عادةً ما تتساقط 50 - 100 شعرة في اليوم الواحد، وهذا الأمر طبيعيّ، كما أنّه لا يُلاحظ بسُهولة لأن الشعر الجديد ينمو فورًا، ولكن قد تُصبِح هُناك مشُكلة في حال لم ينمو الشعر الجديد محل الشعر المتساقط.[١]

أمراض مناعية تسبب تساقط الشعر

هُناك مجموعة متنوعة من حالات تساقط الشعر الدّائمة أو المُؤقتة، والتي يُمكن أن تكون قد حدثت نتيجة لعدة عوامل مختلفة، بما في ذلك العوامل الوراثية، والهرمونات، والأدوية، وخيارات نمط الحياة العامة، وأمراض المناعة الذاتية،[١] ومن الأمثلة على الأمراض المناعية نذكر ما يلي:


داء الثعلبة

يُعتبر داء الثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia Areata) من اضطرابات المناعة الذاتية، والتي تُعدُّ شائعة الحدوث، وتتسبب بسقوط الشعر بطريقةٍ لا يمكن التنبؤ بها، وقد يحدث التساقط بشكل مفاجئ، ومن ثم يتطور، وقد يستغرق ذلك أيامًا قليلة، أو قد يمتد لعدة أسابيع، وذلك في الغالبية العظمى من الحالات، ويحدث التساقط في منطقة صغيرة، ويُلاحَظ بأنّ تساقُط الشّعر من فروة الرأس يأتي على شكل بُقَع، وفي بعض الأحيان ينتشر التّساقط في كافّة فروة الرأس أو على كامل الجسم، وتجدر الإشارة هنا إلى وجود الاختلاف بين الأشخاص في هذا المرض في حالة الشفاء، فقد يحدث نمو للشعر بشكل كامل عند البعض، وفي المقابل قد لا ينمو مجددًا عند الآخرين.[٢][٣]

العِلاج:

في الواقع ليس هُناك علاج واحِد ثابت لعلاج جميع حالات الثّعلبة، إذ يعتمِد العلاج على نوع الثّعلبة، والعُمر، ومدى تساقُط الشّعر، وتتمثّل الأهداف الرّئيسيّة للعلاج في تثبيط عمل الجِهاز المناعيّ، وتحفيز نُمو الشّعر، ومن الخيارات العلاجيّة المُتاحة كُل من:[٤]

  • حقن الكورتيكوستيرويد مكان البُقعة المُتضررة.
  • المينوكسيديل الموضعي (بالإنجليزية: Minoxidil).
  • كريم أو مرهم أنثرالين (بالإنجليزية: Anthralin).
  • الستيرويدات القشرية الموضعية (بالإنجليزية: Topical Corticosteroids)


الذئبة

يعاني العديد من الأشخاص المصابين بمرض الذئبة (بالإنجليزية: Lupus) من مشاكل جلدية يمكن أن تسبب تساقطًا للشعر، كما يُمكن أن يكون هُناك تساقُطًا للشّعر كأثر جانبي لأدوية الذّئبة، مثل منشطات ومثبطات المناعة.[٥]

العِلاج:

إنّ علاج مشاكل الجلد النّاتجة عن الإصابة بمرض الذئبة يمكن أن يحمي الشعر الباقي من التّساقط، كما قد يساعد الشعر على النمو مرة أخرى في المناطق الخالية من النّدوب النّاتجة عن الذّئبة، وفيما يأتي توضيح للعلاج:[٥]

  • في حال كان سبب تساقط الشعر هو مرض الذئبة، فقد يصف الطبيب الأدوية التي تُساعد على علاج مشاكل البشرة لدى المصاب، كما تُفيد في حماية الشعر.
  • أما إن كان سبب التساقط يعود للآثار الجانبية لأدوية الذئبة، فبإمكان الطبيب تعديل الخطة العلاجية للمساعدة على إيقاف تساقط الشعر.


مرض هاشيموتو

يُسمى مرض هاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto's Disease) أيضًا بمرض الغدة الدرقية المناعي الذاتي، والذي يتسبب في إبطاء نشاط الغدة الدرقية أو ما يُعرف بقصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism)، وتشيع الإصابة غالبًا بمرض هاشيموتو عند النساء في منتصف العمر، ويؤدي قصور الغدة الدرقية لفترة طويلة إلى تساقط الشعر، كما تتأثر وظيفة الغدة الدرقية لتصبح غير طبيعية، مما يُسفر عن حدوث اضطرابات في دورة نمو الشعر، وعادةً ما يشمل تساقط الشعر في هذه الحالة فروة الرأس بالكامل، كما أنها لا تكون على هيئة بقع، بل يُلاحَظ بأنّ الشّعر رقيق ومُتناثِر في جميع الأنحاء، وتجدر الإشارة هنا إلى إمكانية عودة نمو الشعر عند استخدام العلاج، وتنظيم مستويات الهرمونات.[٦]

