تعتبر الأكزيما الدّهنية من الأمراض الجلدية غير المعديّة والتي تسبب ظهور بقعٍ قشريّة زيتيّة في الوجه وفروة الرّأس غالبًا، وهي حالة شائعة تشبه في مظهرها الصدفيّة، وعادةً ما يظهر هذا النوع من الأكزيما لأسباب معيّنة، منها زيادة إنتاج المادة الدهنيّة، وزيادة نمو الفطريات في الجلد، وضعف الجهاز المناعي لدى المريض، ومن الجدير بالذكر أنّه إلى هذا الوقت لا يوجد أي علاج تام لهذه الحالة، إنما يوجد علاجات تخفف من انتشار المرض وحدّته.[١][٢]
ما هي الأكزيما الدهنيّة؟
تعّد الأكزيما الدهنيّة من الأمراض الشائعة والمزمنة التي تسبب طفحًا جلديًّا وينتشر في مناطق الجسم التي تحتوي على العديد من الغدد الدهنيّة منها المنطقة العلوية للظهر، الأنف، وفروة الرأس، بالإضافة لذلك فإنّ هذا النوع من الإكزيما يصيب الأشخاص من جميع الفئات العمرية ولكنه أكثر شيوعًا لدى الرضّع والبالغين وحين ظهوره على الرضّع فغالبًا ما يزول من تلقاء نفسه أي لا يحتاج لأي علاج، ولا يُصاب به المريض مرّة أخرى ولكن ذلك يختلف عند البالغين، إذ سيبقى معه طيلة العمر.[٣][٤]
ما هي أعراض الأكزيما الدهنية؟
تزداد حدّة أعراض الإكزيما الدهنيّة في الأجواء الباردة والجافة، وعند زيادة التوتّر والجهد لدى المريض، ولكن عادة ما تتضمن الأعراض مايلي:[٣][٥]
- انتشار القشرة في الأجزاء المغطاة بالشعر، مثل: الحاجبيين، والشارب، واللّحية، وفروة الرّأس.
- انتشار بقع وقشور دهنيّة في الوجه، الأنف، الجفن، الأذن، الفخذ، الإبط، الصدر وتحت الثديين.
- ظهور طفح جلدي على شكل قشور بيضاء وصفراء على الجلد.
- ظهور تورّمات دهنيّة.
- ظهور بقع حمراء ملتهبة.
- حكة في الجلد.
ما هي سبب الإكزيما الدهنية؟
حتى الآن لم تعرف أي أسباب واضحة للإكزيما الدهنيّة، في حين أظهر العديد من المرضى زيادة معدّل نمو الفطريات الجلديّة، زيادة في إنتاج المادة الدهنيّة، وضعف جهاز المناعة، كما أنّ مل من الهرمونات، والتعرض للتوتر، والإصابة بأمراض الجهاز العصبي، والمادة الوراثيّة للمريض تلعب دورًا مهمًّا في ظهورها، ولكن لا يوجد أي دراسات تحدّد الطفرات الوراثية التي ترتبط بالأكزيما الدهنيّة أيضًا.[٢][٥]
ما هي عوامل الخطر لزيادة الإصابة بالأكزيما الدهنية؟
تظهر الإكزيما الدهنيّة عند الرّجال أكثر من النساء، وعمومًا من ذوي البشرة الدهنيّة، وفي ما يلي بعض الأمور التي تزيد من خطر الإصابة بها:[٦][٧]
- الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة أو ما يعرف بالإيدز.
- حب الشباب.
- الإصابة بالاكتئاب.
- شرب الكحول
- متلازمة اضطراب الأكل - وهي حالة من تطور عادات غير صحيّة للأكل-.[٨]
- إصابة سابقة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.
- الإصابة ببعض الاضطرابات الجلدية، مثل: الصدفيّة، والعد الوردي.
- مرض الشلل الإرتعاشي أو ما يعرف بمرض باركنسون، وهو اضطراب في الجهاز العصبي.
- الصّرع.
- زيادة في هرمون الأندروجين.
- وجود تاريخ عائلي للمريض بالإصابة بالأكزيما الدهنية، حيث إنّ الأمراض الجلديّة تتوارث داخل الأسرة.
- وجود التهابات لدى المريض.
ما هي المحفزات التي تزيد من الأكزيما الدهنية؟
نذكر فيما يأتي مجموعة من المحفزات التي تزيد من شدة الأكزيما الدهنية سوءًا:[٧][٤]
- التوتر.
- التغيّرات الهرمونية.
