تُعدّ الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis) من الأمراض الجلدية الشائعة، إذ تتميز بظهور بقع حمراء مغطاة بالقشور، يصاحبها شعورًا مثيرًا للحكة، وعادةً ما يتركز انتشارها في بعض أجزاء الجسم، مثل الركبتين، والمرفقين، وفروة الرأس،[١] وتتشابه الصدفية مع العديد من الأمراض الجلدية المختلفة، لذا يجب الانتباه عند ظهور بعض السمات المميزة للصدفية على منطقة ما من الجسم، وفي حال ساور الشخص الشك بخصوصها، فيجب عليه مراجعة طبيب الأمراض الجلدية على الفور، ليُعطي التّشخيص السّليم.[٢]

كيف يُشخّص الطَّبيب مرض الصدفية؟

يتمكن الطبيب من تشخيص مرض الصدفية من خلال إجراء العديد من الفُحوصات، وفيما يأتي شرح تفصيلي للفُحوصات التي يستطيع الطّبيب من خلالها تشخيص مرض الصّدفيّة:[٣]


أخذ التاريخ الطبي

يبدأ الطّبيب التّشخيص بأخذ التّاريخ الطّبي، وذلك بالاستفسار عن بعض الأعراض والعلامات الموجودة لدى الشخص المُصاب،[٢] وتتضمّن الاستفسارات التي يسأل عنها الطّبيب كُل مما يأتي:[٤]

  • إن كان هُناك أعراض مُعيّنة مثل الحكّة على سبيل المثال.
  • إذا كان هُناك مشاكل في المفاصل، مثل الشّعور بالألم، والتورم، أو التيبس في المفاصل عند الاستيقاظ.
  • إذا كان لدى المُصاب أقارب مصابون بالصدفية.


الفحص البدني

يقوم الطبيب بإجراء الفحص البدني ويكشف عن الجلد بحثًا عن العلامات المميزة للصدفية، مع التركيز على المناطق الأكثر تأثرًا بظهورها كالأظافر، وفروة الرأس،[٤] ويعتمد إجراء الفحص البدني على النظر بالعين المجردة، أو يمكن استخدام أداة تحوي على عدسةٍ مكبرةٍ، بالإضافة لوجود ضوء صغير يضيء المنطقة المراد فحصها، وتسمى هذه الأداة بمنظار الجلد (بالإنجليزية: Dermatoscope)، كما تساعد التقارير التي تبين احتدام ظهور الأعراض وتوهجها لفترةٍ قصيرةٍ مع اختفائها بسرعةٍ أيضًا، على إعطاء التشخيص الصحيح للحالة، وتوجد للصدفية عدة أنواع تختلف عن بعضها البعض في شكل الأعراض، والعلامات المصاحبة لها، ومن الممكن أن تتضمن أيضًا أعراضًا لا علاقة لها بالجلد مثل التهاب الجفن (بالإنجليزية: Blepharitis)، والتهاب القزحية (بالإنجليزية: Uveitis) وهي الجزء الملون في العين، وآلام المفاصل المرتبطة بالتهاب المفاصل الصدفي (بالإنجليزية: Psoriatic arthritis).[٢]


الخزعة

وهي عبارة عن إجراء طبي غير شائع في تشخيص الصّدفيّة، ويُطبق في حالات نادرة، ويتمّ بهذا الإجراء أخذ عينة صغيرة من الجلد، وإرسالها للمختبر لفحصها باستخدام المجهر، ويمتاز هذا الإجراء بالدِّقة العالية، التي تُمكن الطبيب من التمييز بسهولة بين مرض الصدفية والأمراض الجلدية الأخرى، مثل: التهاب الجلد الدٌّهني (بالإنجليزية: Seborrhoeic dermatitis)، والحزاز المسطح (بالإنجليزية: Lichen Planus)، والحزاز البسيط (بالإنجليزية: Lichen Simplex)، والنُخالية الورديّة (بالإنجليزية: Pityriasis Rosea).[٥]


هل يُمكن الكشف عن الصدفية من خلال إجراء فحوصات الدم؟

في الواقع لا يوجد فحوصات مخبرية للدم خاصة للكشف عن الصدفية غالبًا، ولكن عادةً ما يتم طلب إجراء تحليل تعداد الدم الكامل (بالإنجليزية: Complete Blood Count) من قبل الطبيب، وذلك قبل البدء بتطبيق الخطة العلاجية اللازمة.[٦]


تشخيص درجة المرض

يستطيع الطبيب أن يُقرر ماهية الخطة العلاجية اللازمة بناءً على نوع الصدفية ودرجة شدتها، إذ يوجد منها الخفيف، والمتوسط، والشديد، كما يُساعد معرفة نوع الصدفية الطبيب على ملاحظة تطور الصدفية إن كان للأسوأ، أو في حال كان العلاج مناسبًا ويُعطي نتائج جيدة،[٧] وفيما يأتي توضيح لدرجات الصّدفية:

  • الصدفية الخفيفة: في هذه الحالة تكون مناطق الإصابة لا تتعدى 3% من مساحة الجلد الكلية للجسم، وتظهر على أطراف الجسم، وفروة الرأس، كما تندرج الإصابة تحت الخفيفة إن كانت تستجيب للعلاج بالأدوية، وتحسن من نوعية الحياة اليومية للشخص المصاب.[٨][٧]
  • الصدفية المعتدلة: وتشمل مناطق الإصابة 3% - 10% من مساحة الجلد الكلية للجسم، وتنتشر في هذه الحالة لتشمل الذراعين، والساقين، والجذع، وفروة الرأس، ويمكن اعتبارها بالمعتدلة في حال لم تكن تستجيب للعلاجات الجلدية المطروحة، وتُؤثر بشكلٍ كبيرٍ على نوعية الحياة اليومية للمصاب.[٨][٧]
  • الصدفية الشديدة: وتحدث عند تجاوز مساحة الإصابة لأكثر من 10% من مساحة الجلد الكلية للجسم، وتتأثر بها مناطق الوجه، أو راحة اليدين، وباطن القدمين، وتعد من النوع الشديد إذ لا يمكن السيطرة عليها باستخدام العلاجات الجلدية، وتؤثر في نوعية حياة المصاب بشكلٍ شديدٍ.[٧][٨]


