التحسس الضوئي للبشرة

يُطلق مُصطلح حساسية الضوء لوصف حساسية الجلد الناتجة عن التعرّض للأشّعة فوق البنفسجية المنبعثة من أشعة الشمس أو مصادر الضوء الأخرى،[١] وهي عبارة عن ردُّ فعل الجهاز المناعي لأشعة الشمس، حيث يتعرّف الجهاز المناعي على بعض مناطق الجلد الّتي تغيّرت بفعل تعرّضها للشّمس على أنها أجسامٌ غريبة، فيدافع عن نفسه من خلال ظهور الحساسية على شكل طفح جلدي أحمر مثير للحكة، أو بثور صغيرة، وتعتبر مناطق الجسم المعرّضة للشّمس هي الأكثر شيوعًا للإصابة بالحساسية، وتشمل كلًّا من الرقبة، وظهر اليدين، والسطح الخارجي للذراعين والساقين، وفي بعض الحالات النادرة؛ يمكن أن يكون رد فعل الجلد أكثر حدّة، مما يؤدّي إلى انتشار البثور على المناطق المُغطاة بالملابس أيضًا.[٢][١]


أعراض التحسُّس الضوئي للبشرة

يمكن أن يظهر الجلد المُصاب بحساسية الشمس بشكلٍ مختلف تمامًا مقارنةً بشكله الطبيعي؛ وذلك بالاعتماد على سبب المشكلة، وعادةً ما يحتاج ظهور الحساسيّة من دقائق إلى ساعاتٍ بعد التعرّض للشّمس وقد تصل إلى أيّامٍ أيضًا، حيث تتضمن علامات وأعراض التحسُّس الضوئي للبشرة ما يلي:[٣][٤]

  • احمرار الجلد.
  • ألم وحكّة شديدة.
  • ظهور نتوءات صغيرة بارزة عن سطح الجلد.
  • تقشُّر المنطقة المُصابة.
  • نزيف في المنطقة المُصابة.


أسباب التحسُّس الضوئي للبشرة

في الحقيقة، لا يوجد سببٌ واضحٌ يؤكّد سبب إصابة بعض الأشخاص بحساسية الضوء، بينما لا يصيب البعض الآخر، لكن يمكن أن تلعب العوامل الوراثية دورًا في ذلك، وهناك العديد من الأمور الّتي قد تكون سببًا في حدوث الحساسية، ونذكر منها ما يأتي:[٥]

  • تناول بعض أنواع الأدوية: تزيد بعض أنواع الأدوية المستخدمة على نطاق واسع من حساسية الجلد اتجاه الشمس، وقد تتضن الأدوية التي تمَّ ربطها بحساسية الضوء كلًا من المضادات الحيوية، والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، ومضادات الهيستامين، بالإضافة إلى بعض أنواع أدوية القلب، وبعض الأدوية المستخدمة لخفض الكوليسترول مثل الستاتين.
  • الإصابة ببعض الأمراض: قد تزيد بعض الحالات والاضطرابات الطبيّة من الإصابة بالحساسية من أشعة الشمس، مثل؛ أمراض المناعة الذاتية كالذئبة.
  • استخدام مستحضرات العناية بالبشرة: يُمكن أن تساهم بعض المكوّنات الموجودة في منتجات العناية بالبشرة في جعل الجلد أكثر حساسيّة للضوء، كما أنها تزيد من فرصة التعرُّض للأضرار الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية، ومن الأمثلة على هذه المكونات الريتينول، أو حمض الجليكوليك، أو البنزويل بيروكسايد، بالإضافة إلى فيتامين سي.


الفئات المعرضة للإصابة بالتحسُّس الضوئي

يحدث التحسُّس الضوئي عند جميع الفئات العمرية من الذكور والإناث ومن جميع الأعمار والأجناس، ويمكن أن تكون أنواع معيّنة من حساسية الضوء سائدة في أوقات مختلفة، كما أنَّ هناك عدة عوامل تزيد من فرصة الإصابة بحساسية الضوء، ومنها ما يلي:[٦]

  • العوامل البيئية.
  • العامل الوراثي؛ إذ يمكن أن يمتلك البعض جيناتٍ معيّنة تزيد الحساسيّة لأشعة الشمس.
  • لون البشرة؛ يعتبر الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء جدًّا من الأشخاص شديدي الحساسيّة، خاصّة أولئك الّذين لديهم شعر أحمر وعيون زرقاء مقارنة بالأشخاص من ذوي البشرة السّمراء.