- استخدام بعض أنواع المنظّفات أو الصابون القوية، أو التعرض لبعض المواد الكيميائيّة.
- الطقس البارد والجاف.
- استخدام بعض أنواع الأدوية كدواء اللّيثيوم - يستخدم كعلاج للاضطرابات النفسيّة-.
كيف يمكن تشخيص الأكزيما الدهنية؟
لا يحتاج المريض لجراء أي فحوصات لتشخيص الإكزيما الدهنيّة، حيث تعتبر من الأمراض سهلة التشخيص، وذلك لوضوح ظهورها على الجلد وفي أماكن معيّنة من الجسم، في حين من الممكن أن يطلب الطبيب أخذ خزعة من الجلد للتأكد من عدم وجود أي التهابات أو أمراض في حال عدم الاستجابة للأدوية.[٧]
هل يمكن علاج الأكزيما الدهنيّة؟
لا يوجد علاج محدّد يمكن اتباعه للتخلص الإكزيما الدهنيّة نهائيًّا، حيث يوجد فقط أدوية تخفف من انتشارها وحدتها لفترة مؤقتة ثم تعود لتظهر على الجلد عند وقف العلاج.[٩]
كيف يمكن التخفيف من الأكزيما الدهنية؟
عادةً ما يبدأ العلاج باستخدام بعض أنواع المراهم، أو الكريمات، أو الشامبو للتخفيف من الأكزيما الدهنيّة.[١٠]
العلاج بالأدوية
عادةً ما يحتاج العلاج بالأدوية إلى مدة زمنية طويلة تتخلّلها فترات استراحة إن أمكن، وتحدّد الأدوية اللّازمة بناءً على الأجزاء التي تظهر بها الإكزيما ومدى حدّة تهيجها، وفيما يأتي توضيح لذلك:[٣]
- فروة الرّأس: في حال ظهور الأكزيما الدهنية في فروة الرأس يُنصح باستخدام أنواع من الشامبو الطبي الذي يحتوي على بعض المواد، مثل: بيريثيون الزنك (بالإنجليزيّة: zinc pyrithione) وهو مركب يستخدم في علاج الأمراض الجلديّة، أو مادة ثاني كبريتيد السيلينيوم (بالإنجليزيّة: selenium sulphide)، الذي يستخدم لعلاج قشرة فروة الرّأس، أو مادة الكيتوكونازول (بالإنجليزيّة: Ketoconazole)، وهي مادة مضادة للفطريّات، ولتحقيق نتائج أفضل، يفضّل غسل فروة الرّأس بالماء جيدًا والانتظار لمدة 5-10 دقائق ومن ثمّ إزالة القشور السّميكة الموجودة، -ويفضل وضع مواد معيّنة تساعد على إزالة القشور قبل بضعٍ ساعات من الاستحمام أو طيلة ساعات اللّيل مثل زيت جوز الهند أو حمض الساليسيليك- وفي حال لم يساعد ذلك على إزالتها يتوجّب التواصل مع الطبيب لوصف شامبو خاص للحالة.
- قنوات الأذن: يُنصح باستخدام قطرة أذن طبيّة، ولا ينصح بتنظيف الأذن بأعواد القطن فقد يزيد ذلك من التهيّج الموجود.
- الجفون: يُنصح بتنظيف جلد الجفن بلطف، وذلك باستخدام منظّف الجفون أو شامبو الأطفال، حيث ذلك يساعد على التقليل من الحساسيّة والتهيّج.
- أجزاء أخرى من الجسم: يُنصح باستخدام كريم أو مرهم مضاد للفطريات، الذي غالبًا ما يكون فعّالًا وآمنًا للاستخدام طويل الأمد، ومن الأمثلة عليهم: دواء كلوتريمازول (بالإنجليزيّة: Clotrimazole) الذي يحمل نفس الاسم التجاري، دواء ميكونازول (بالإنجليزيّة: Miconazole) ومن أمثلته التجارية دواء دكتارين (بالإنجليزية: Daktarin)، ودواء نيستاتين (بالإنجليزيّ: Nystatin) الذي يحمل نفس الاسم التجاري، حيث يتم أحيانًا دمج هذه الكريمات مع كريمات الستيرويد المخفّفة.
العلاج البديل
نذكر فيما يأتي بعض الخيارات التي تعتبر علاجًا طبيعيًّا بديلًا عن الأدوية، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذه العلاجات تعتمد على نوع البشرة ومدى حساسيّتها، في حين لا يوجد خيار مناسب للجميع ولكن جميع الطرق تساهم في تخفيف الأعراض ومنها:[٥]
- زيت السمك: حيث يحتوي زيت السمك على كميّات كبيرة من الحمض الدهني أوميغا-3، الذي له فاعلية في تقليل الالتهابات، حيث أظهرت العديد من الدراسات أنّ مكمّلات زيت السمك تساهم في تقليل الالتهابات الجلديّة.
