يتعرّق الشخص عند تعرّضه للحرارة أو عند القيام بمجهود مثل ممارسة التمارين الرياضية، وهذا طبيعي، ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يتعرقون بكميات أكبر من الطبيعي، أو دون التواجد بأماكن حارة أو القيام بمجهود، وقد يعاني هؤلاء الأشخاص من تعرُّق الجسم كاملًا، او تعرُّق بعض المناطق منه بإفراط، وتجدر الإشارة إلى أنّه من الممكن لبعض العلاجات أن تحسن الحالة، ولحسن الحظ فإن التعرق الزائد يتحسن مع التقدم في العمر عادةً،[١] فكيف يمكن علاج التعرُّق الزائد؟


ما هي طرق علاج التعرق الزائد؟

يُعالج فرط التعرُّق عن طريق علاج المرض المُسبِّب له، ففي العديد من الحالات قد يكون فرط التعرُّق ناتجًا عن الإصابة بأمراض أخرى مثل: أمراض الغدة الدرقية، أو بعض الأمراض العصبية، أو بعض أنواع العدوى، وغيرها العديد، أمّا في حال عدم وجود مرض مُسبِّب لفرط التعرُّق فيمكن التخفيف من الأعراض والسيطرة عليها عن طريق العلاجات الآتية:[٢]


نصائح مساعدة على التخفيف من فرط التعرق والتعايش معه

هناك بعض التغييرات التي يمكنك اتباعها في الأنشطة اليومية ونمط الحياة للمساعدة على تحسين أعراض التعرق الزائد، ومنها التالي:[٣]

  • ارتدِ واقيات الإبط: وهي أشرطة تُستخدم لحماية الملابس من آثار التعرق، حيث تقوم بوضعها تحت الإبط.
  • ارتدِ ملابس فضفاضة ومن قماش مناسب يمتص الرطوبة: كالملابس المصنوعة من القطن، وعليكَ تجنب تلك المصنعة من الألياف الصناعية، مثل النايلون، إذ إنها قد تزيد الأعراض سوءًا لديك.
  • ارتدِ أحذية مصنعة من المواد الطبيعية: مثل الجلد، وعليكَ تجنب ارتداء الأحذية المُّصنَّعة من المواد الاصطناعية.
  • ارتدِ جوارب سميكة وناعمة ومناسبة: بحيث تكون مصنعة من الألياف الطبيعية، وتساعد على امتصاص الرطوبة، كالجوارب القطنية.
  • احرص على تغيير الجوارب مرة أو مرتين يوميًا على الأقل.[٤]
  • حاول المشي حافي القدمين عند استطاعتك.[٤]
  • تجنَّب كل ما يزيد من التعرُّق لديك: وذلك مثل تناول الأطعمة المبهرة والحارة، وشرب المشروبات الكحولية.[١]
  • قم بالاستحمام يوميًّا: وذلك للسيطرة على عدد البكتيريا التي تعيش على البشرة، كما عليك التجفيف جيدًا بعد الانتهاء من الاستحمام، خاصةً بين أصابع القدم وتحت الإبط.[٢]
  • حاول الاسترخاء دائمًا، واتبع الاستراتيجيات اللازمة للتخلُّص من التوتر: مثل اليوغا، والتأمل، والارتجاع البيولوجي (بالإنجليزية: Biofeedback)، إذ قد يزيد التوتر من شدة التعرُّق، والارتجاع البيولوجي هو أحد الطرق التي تساعد على الاسترخاء والتحكم بأعراض التوتر الجسدية، فيتمكن الشخص حينها من التحكّم ببعض الوظائف الجسدية كمعدل نبض القلب، أو انقباض العضلات، ممّا يساعدك على التخلُّص من الأعراض الجسدية للتوتر.[٥][٢]
  • استشر الصيدلاني حول بعض المنتجات التي يمكنك الحصول عليها دون وصفة طبية والمساعدة على التخفيف من التعرُّق: ومن ذلك:[٤]
  • بودرة القدم التي توضَع داخل الأحذية لامتصاص الرطوبة.
  • المنتجات التي تحتوي على حمض التانيك (Tannic acid)، ومن أسمائه التجارية Zilactin®، والتي تساعد على سدّ مسامات الغدد العرقية على الجلد.
  • مضادات التعرُّق التي لا تحتاج لوصفة طبية: كتلك التي تحتوي على أملاح الألمنيوم، فتساعد هذه في الحالات الخفيفة من فرط التعرق.




يختلف مزيل العرق (بالإنجليزيّة: Deodorants) عن مضادات التعرُّق (بالإنجليزيّة: Antiperspirants)، فمضادات التعرُّق تعمل على التقليل من التعرُّق، بسد مسام الغدد العرقية مؤقتًا، ممّا يُقلِّل من كمية العرق الواصلة للجلد، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعضها لا يمكن الحصول عليه دون وصفة طبية، أمّا مزيلات العرق فتعد أحد المواد التجميلية المُستخدَمة للتخلَّص من رائحة العرق، دون أنّ تؤثر في عملية التعرُّق نفسها.



