ما هي إكزيما الرضع والأطفال؟
تُعرف الإكزيما أو ما تُسمى بالتهاب الجلد التأتبي (بالإنجليزية: Eczema - Atopic Dermatitis)، بأنها مُشكلة جلديّة تُسبّب جفاف الجلد واحمراره، بالإضافة لوجود الحكة، وتُصيب الإكزيما على الأقل طفل واحد من بين كل 10 أطفال، وتظهر عادةً أول مرة ما بين عمر 3 - 6 أشهر من عمر الطفل، مما يجعل هؤلاء الأطفال لديهم بشرة أكثر حساسية من غيرهم.[١][٢]
كيف تبدو إكزيما الرضع والأطفال؟
يكون الطفح الجلدي الناتج عن الإكزيما مختلفًا بين الأطفال، إذ إنه يُمكن أن يكون في جميع أنحاء الجسم، أو في أماكن قليلة فقط، وغالبًا ما يتفاقم هذا الطفح ويتهيج في فترات معينة، ليعود ويتحسن بعد ذلك، كما ويتغير مكان ظهور الطفح الجلدي مع مرور الوقت، فتبدأ الإكزيما في البداية عن الأطفال الرُّضّع في فروة الرأس والوجه، وقد يظهر طفح جلدي أحمر وجافّ على الخدين، والجبهة، وحول الفم، ولا تظهر في منطقة الحفّاض، بينما الأطفال الأكبر سنًا، فغالبًا ما يكون الطفح الجلدي الناتج عن الإكزيما في تجاعيد الكوع، وظهر الركبتين، والرقبة، وحول العينين.[١]
ما هي أسباب إكزيما الرضع والأطفال؟
ما زال السبب الدقيق الكامن وراء ظهور الإكزيما غير معروف، ولكن قد يرتبط ظهوره بمجموعة من الأسباب، ومنها:[٢]
- الجينات: قد تنتقل مشاكل الجلد من الآباء إلى الأبناء، ومنها الإكزيما.
- جهاز المناعة: قد يؤثر عدم نضوج الجهاز المناعي للأطفال بشكل كامل في مقدار الحماية التي يُمكن أن يوفرها الجلد.
- العوامل الخارجية: بعض العوامل قد تزيد من ظهور الإكزيما، كالطقس البارد، واستخدام الماء الساخن للاستحمام، واستخدام بعض أنواع الصّابون، والتواجد في الطّقس الحارّ والجاف.
ما هي محفّزات ظهور إكزيما الرضع والأطفال؟
تُساعد بعض العوامل على تهيُّج الأكزيما وظهورها، ومنها:[٣]
- استخدام بعض أنواع صابون الحمّام.
- تعرّض الطفل لحبوب اللقاح من خلال الاستلقاء على العشب مثلًا.
- اللّعب مع الحيوانات.
- تناول بعض الأطعمة التي تُسبب الحكة الشديدة.
- ارتداء الملابس المصنوعة من الصوف، أو من مواد خشنة أخرى.
- التعرض للهواء الجاف.
- الإصابة بعدوى فيروس الهربس.
هل إكزيما الرضع والأطفال معدية؟
لا، فالإكزيما ليست معدية، ولكن الأطفال المصابين بالإكزيما هم أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجلد الناتجة عن البكتيريا غير المؤذية التي تعيش عادةً على الجلد بشكل طبيعي عند جميع الناس، ولكن تُسبب هذه البكتيريا العديد من المشاكل للأطفال المصابين بالإكزيما لأن بشرتهم تكون أكثر حساسية من غيرهم.[١]
ما هي مضاعفات إكزيما الرضع والأطفال؟
قد تجعل الإكزيما الجلد أكثر سُمكًا، بالإضافة لذلك قد تزيد من احتمالية إصابة الجلد بالعدوى البكتيرية، وحدوث التهابات الجلد التحسسية، كما قد تُؤثّر الإكزيما في جودة نوم الطّفل، بسبب الحكة الشديدة.[٢]
هل تختلف الإكزيما عند الرضع، والأطفال الصغار، والأطفال الكبار؟
يتغير موقع وشكل الإكزيما مع تغير المرحلة العمرية للطفل، وفيما يأتي توضيحًا لكل مرحلة:[٤]
- الرضع خلال أول 6 أشهر: تظهر الإكزيما عادةً على الوجه، والخدين، والذقن، والجبهة، وفروة الرأس، وقد تنتشر في مناطق أخرى من الجسم، إلّا أنها عادةً لا تظهر في منطقة الحفاض، ويميل الجلد لأن يظهر باللون الأحمر.
