الجلد رطوبته وحدوث الجفاف.^[١٢]
• ارتداء ملابس ناعمة وفضفاضة مصنوعة من ألياف طبيعية؛ مثل القطن، وتجنب ارتداء الملابس المصنوعة من مواد تتسبب بالخدش والحكة للجلد أو تمنع مرور الهواء إلى الجلد مثل الصوف.^[١٢]
• الامتناع عن حكة الجلد والبشرة؛ إذ قد يؤدي ذلك إلى خدش الجلد وجرحه أو زيادة حالة إكزيما عسر التعرق سوءاً.^[١٢]
• تقليل التعرض لمسببات الحساسية، مثل: وبر الحيوانات الأليفة وحبوب اللقاح.^[١٢]
• تطبيق المرطبات على البشرة والجلد؛ خاصة في الحالات التي يكون فيها الهواء باردًا وجافًا، نظراً لأن ذلك يقي من إصابة البشرة بالجفاف.^[١٢]
• ارتداء القفازات خاصة عند القيام بعمل يستلزم التعرض لمحفز ما من محفزات إكزيما عسر التعرق.^[١٣]

دواعي مراجعة الطبيب

تستلزم أعراض إكزيما عسر التعرق زيارة الطبيب، ويجدر بالشخص الذهاب إلى الطبيب في حال استمرار ظهور الطفح الجلدي على اليدين أو القدمين،^[١٣]كما تجدر زيارة الطبيب عند ظهور أعراض تدل على الإصابة بعدوى، مثل: الشعور بألم أو حرارة عند لمس الجلد، أو احمرار الجلد، أو الحمى.^[١٠]

وللتعرُّف على الاكزيما الموسمية، اضغط هُنا.