العِلاج:

بشكل عام، فإن تساقط الشعر الناتج عن اضطرابات الغدة الدرقية يُعدُّ مؤقتًا وبالتالي يُمكن شفاؤه، ولكن ذلك يحتاج لمراجعة أخصائي الغدد الصماء لإجراء التحاليل اللازمة، ووضع خطة علاجية مناسبة للحالة، ويُمكن أن يساعد استخدام أدوية الغدة الدرقية على إعادة توازن الهُرمونات وبالتّالي تعويض الشعر المفقود، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت.[٧]


داء غريفز

يُعتبر مرض غريفز (بالإنجليزية: Graves' Disease) من الأمراض المناعية الذاتية التي تصيب الغدة الدرقية، مسببةً بذلك زيادةً في إفراز هرمون الغدة الدرقية، وتُعرف هذه الحالة بفرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، وعند الإصابة بمرض غريفز قد يتساقط الشّعر من كامل فروة الرأس، ولا يكون التّساقُط مُحدّدًا بمناطق معينة.[٨][٩]

العِلاج:

يُساعد العلاج الفعّال لاضطرابات الغدة الدرقية على إعادة نمو الشعر، والذي قد يستغرق شهور عديدة، ويجدر التنويه هنا إلى حدوث اختلاف في ملمس ولون الشعر النامي الجديد.[٩]


الصدفية

يُمكن أن يُصاحب تطوُّر الصدفية (بالإنجليزية: Psoriasis) في فروة الرأس تساقطًا للشعر في بعض الأحيان، وبمجرد اختفاء الصدفية من فروة الرأس، فإن الشعر يعود للنمو من جديد.[١٠]

العِلاج:

قد تستغرق صدفية فروة الرأس وقتًا للعثور على علاج فعّال يعمل بشكل جيد، وذلك لأن كل شخص يستجيب بشكل مختلف للعلاجات، ولكن الجيّد بالأمر أنّ هُناك خيارات علاج عديدة، إذ قد تساعد بعض المنتجات التي لا تستلزم وصفة طبية (OTC) على إدارة الأعراض في حال كانت صدفية فروة الرأس خفيفة، وفي الواقع هُناك مُكوّنان نشِطان يوصى بالبحث عنهما عند شراء مُستحضرات صدفيّة فروة الرأس من الصّيدليّة، وهذا المُكوّنان هُما:[١١]

  • حمض الساليسيليك (بالإنجليزية: Salicylic acid).
  • القطران (بالإنجليزية: Tar)، سواء الفحم أو قطران الخشب.


مرض كرون وداء الأمعاء الالتهابي

من الشائع تساقط الشعر عند الأشخاص المصابين بداء كرون (بالإنجليزية: Crohn's Disease) وداء الأمعاء الالتهابي (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease - IBD)، كما يُعتبر التهاب الأمعاء من الأمراض المنتشرة بشكلٍ كبير، ومع ذلك فإن أسباب تساقط الشعر لدى المرضى تبدو معقدة وغير مفهومة، كما تختلف من شخص لآخر، إضافةً لاختلاف كمية الشعر المفقود أيضًا.[١٢]

العِلاج:

تتوفر العديد من الأدوية لمحاولة علاج تساقط الشعر، ولكنها ليست فعالة لجميع أنواع تساقط الشعر، ولكن بإمكان الشّعر أن ينمو من جديد دون علاج في بعض الحالات.[١٢]


اقرأ أيضاً: ما هي التحاليل الخاصة بتساقط الشعر؟

المراجع

  1. ^ أ ب "Hair loss", mayoclinic, Retrieved 30/7/2021. Edited.
  2. James McIntosh (22/12/2017), "What's to know about alopecia areata?", medicalnewstoday, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  3. "Alopecia Areata", niams.nih, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  4. "Treatments for Alopecia Areata", naaf, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Lupus and hair loss", lupus, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  6. Stefanie Sandler Billette, "Hashimoto's Thyroiditis and Hair Loss: Everything You Need To Know", webmd, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  7. Lisa Marie Basile, "Thyroid Hair Loss Help", endocrineweb, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  8. "Graves' Disease", my.clevelandclinic, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Hair loss and thyroid disorders", btf-thyroid, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  10. "SCALP PSORIASIS: 10 WAYS TO REDUCE HAIR LOSS", aad, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  11. "Scalp Psoriasis", psoriasis, Retrieved 31/7/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Hair loss and inflammatory bowel disease (IBD)", ibdrelief, Retrieved 31/7/2021. Edited.