- الأطفال في الفترة العمرية ما بين 6 - 12 شهرًا: تظهر الإكزيما على مرفقيّ وركبتيّ الطفل.
- الأطفال الصغار في الفترة العمرية ما بين 2 - 5 سنوات: عادةً تظهر الإكزيما في ثنايا الكوعين والركبتين، أو على الرسغين، والكاحلين، واليدين، وقد تظهر أيضًا على الجلد حول الفم والجفنين، وتبدأ بشرة الطفل في هذه المرحلة في الظهور جافة، ومتقشرة.
- الأطفال الكبار في الفترة العمرية أكبر من 5 سنوات: تظهر عادة في ثنايا المرفقين أو الركبتين، وفي بعض الأحيان تكون على يد الطفل فقط، كما قد يظهر احمرار وبقع خلف أذني الطفل، وقدميه، وفروة رأسه.
كيف يُمكن تشخيص إكزيما الرضع والأطفال؟
لا يوجد اختبارًا محددًا لتشخيص الإكزيما، سيبدأ الطبيب في الكشف عن الطفح الجلدي، والاستفسار حول الأعراض الموجودة، وعن الحالة الصحية للطفل سابقًا، وعن الحالة الصحية لأفراد العائلة، وعن وجود أي حالات في العائلة تُعاني من الإكزيما، كما قد يطلب الطبيب حظر تناول الطفل لبعض الأطعمة كالبيض، أو الحليب، أو المكسرات، وتغيير الصابون والمنظفات المستخدمة للطفل، وإجراء بعض التغييرات الأخرى لبعض الوقت لمعرفة ما إذا كان الطفل يتحسس تجاه شيء معين.[٥]
ما الفرق بين الإكزيما والصدفية لدى الأطفال؟
في بعض الحالات قد يصعب التفريق ما بين الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis) والإكزيما، بالرغم من أن حالات حدوث الصدفية بين الأطفال أقل نسبيًا، كما أن بعض الأطفال قد يعانون من الإكزيما والصدفية معًا، لذا قد يكون هناك بعض التداخل، ولكن طبيب الجلدية المختص يستطيع في معظم الحالات التفريق بين هاتين الحالتين، ويُمكن التفريق بينهما من خلال ما يأتي:[٦]
- تظهر الصدفية على شكل بقع سميكة ومتقشرة باللون الأحمر، وغالبًا ما تتواجد في مناطق كالمرفقين، والركبتين، كما أنها من الشائع أن تحدث على الوجه، والأرداف، وفروة رأس الطفل، أما الإكزيما فهي غالبًا ما تظهر في طيات الركبتين والمرفقين.
- تُسبب الصدفية الشعور بالحكة الخفيفة، بينما الإكزيما فهي تميل لأن تُسبب حكة شديدة.