تشخيص التحسُّس الضوئي للبشرة

يتمكّن الأطباء في الكثير من الحالات من تشخيص حساسية الشّمس بمجرد النّظر إلى الجلد، وفي حال كان التشخيص صعبًا، فقد يطلب الطبيب العديد من الفحوصات التي تساعد على معرفة ما يحدث للبشرة، ومن هذه الاختبارات ما يأتي:[٣]

  • اختبار الأشعة فوق البنفسجية: يمكن من خلال هذا الاختبار معرفة كيفيّة تفاعل الجلد مع الأطوال الموجية المختلفة للأشعة فوق البنفسجية، وتحديد نوع الضوء الذي يسبب التفاعل وحدوث الحساسية.
  • اختبار الالتقاط الضوئي: يوضح الاختبار ما إن كانت الحساسيّة ناتجة عن وضع مادة حسّاسة على الجلد قبل التعرُّض للشمس.
  • تحاليل الدم، وأخذ عيّنات من الجلد: على الرّغم من أنّها ليست من الطّرق التشخيصية الشائعة، إلا أنّه قد يوصي بها الطبيب أحيانًا في حال الشكّ بأنّ الأعراض ناتجةٌ عن حالة ما؛ مثل مرض الذئبة بدلًا من حساسية الشمس.


علاج التحسُّس الضوئي للبشرة

هناك العديد من العلاجات التي تساعد على تقليل أعراض حساسية الضوء وعلاجها، نذكر منها ما يلي:[٧]

  • كورتيزون: تساهم هذه الأدوية في تقليل الحكة الناتجة عن الحساسية بالإضافة إلى تقليل الالتهابات، وتأتي في أشكال مختلفة، مثل؛ كريمات الكورتيزون، أو الحقن، أو الحبوب.
  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: تقلل مضادات الالتهابات غير الستيرويدية من الحمّى، والألم، والتورُّم، وتتوفّر بوصفة أو بدون وصفة طبيّة، ومن الأمثلة عليها الأيبوبروفين المتواجد بالصيدليات باسم بروفين،.
  • مضادات الهيستامين: تساعد على تقليل الحكّة الناتجة عن الحساسية.
  • العلاج بالضوء: يعتبر إحدى العلاجات التي تساعد البشرة على التكيُّف مع أشعة الشمس، وتعتمد آلية العلاج على تعريض البشرة بشكلٍ تدريجي لجرعات من الأشعة فوق البنفسجية.


نصائح عامة للتعامل مع التحسس الضوئي

قد تساهم بعض التغييرات في نمط الحياة، واتباع بعض العلاجات المنزلية في الوقاية وتقليل الأعراض الناتجة عن حساسية الشمس، ومنها:[٣]

  • تجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس؛ إذ تتحسن معظم أعراض حساسية الشمس في أقل من يوم أو يومين في حال الحفاظ على الجلد المُصاب بعيدًا عن أشعة الشمس.
  • توقف عن استخدام الأدوية التي تزيد من حساسية البشرة للضوء بعد استشارة مقدّم الرعاية الطبية.
  • استخدم المستحضرات المرطّبة للجلد؛ حيث يمكن أن تساعد منتجات ترطيب البشرة على التخفيف من التهيُّج الناتج عن الجلد الجاف والمتقشّر.
  • استخدام العلاجات المهدّئة للجلد، مثل؛ غسول الكالامين، أو غسول الصبار، لما لهما من فوائد في تقليل الأعراض.


نصائحٌ للوقاية من حساسية الشمس

هناك العديد من النّصائح، والإجراءات الوقائيّة التي قد يساعد اتبّاعها على حماية البشرة من أشعة الشمس، ومن أبرزها ما يلي:[٨]

  • تجنب التعرُّض لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة من الأشعة فوق البنفسجية، والتي تكون عادةً ما بين الساعة العاشرة صباحًا إلى الثانية ظهرًا.
  • احرص على ارتداء الملابس المحكمة ذات الألوان الغامقة، لزيادة الحماية من أشعة الشمس، واحرص على ارتداء قبعة ونظارات شمسية واسعة الحواف.
  • احرص على تجنب حمامات الشمس المستخدمة لتسمير البشرة.
  • استخدم واقٍ شمسي مناسب على جميع المناطق المعرّضة للشمس، بحيث يحتوي على أكسيد الزنك، واحرص على تطبيقه على البشرة كل يوم، وممّا ينبغي توضيحه بأنه يجب وضعه قبل 20 دقيقة من الخروج في الهواء الطلق، كما يجب إعادة وضع واقيات الشمس حتى المقاومة للماء كل 80 دقيقة تقريبًا بعد السباحة أو بعد ممارسة الأنشطة الشاقة، واحرص على أن يحتوي الواقي على عامل حماية من الشمس (SPF) لا يقل عن 50.


المراجع

  1. ^ أ ب "What is photosensitivity?", lupus, 14/6/2018, Retrieved 22/7/2021. Edited.
  2. "Sun Allergy (Photosensitivity)", health.harvard, 26/10/2018, Retrieved 22/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Sun Allergy", sparrow, 22/12/2020, Retrieved 22/7/2021. Edited.
  4. "Photosensitivity Reactions", merckmanuals, 9/8/2021. Edited.
  5. "Photosensitivity & Your Skin", skincancer, 6/2019, Retrieved 23/7/2021. Edited.
  6. "Photosensitivity", dermnetnz, 1/2016, Retrieved 23/7/2021. Edited.
  7. "Photosensitivity", drugs, 4/3/2021, Retrieved 23/7/2021. Edited.
  8. "Sunburn and Other Sun Reactions of the Skin", webmd, 23/1/2020, Retrieved 23/7/2021. Edited.