الطفح الجلدي وكورونا: ما العلاقة؟

تسبب الإصابة بعدوى كوفيد- 19 بظهور العديد من الأعراض، وبالرغم من شيوع أعراض السّعال الجاف، والحمّى، وضيق التنفس أثناء الإصابة بالعدوى، إلا أنه من الممكن أن تؤثر أيضًا في صحة البشرة والجلد.^[١]

الطفح الجلدي وكورونا: ما العلاقة؟

من الممكن تفسير علاقة ظهور الطفح الجلدي بالإصابة بعدوى كوفيد- 19 على عدّة أوجه، حيث تنصّ بعض النظريات على أنه من الممكن أن يكون سبب ظهور الطفح الجلدي في أجسام بعض المصابين بعدوى كوفيد- 19 نتيجةً لردّة فعل مناعية تجاه الفيروس، في حين أشار بعض الباحثون أن من الممكن أن يظهر الطفح الجلدي الطّرفي -الذي يظهر على الأجزاء الطرفية من الجسم كالأصابع والأذنين وغيرها- نتيجةً لوجود تجلطات في الدم أو تلف في جدران الأوعية الدموية،^[٢] واستعان الباحثون خلال هذه الدراسة بتطبيق (COVID Symptom Study)، والذي يوفر معلومات كبيرة متعلقة بأشخاص ثبتت إصابتهم بعدوى كوفيد- 19 وبعض العوامل، مثل: العمر، والجنس، والعرق، والوزن، والطول، والحالة الصحية العامة، والأدوية المستخدمة، إضافة إلى ما إذا كان الشخص يعمل في مجال الرعاية الصحية، وأظهرت البيانات بأن ما نسبته 8.8% من مستخدمي هذا التطبيق تعرضوا لتغيرات في الجلد بعد الإصابة، كما أبلغ 6.8% عن حدوث طفح جلدي، بينما أبلغ 3.1% عن حدوث طفح جلدي طرفي ظهر على اليدين أو القدمين، وأشار الباحثون إلى أن 1.1% فقط من هذه المجموعة عانوا من طفح جلدي في الجسم مع الطفح الجلدي الطرفي، ما يشير باعتقادهم إلى أن نوعيّ الطفح يحدثان لأسبابٍ مختلفة.^[٣][٤]

الطفح الجلدي وكورونا: رأي العلم

فيما يأتي سنذكر أبرز الدراسات التي تناولت علاقة الإصابة بعدوى كوفيد- 19 مع الإصابة بالطفح الجلدي:

• أشارت دراسة نشرتها المجلة البريطانية للأمراض الجلدية، في عام 2021، باستخدام بيانات ما يزيد عن 330 ألف مستخدم لتطبيق COVID Symptom Study في المملكة المتحدة، بالإضافة إلى بيانات تمّ الحصول عليها من استبيان مستقل عبر الإنترنت تضمن ما يزيد عن 11 ألف مشترك، إلى ارتباط الطفح الجلدي أو الطفح الجلدي الطرفي بالإصابة بعدوى كوفيد-19، حيث أبلغ بعض مستخدمي التطبيق عن تعرضهم لتغيرات جلدية إثر الإصابة بالعدوى، وتضمنت أي مما يلي:^[٥]
• ظهور بروزات جلدية حمراء مسببة للحكة على الوجه أو الجسم.
• ظهور طفح جلدي في الجسم، يظهر على شكل تورم مفاجئ في الوجه أو الشفتين.
• ظهور طفح جلدي طرفي تمثّل بتقرحّات أو بثور حمراء أو بنفسجية ظهرت على القدمين، أو أصابع القدمين.
• نشرت مجلة الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية، في عام 2020، دراسةً عن بيانات جمعتها من 88 مصاب بعدوى كوفيد-19، وأشارت الدراسة إلى أن 18 شخصًا منهم، أي ما يقارب 20.4%، ظهرت عليهم بعض التغيرات الجلدية، إذ ظهرت هذه العلامات على 8 منهم منذ بداية الإصابة بالعدوى، وظهرت على 10 منهم بعد إدخالهم إلى المستشفى، وتمثلت هذه التغيرات بالتهاب جلدي حمامي ظهور على 14 شخصًا، وشرّى انتشرت على الجلد في 3 حالات، وظهور بثور شبيهة بالبثور المرافقة لجدري الماء لمريضٍ واحد، وأشارت الدراسة إلى ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد وفهم مدى تأثر الجلد في الإصابة بعدوى كوفيد-19 على الرغم من ملاحظة تشابه هذه التغيرات مع تلك التي تحدث عند الإصابة بالاتهابات الفيروسية الشائعة.^[٦]

الطفح الجلدي وكورونا عند الأطفال

تكون الإصابة بعدوى كوفيد-19 عند الأطفال خفيفةً في معظم الأحيان، حيث من الممكن أن يكون الطفح الجلدي المعروف باسم أصابع COVID العلامة الوحيدة لإصابة الطفل بعدوى الفيروس، ولا يستدعي ظهور هذا الطفح لدى الأطفال القلق، على عكس الأعراض التي تعدّ أكثر خطورةً والتي تستدعي مراجعة الطبيب، مثل: الحمى والسعال، وفيما يأتي نذكر أبرز العلامات التي تدل على الإصابة بهذا النوع من الطفح الجلدي:^[٧]

• ظهور الأصابع باللون الأحمر أو البنفسجي: وقد يظهر هذا على إبهام القدم، أو باقي أصابع القدم، وقد يبدأ هذا التغير بظهور اللون البنفسجي، أو قد يبدأ بظهور اللون الأحمر، ومن ثم يتحول إلى البنفسجي.
• تورم في أصابع القدمين أو اليدين.
• ظهور كمية صغيرة من القيح.

دراسة حول الطفح الجلدي وكورونا عند الأطفال

أُجريت دراسةٌ تم نشرها في مجلة Dermatol Ther عام 2020، على 20 طفلًا تم إدخالهم إلى المستشفى بعد إصابتهم بعدوى كوفيد-19، وأشارت الدراسة إلى أن 10% من هؤلاء الأطفال عانوا من تغيرات جلدية في بداية الإصابة وتمثلت الأعراض بظهور بقع من الطفح الحطاطي، كما تعرض 5% منهم للتغيرات الجلدية بعد العلاج باستخدام دواء هيدروكسي كلوروكوين (بالإنجليزية: Hydroxychloroquine) وتمثلت الأعراض بظهور وطفح جلدي حُمّي حادّ، حيث عانت الطفلة الأصغر بينهم والتي بلغت 8 أشهر ونصف من طفح جلدي مشابه للوردية.^[٨]

هل الطفح الجلدي مرتبط فقط بفيروس كورونا؟

لا يعد ظهور الطفح الجلدي في حالات الإصابة بعدوى فيروسية أمرًا نادرًا، إذ من الممكن أن يلاحظ ذلك في بعض حالات الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الفيروسية الأخرى مثل الحصبة، كما قد يسبب استخدام بعض أنواع المضادات الحيوية ظهور الطفح الجلدي، وحتى هذه اللحظة، لا يوجد نمط محدّد أو واضح يصف ارتباط الطفح الجلدي بالإصابة بعدوى كوفيد-19، إذ يعد الطفح الجلدي أحد طرق استجابة الجسم للعدوى الفيروسية، لذلك فمن الأفضل إجراء فحص فايروس كورونا إذا شككت بظهور أعراض يمكن أن تكون ناجمةً عن الإصابة بعدوى كوفيد-19.^[٩]