أهمية التشخيص المبكر

تكمن أهمية التشخيص المبكر في ملاحظة المرض وأعراضه، وبالتالي تكون الفرصة أكبر للعلاج، وتحسين النتائج على المدى البعيد لمرضى الصدفية،[٨] وفي حال لم يتم العلاج بالشكل الصحيح، فقد يتسبب ذلك بما يلي:[٩]

  • ظهور طبقات رقيقة من الجلد (بالإنجليزية: Plaques)، مع استمرار تكونها وتراكمها، وتتسبب هذه الطبقات بالألم القوي، وتعد مثيرة للحكة بشكل شديد، وقد تنتشر بطريقة غير منتظمة، مما يؤدي إلى حدوث الالتهابات وتساهم بظهور الندبات.
  • زيادة شدة نوبات الصّدفيّة، إذ قد يحدث زيادة في تهيُّج الصّدفيّة، بالإضافة إلى الإحساس بالألم.
  • الإصابة بالتّوتر والقلق، إذ ترتبط الإصابة بالصدفية بزيادة الشعور بالقلق.
  • الإصابة بحالات مرضيّة أخرى، إذ تزداد فرصة الأشخاص المصابين بالصدفية بالإصابة بأمراض وحالات طبيّة أخرى، مثل: النوبات القلبية (بالإنجليزية: Heart attack)، والسكتة القلبية (بالإنجليزية: Stroke)، ومرض السكري من النوع 2 (بالإنجليزية: Type 2 Diabetes)، ومرض التهاب الأمعاء (بالإنجليزية: Inflammatory Bowel Disease)، وتكثر هذه الحالات عند الأشخاص المصابين بالصدفية الشديدة.




قد يتسبب الشعور بالألم والحكة في زيادة معاناة المصاب خلال اليوم خاصة في فترة الليل، وحينها سيضطر أن يبقى مستيقظًا لفترةٍ طويلةٍ، وهذا سيُصيبه بالتعب والإرهاق الناتج عن قلة النوم.




حالات مرضية يختلط عالطبيب تشخيصها مع الصدفية كونها متشابهة

يُوجد العديد من الأمراض الجلدية التي تتشابه الأعراض المصاحبة لها مع مرض الصدفية، مما يُصعِّبُ على الطبيب أن يتعرّف على التشخيص الصحيح للحالة، ومن هذه الأمراض وعلاماتها المميزة، نذكر منها ما يلي:

  • الإكزيما: (بالإنجليزية: Eczema)، تتشابه الإكزيما مع مرض الصدفية غالبًا بالمظهر، وذلك عندما يُشخّص الطّبيب الحالة بناء على ما يلاحظ من أعراض خارجية مستخدمًا النّظر بالعين.[١٠]
  • الذئبة: (بالإنجليزية: Lupus)، يندرج مرض الذئبة والصدفية تحت قائمة الأمراض المناعية الذاتية، ويتشاركان بأن كلاهما يتسببان بظهور الطفح الجلدي، ولكن تتميز الذئبة بتأثيرها في الأعضاء الداخلية في الجسم، كما يمكن اعتبارها بأنها أقل شيوعًا وحدة من مرض الصدفية.[١٠]
  • النُخالية الوردية: (بالإنجليزية: Pityriasis Rosea)، تتسبب النخالية الوردية بظهور بقع من الطفح الجلدي المتقشر، والذي ينتشر في أنحاء مختلفة من الجسم، كما في بعض حالات الصدفية.[١٠]
  • التهاب الجلد الدُّهني: من الممكن إيجاد وجه تشابه بين التهاب الجلد الدهني وصدفية فروة الرأس (بالإنجليزية: Scalp Psoriasis)، إذ يصيب كلاهما فروة الرأس، كما توجد بعض العلامات والأعراض المتشابهة بينهما، مثل ظهور الجلد الأحمر المتقشر، وقد يترافق ظهور المرضين معًا في جسم المصاب، إذ يمكن للطبيب المختص تشخيص كلاً من المرضين عن طريق فحص الجلد، وفروة الرأس، والأظافر.[١١]


ولمعرفة المزيد حول أمراض أخرى شبيهة بالصدفية، اضغط هُنا.


المراجع

  1. ↑ "Psoriasis", mayoclinic, Retrieved 16/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت Dean Goodless, "How Psoriasis Is Diagnosed", verywellhealth, Retrieved 16/5/2021. Edited.
  3. ↑ Gary W. Cole, "Psoriasis", medicinenet, Retrieved 16/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "PSORIASIS: DIAGNOSIS AND TREATMENT", aad, Retrieved 16/5/2021. Edited.
  5. ↑ "Psoriasis", nhs, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  6. ↑ "Psoriasis", healthgrades, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "How Severe Is Your Psoriasis?", webmd, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث Jenna Fletcher (16/1/2018), "What are the different types of psoriasis?", medicalnewstoday, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  9. ↑ Laura E. Marusinec, "Risks of Not Treating Psoriasis", healthgrades, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت Timothy Huzar (18/1/2019), "Which skin conditions can mimic psoriasis?", medicalnewstoday, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  11. ↑ "Scalp psoriasis vs. seborrheic dermatitis: What's the difference?", mayoclinic, Retrieved 18/5/2021. Edited.