[٦]


العلاجات الدوائية

في حال فشل الطرق السابقة يوصي الطبيب باللجوء إلى العلاجات والإجراءات الطبية،[٧] ومن الأدوية المستخدمة لعلاج مشكلة العرق الزائد ما يلي:

  • مضادات التعرّق التي تحتاج لوصفة طبية: وهي مضادات التعرق التي تحتوي على كلوريد الألومنيوم (Aluminum chloride)، ومن أسمائه التجارية، ®Drysol، ويستخدَم بوضعه على المنطقة المصابة قبل النوم، ومن ثم يجب غسل المكان في الصباح، ويجدر التنويه إلى ضرورة الحرص على عدم ملامسته للعين، كما أنّه قد يتسبب بتهيج الجلد، وفي حال حدوث ذلك لا بد من استشارة الطبيب، فقد يصف الطبيب حينها كريم الهيدروكورتيزون (Hydrocortisone)، للتخفيف من تهيج البشرة.[٣][٧]
  • الكريمات الموضعيّة: هناك بعض الكريمات التي تساعد على علاج فرط التعرق المؤثر في الوجه والرأس، ومنها تلك المحتوية على غليكوبيروليت (Glycopyrrolate)، ومن أسمائه التجارية ®Robinul،[٧] وينتمي هذا الدواء إلى مجموعة مضادات الكولين (بالإنجليزية: Anticholinergic drugs) المساعدة على إيقاف إرسال الإشارات العصبية للغدد العرقية.[٣][٨]
  • الأدوية الفموية: من الأدوية التي قد يوصي بها الطبيب للتخفيف من التعرق هي ما يلي:
  • مضادات الكولين الفموية: تساعد هذه الأدوية على التخفيف من التعرُّق، ومن مضادات الكولين الفموية دواء أوكسيبوتينين (Oxybutynin)، ومن أسمائه التجارية: ®Ditropan، وقد تحمل هذه الأدوية بعض الآثار الجانبية، مثل: مشاكل في التبول والرؤية،[٩] وجفاف الفم،[٤] ويجدر التنويه إلى أنّ هذه الأدوية تمنع الجسم من تبريد نفسه عند التواجد في مكان حار أو ممارسة الرياضة، لذ يجب توخي الحذر واتباع كافة تعليمات الطبيب عند استخدام هذه الأدوية خاصةً للأشخاص الرياضين أو الذين يعملون أو يسكنون في المناطق الحارة.[١٠]
  • مضادات الاكتئاب: تساعد على تهدئة الشخص، وتقليل العرق.
  • أدوية حاصرات بيتا، مثل: بروبرانولول (Propranolol)، ومن أسمائه التجارية ®Inderal، ويوصي بها الطبيب عادةً للأشخاص الذين يعانون من فرط التعرُّق في مواقف معينة كمقابلات العمل، أو عند شعورهم بالتوتر، إذ إنّها تساعد على تخفيف الأعراض الجسدية للتوتر.[١١]
  • استخدام مناديل طبية تحتوي على دواء: تخفف المناديل الطبية من تعرق الإبط، ومنها ما يكون محتويًا على دواء جليكوبيرونيوم توسيلات (Glycopyrronium tosylate)، ومن أسمائها التجارية: ®Qbrexza، ويجب استخدامها يوميًّا للحصول على الفائدة المرجوة، ويجدر التنويه إلى ضرورة استخدامها تحت إشراف الطبيب.[٩]
  • حقن البوتوكس: أو ما يُشار له علميًا باسم سم البوتولينوم (بالإنجليزيّة: Botulinum toxin)، وهي مادة مأخوذة من البكتيريا، تُستخدضم لإيقاف وتثبيط الأعصاب المحفِّزة للغدد العرقية، وتحقن بكميات صغيرة جدًّا في الجلد، ويستمر تأثيرها عادةً حوالي 2-6 أشهر، وقد يصل إلى سنة، وبعدها يمكن تكرار العلاج مرة أخرى، ومن الجدير بالعلم أنّه لا يُنصَح باستخدام مثل هذه الحقن لعلاج التعرُّق الزائد للأشخاص الذين يعانون من التعرُّق من مناطق كبيرة من الجسم.[١٢]


ولقراءة المزيد حول حقن البوتوكس لعلاج التعرق الزائد، اضغط هُنا.