- الصبّار: يحتوي الصبار على مضادّات الالتهابات، حيث إنّ له فعاليّة في معالجة الإكزيما الدهنيّة، كما تساعد مكمّلات الصّبار على تقليل من النوبات الجلديّة وشدتها.
- البروبيوتك: وهي مكمّلات غذائيّة تحتوي على البكتيريا النافعة والتي توجد طبيعيًّا في الجسم، وتحقق التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة، حيث تستخدم لتعزيز مناعة الجسم ضد الالتهابات الموجودة فيه، وعلى الرغم من قلّة الدراسات الموجودة حول تأثيرها في علاج الأكزيما الدهنيّة إلّا أنّها تعزز من مناعة الجسم.
- زيت شجرة الشاي: فهو يعتبر مضاد بكتيري وفطري ومضاد التهابات.
الوصفات المنزليّة
يوجد العديد من الوصفات المنزليّة والنصائح التي يمكن اتباعها للتخفيف من الأكزيما الدهنيّة، وفيما يأتي ذكر لبعض منها:[١٠]
- دلّك فروة الرأس بلطف عدة مرّات في اليوم، ولكن احرص على عدم خدش فروة الرأس حتى لا يسبب ذلك الإصابة بأي عدوى.
- اغسل الجلد بشكل دوري واستخدام المرطّبات المناسبة، واستخدم نوع صابون خاص.
- ارتدِ الملابس القطنيّة الناعمة، فقد يساعد ذلك في حركة الهواء على الجلد وتقليل حدّة الإكزيما.
- نظف الجفون بعناية، حيث يجب غسل الجفون كل ليلة باستخدام شامبو الأطفال ومسح القشور الموجودة بقطعة قطن، إذا ما ظهرت على الجفون علامات احمرار أو تقشّر، ومن الممكن أيضًا وضع الكمّامات الدافئة على الجفن.
- تجنب استخدام منتجات تصفيف الشعر، مثل: المثبت أو الجل.
- تجنب استخدام منتجات الشعر والبشرة التي تحتوي على الكحول فهذا من شأنه أن يحفّز ظهور الأكزيما.
ولقراءة المزيد من النصائح حول تخفيف أعراض الأكزيما، اضغط هُنا.
ما هي الأكزيما الدهنية عند الأطفال؟
بالنسبة للإكزيما الدهنية فقد يختلف الأمر قليلًا عند الأطفال منه عند البالغين، حيث يصيب الأطفال نوع من الأكزيما الدهنيّة غير الضارة تسمّى قبّعة المهد (بالإنجليزيّة: cradle cap)، وتسبب ظهور بقع قشريّة دهنية في فروة الرّأس وقد تصبح سميكة بعد فترة ولكنها غير مؤلمة ولا تسبب أي حكة وغالبًا ما تختفي بدون علاج في غضون شهورٍ قليلة، وإلى جانب انتشارها في فروة الرأس فقد تتواجد في منطقة الحفاض أيضًا، -وفي هذه الحالة غالبًا ما يتم الخلط بينها وبين طفح الحفاض-، وفي أعداد قليلة من الحالات قد تتطور فيه الإكزيما لتغطي أجسامهم، ولكن كما ذكرنا سابقًا فإنها تختفي خلال شهورٍ قليلة بعد ظهورها.[٣]
المراجع
- ↑ "Seborrheic Dermatitis", ScienceDirect, 11/5/2021. Edited.
- ^ أ ب dermatitis is a non,more likely by certain things. "Seborrheic dermatitis: Overview", NCBI, 11/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "SEBORRHEIC DERMATITIS: OVERVIEW", AAD, 11/5/2021.
- ^ أ ب "Seborrheic Dermatitis", national eczema assosiation, 11/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Natural remedies for seborrheic dermatitis", Medical News Today , 11/5/2021. Edited.
- ↑ "Seborrheic Dermatitis", WebMD, 11/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Seborrheic Dermatitis", cleveland clinic, 11/5/2021. Edited.
- ↑ "6 Common Types of Eating Disorders (and Their Symptoms)", Healthline , 11/5/2021. Edited.
- ↑ "SEBORRHOEIC DERMATITIS", BAD, 12/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Seborrheic dermatitis", Mayo Clinic, 12/5/2021. Edited.