يُعاني مصابي داء الثعلبة (بالإنجليزية: Alopecia areata) من ظهور بقع صلع على فروة الرأس نتيجةً لتساقط الشعر، وعادةً ما يُلاحظ الشخص المُصاب بهذه الحالة وجود شعر متساقط على الوسادة أو في مجرى الاستحمام، ومع مرور الوقت قد ينمو شعر جديد بدلًا من الشعر المتساقط أو قد لا ينمو أبدًا، ويعتمد ذلك على سبب الإصابة بالثعلبة، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن أسباب الثعلبة، وهل تنتقل من شخص لآخر؟[١]

أسباب الثعلبة

يصعب فهم طبيعة الأسباب التي تكمن وراء الإصابة بداء الثعلبة، ويُعتقد بأن هذه الحالة ناجمة عن مجموعة من العوامل، ومن ضمنها التغيرات التي تحدث في الجينات المسؤولة عن الشعر، والجلد، وجهاز المناعة،[٢] فمن المعروف أنّه في الوضع الطبيعي يُمكن أن يُشكّل دخول جسم غريب للجسم تهديدًا للجهاز المناعي، مما ينتج عنه حدوث استجابة مناعيّة، تتمثّل بإرسال الجسم لمواد التهابية إلى المنطقة المصابة، بينما في داء الثعلبة وبالرغم من عدم وجود أيّ تهديد يتطلّب حدوث مثل هذه الاستجابة، إلا أنَّ الجهاز المناعي يقوم بإنتاج أجسام مضادة (بالإنجليزية: Antibodies) من شأنها مهاجمة بصيلات الشعر مسببةً تساقط الشعر.[٣]


هل للجينات علاقة في الإصابة بالثعلبة؟

قد تسبب الإصابة بداء الثعلبة قلقًا للمصابين بها حول احتمالية توريثها للأبناء، وبشكلٍ عام لا يمكن الجزم أو التنبؤ الدقيق بصحة انتقالها من الآباء للأبناء، ويعتقد العلماء بأنَّ الشخص قد يصاب بداء الثعلبة نتيجة وجود مزيج من العوامل الوراثية والبيئية والتي تحفز ظهور المرض، وليس فقط لأسباب وراثية، إذ يوجد الكثير من مصابي داء الثعلبة لم يظهر المرض على أبناءهم،[٤] وبالرغم من ذلك يلاحظ عادةً بأنَّ نسبة الإصابة بهذا المرض بسبب العوامل الوراثية تزداد لدى الشخص في حال إصابة أحد أقاربه من الدرجة الأولى -كالأبناء أو الأشقاء- بهذه الحالة، وقد لُوحظ بأنّ العديد من المُصابين بالثعلبة يكون لديهم أفراد من العائلة مصابين بأمراض المناعة الذاتية الأخرى.[٢]




وفقًا للأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD) فإنّ ما نسبته 10-20% من المُصابين بالثعلبة يمتلكون فرداً على الأقل من أفراد العائلة مُصابًا بالثعلبة.[٥]




هل نقص فيتامين د يسبب الثعلبة؟

أشارت بعض الدراسات إلى أنَّ الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية؛ كالتصلب المتعدد (Multiple sclerosis)، أو التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، يعانون أيضًا من نقص فيتامين د، لذلك قام مجموعة من العلماء بإجراء دراسة حول علاقة فيتامين د بداء الثعلبة نظرًا لكونه أيضًا أحد أمراض المناعة الذاتية، فأشارت الدراسة بأنَّ بعض الأشخاص المصابين بداء الثعلبة يعانون من نقص في مستويات فيتامين د، بينما البعض الآخر لا يعاني من ذلك، وبسبب عدم وجود دراسات كافية حول ذلك فلا يمكن الجزم بأنَّ نقص فيتامين د يزيد من احتمالية الإصابة بداء الثعلبة.[٥]


عوامل خطر تزيد من فرص الإصابة بالثعلبة

فيما يلي ذكر لأبرز عوامل الخطر الأخرى التي قد تزيد من فرص الإصابة بالثعلبة:

  • التوتر: وبالرغم من أنه قد يزيد من احتمالية الإصابة بالثعلبة لدى البعض؛ إلا أنَّ العديد من المصابين بهذه الحالة لا يعانون من أيّ توتر.[٦]
  • أمراض المناعة الذاتية: تزداد فرص الإصابة بالثعلبة نتيجة الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية، ومن أبرزها:[٧]
  • اضطرابات الغدة الدرقية.[٧]
  • البهاق.[٧]
  • الإكزيما أو ما يسمى بالتهاب الجلد التأتبي.[٧]
  • الذئبة.[٨]
  • التهاب المفاصل الروماتويدي.[٨]
  • التهاب القولون التقرحي.[٨]
  • العمر: على الرغم من أنّ داء الثعلبة قد يصيب أيَّ شخص وفي أيِّ عُمر، ولكن تبيّن أنّ الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يُعانون من الثعلبة يبلغون من العمر أقلّ من 30 عامًا، كما أنّ العديد من المصابين هم أطفال ومراهقين.[٣]
  • اضطراب الهرمونات: وعادةً ما تصاب النساء بداء الثعلبة نتيجةً لحدوث اختلال في توازن مستويات الهرمونات، مثل: هرمون التستوستيرون وهرمون الإستروجين.[١]
  • استخدام أنواع مُعينة من الأدوية: فقد يزداد خطر الإصابة بالثعلبة كأحد الآثار الجانبية لاستخدام بعض الأدوية خاصة إذا تم استخدامها بطريقة لا تتوافق مع الموصى بها من قبل الطبيب، ويُعتقد أن دواء النيفولوماب (بالإنجليزية: Nivolumab) المُستخدم لعلاج سرطان الرئة وسرطان الجلد المنتشر قد يزيد من احتمالية الإصابة بالثعلبة، ومع ذلك لا توجد أدلّة علميّة تؤكد ذلك إلى الآن.[٥]
  • العِرق: يُعتقد بأنّ الأشخاص ذوي البشرة السمراء هم أكثر عرضة للإصابة بداء الثعلبة، ومع ذلك لا يوجد أدلّة علميّة كافية تثبت صحة هذا التحليل.[٣]


هل الثعلبة معدية؟

الجواب لا، لا تعد الثعلبة من الأمراض الجلدية المعدية، إذ أنإه كما ذكرنا سابقاً فإنّها تظهر في العادة نتيجة وجود محفزات تزيد من فرصة الإصابة بها؛ كالتاريخ العائلي، وبعض العوامل البيئية.[٦]


ولمعرفة المزيد حول أعراض الثعلبة، وكيفية علاجها، اضغط هُنا.


المراجع

  1. ^ أ ب "4 Causes of Alopecia That You Probably Didn’t Know", webmd, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Alopecia areata", medlineplus, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What Is Alopecia Areata?", verywellhealth, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  4. "What you need to know about alopecia areata", naaf, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "HAIR LOSS TYPES: ALOPECIA AREATA CAUSES", aad, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Alopecia", osmosis, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "Understanding Alopecia Areata", saintlukeskc, Retrieved 16/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Alopecia Areata", medicinenet, Retrieved 16/6/2021. Edited.