الإجراءات الطيبة والعمليات الجراحية

في حال لم يكن هناك نتيجة مجدية من استخدام الأدوية أو اتباع نمط حياة صحي للتخلص من التعرق الزائد، فمن الممكن لبعض الإجراءات أو العمليات الجراحية أن تفي بالغرض، وتكون كما يلي:

  • الإرحال الأيوني: (بالإنجليزية: Iontophoresis) وجد أن هذا العلاج يساعد على معالجة الحالات الخفيفة إلى المتوسطة من التعرّق الزّائد في اليدين أو القدمين، وينطوي على وضع القدمين أو اليدين في محلول مناسب، ومن ثمّ يتم تمرير تيار كهربائي خفيف باستخدام الجهاز، وتستمر الجلسة الواحدة عادةً لمدة 20 دقيقة، ويوصي الطبيب بإجرائها لعدة مرات في الأسبوع،[١٣] وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن شراء جهاز الإرحال الأيوني واستخدامه داخل المنزل.[١٠]
  • العلاج الحراري بالميكروويف: (بالإنجليزية: Microwave therapy)، وهو من العلاجات المكلفة، والتي قد لا تكون متوفرة بكافة المراكز الطبية، ويعتمد في آلية عمله على استخدام موجات تساعد على التخلص من الغدد العرقية في المكان المُصاب من الجسم، ويكون عادة عبارة عن جلستين، مدة كل منهم 20-30 دقيقة، بفاصل 3 أشهر بين الجلستين، وقد يحمل بعض الآثار الجانبية مثل: تغير الإحساس بالجلد، والشعور ببعض الانزعاج.[٧]
  • استئصال الغدد العرقية في الإبط: في حال فشل جميع العلاجات الطبية للتعرق الزائد في منطقة الإبط من الممكن استخدام هذه الطريقة، وهي جراحة تقتضي بإزالة الغدد العرقية من منطقة الإبط، وقد يلاحظ المريض ظهور ندب مكان الغدد التي أُزيلت.[١٣]
  • استئصال الودي الصدري بالمنظار: (بالإنجليزية: Endoscopic thoracic sympathectomy)، وتعد من الخيارات الأخيرة للعلاج عند فشل العلاجات الأخرى لعلاج فرط التعرُّق الشديد الموضعي، أي التعرٌّق الزائد في منطقة واحدة من الجسم، كالتعرُّق من اليدين أو الوجه، وتعد من العمليات الكبرى، حيث يخضع فيها المريض لتأثير التخدير العام، وفيها يجري قطع الأعصاب الودية المسؤولة عن تحفيز إنتاج العرق، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض المرضى قد يعانون بعد العملية من فرط التعرُّق من أماكن أخرى، وكأن الجسم يحاول التعويض عن التعرُّق في المنطقة التي تم علاجها.[١٢]


هل يمكن شفاء التعرق الزائد؟

حقيقة لا يوجد علاج نهائي للتعرق الزائد من النوع الموضعي (بالإنجليزية: Focal hyperhidrosis)، فهذا التعرُّق لا يكون سبَّبه معروفًا في العادة، إذ إنّه لا ينتج عن الإصابة بأمراض أخرى، وتقتصر العلاجات في هذه الحالات على المساعدة على ممارسة الأنشطة اليومية بالشكل الطبيعي بالسيطرة على التعرُّق والتخفيف منه، وعلى الصعيد الآخر من الممكن علاج التعرق الزائد في حال وجود مشكلة صحية أساسية كامنة وراء التعرق الزائد، ففي حالة كهذه يتوقف التعرق المفرط عند علاج المشكلة الأساسية، وغالبًا ما يُسبِّب هذا النوع التعرُّق في كافة أنحاء الجسم.[٩][٤]


هل يمكن منع التعرق الزائد؟

نعم، وذلك إذا كان السبب الرئيس للتعرق معروف، وبالتالي يمكن الوقاية من بعض حالات فرط التعرق العام، أمّا التعرق الموضعي المؤثر في مكان محدد من الجسم، والذي غالبًا ما يكون مجهول السبب فيصعب الوقاية منه.[١٤][٩]

المراجع

  1. ^ أ ب "Excessive sweating (hyperhidrosis)", nhs, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Hyperhidrosis"، mayoclinic، اطّلع عليه بتاريخ 10/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What is hyperhidrosis?", medicalnewstoday, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Hyperhidrosis", Middlesex Health, Retrieved 9/6/2021. Edited.
  5. "Biofeedback", mayoclinic, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  6. Scott Frothingham (4/10/2019), "Benefits and Risks of Deodorants vs. Antiperspirants", healthline, Retrieved 9/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Hyperhidrosis", sparrow, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  8. "HYPERHIDROSIS", British Association of Dermatologists, 6/2021, Retrieved 9/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "Hyperhidrosis", clevelandclinic, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "HYPERHIDROSIS: DIAGNOSIS AND TREATMENT", American Academy of Dermatology Association, Retrieved 9/6/2021. Edited.
  11. "Oral Medications", sweathelp, Retrieved 17/5/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "HYPERHIDROSIS", bad, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "Hyperhidrosis, Primary", rarediseases, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  14. "What is hyperhidrosis?", medicalnewstoday, Retrieved 10/5/2021. Edited.