هل يتخلص الأطفال من الأكزيما مع مرور الوقت؟
تُعد الإكزيما حالة مُزمنة، تظهر أعراضها وتختفي مع مرور الوقت، وغالبًا ما تتحسن الأعراض مع تقدم الأطفال في العمر، فبعض الأطفال تبدأ الإكزيما بالاختفاء لديهم على عمر 4 سنوات، والبعض الآخر تستمر لديهم، ولكن تكون أعراضهم قابلة للعلاج، كما يُمكن التحكم والتقليل من ظهور أعراض الإكزيما عن طريق الترطيب المستمر بعد الاستحمام، وتجنّب محفّزات ظهور الأعراض، وارتداء الملابس القطنية الناعمة.[٧][١]
هل يُمكن علاج الإكزيما عند الرضع والأطفال؟
لا يوجد علاج للأكزيما، وإنما إداراته بشكل جيد منزليًا يوميًا سيُساعد على التخفيف من أعراض المرض ومنعها من الظهور،[٨] وفيما يأتي توضيحًا لذلك:
الحفاظ على ترطيب البشرة ومنع جفافها
يُمكن الحفاظ على رطوبة البشرة من خلال ما يأتي:
- استخدام مرطبات الجلد عدة مرات خلال اليوم على جميع أنحاء الجسم والوجه.[٨]
- الاستحمام كل يوم أو كل يومين لمدة 5 - 10 دقائق بالماء الفاتر.[٩]
- تجفيف بشرة الطفل بعد الاستحمام مباشرة.[٩]
- ارتداء الملابس القطنية بنسبة 100%، واستخدام منظفات الغسيل الخالية من العطور.[٩]
التقليل من الحكة
يُمكن التقليل من الحكة من خلال ما يأتي:
- منع الطفل من الحك وخدش الجلد قدر الإمكان، وتقليم أظافر الطفل باستمرار، ويُمكن ذلك من خلال إلباس الطّفل الصّغير القفازات القطنية ليلًا أثناء نومه لمنع الخدش.[٩]
- وضع كمّادات رطبة بعد الاستحمام، واستخدام الأدوية الموضعية، والمرطبات الموضعية.[٩]
- استشارة الطّبيب حول إمكانيّة إعطاء الطّفل أي أدوية فمويّة.[٩]
- استشارة الطّبيب حول إمكانيّة استخدام الكريمات الموضعية التي تحتوي على الستيرويد، إذ يُمكن استخدامها مرة واحدة يوميًا، فهي تُساعد على علاج المناطق الحمراء المصابة بالحكة.[٨]
تجنّب مهيجات الإكزيما
يُمكن تجنّب مهيجات الإكزيما من خلال ما يأتي:[٨]
- عدم التعرض للسخونة الشديدة بسبب الملابس المُتعدّدة أو التدفئة.
- استخدام منتجات العناية بالبشرة المخصصة لمرضى الإكزيما.
- عدم استخدام الصوابين المُعطرة والعطور.
ولقراءة المزيد حول علاج أكزيما الرُضّع، اضغط هُنا.
ما هي الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب؟
من الأفضل مراجعة الطبيب في حالات الإكزيما في الحالات الآتية:[١٠]
- عند الاعتقاد بأن الطفل قد يكون مصابًا بالإكزيما لأول مرة.
- إذا كان الطفل يشعر بالحكة وعدم الراحة.
- إذا كانت الإكزيما تُصرِّف سائلًا أو دمًا.
- في حال عدم تحسن الأكزيما كثيرًا بعد أيام قليلة من علاج الإكزيما كالمعتاد.
- إذا كان الطفل يعاني من صعوبة في النوم بسبب الحكة الشديدة.
- إذا كان الطفل لا يبدو أنه بخير، بالإضافة لظهور الطفح الجلدي.
- إذا كانت الإكزيما مؤلمة، أو يظهر عليها قيح.
- في حال عدم التأكد من الطفح الجلدي ناتجًا عن الإكزيما.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Sarah Stein (15/3/2021), "Eczema in Babies and Children", healthychildren, Retrieved 15/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Pediatric Eczema (Atopic Dermatitis)", childrensnational, Retrieved 15/4/2021. Edited.
- ↑ "Eczema", seattlechildrens, 11/3/2021, Retrieved 15/4/2021. Edited.
- ↑ "Understanding Eczema in Children", nationaleczema, Retrieved 15/4/2021. Edited.
- ↑ "Eczema (Atopic Dermatitis)", kidshealth, 1/9/2019, Retrieved 15/4/2021. Edited.
- ↑ Amy Paller, "WHAT’S THE DIFFERENCE BETWEEN ECZEMA AND PSORIASIS?", American Academy of Dermatology, Retrieved 15/4/2021. Edited.
- ↑ "Eczema in Children", American College of Allergy, Asthma and Immunology, 28/12/2017, Retrieved 15/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Eczema In Children", kidshealth, Retrieved 15/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Sarah Stein (15/3/2021), "How to Treat & Control Eczema Rashes in Children", healthychildren, Retrieved 15/4/2021. Edited.
- ↑ "Eczema", raisingchildren, Retrieved 15/4/2021. Edited.