الثعلبة هي أحد أمراض المناعة الذّاتية التي يُهاجِم فيها الجهاز المناعي بصيلات الشّعر في الجسم، مما يؤدي إلى تساقط الشعر،[١] وسنلقي في هذه المقالة نظرة عامة على أعراض وأسباب داء الثعلبة، بالإضافة إلى طرق التشخيص والعلاج.[٢][١]

الثعلبة

تعدُّ الثعلبة من الأمراض الجلدية المُكتسبة والتي تؤثر على جميع مناطق الجلد التي ينمو فيها الشّعر، وتتمثّل بتساقط الشعر على شكل بقعٍ دائرية صغيرة الحجم، وقد يُصاب بها الأشخاص من جميع الأعمار، ومن كلا الجنسين، وغالبًا ما تظهر لأول مرة أثناء مرحلة الطفولة، وقد تختلف من شخصٍ لآخر،[٣][٤] ووفقًا لما أشارت إليه إحدى الدراسات التي نُشرت عام 2019 في المجلة الأكاديمية الأمريكية لطب الجلد (AAD)، فإن نسبة الإصابة بمرض الثعلبة تُقدّر بحوالي 2% في العالم.[٥]


أنواع الثعلبة

هنالك ثلاثة أنواع شائعة من الثعلبة؛ وهي كالتالي:[٤]

  • داء الثعلبة البقعي: (بالإنجليزية: Alopecia areata)؛ يعدُّ الشّكل الأكثر شيوعًا من الثّعلبة، ويتميز بوجود بقعةٍ خالية من الشعر أو أكثر على فروة الرأس أو مناطق أخرى من الجسم، وتكون البقع بحجم العملة المعدنية تقريبًا.
  • الثعلبة الكلية: (بالإنجليزية: Alopecia totalis)؛ إنَّ ما يميز هذا النوع من الثعلبة هو الفقدان الكامل لشعر فروة الرأس.
  • الثعلبة الشاملة: (بالإنجليزية: Alopecia universalis)؛ يحدث تساقط الشعر في جميع المناطق التي ينمو فيها الشعر، بما في ذلك، فروة الرأس، والوجه، والجسم.


أعراض الثعلبة

يعدُّ تساقط الشعر بشكلٍ مفاجئ هو العلامة الوحيدة المميّزة للثعلبة، كما يمكن أن يزداد حجم بقع تساقط الشعر بشكلٍ أكبر وقد تتداخل فيما بينها، أمّا بالنّسبة للعلامات الأخرى التي قد تشير إلى احتمالية الإصابة بالثعلبة، فإنها قد تشمل ما يلي:[٦][٧]

  • بقاء الشعر الرمادي أو الأبيض في منطقة تساقط الشعر.
  • بدء الشعر بالنمو من تلقاء نفسه في مكان تساقطه.
  • نموّ الشعر في البقع الصّلعاء، وبدء تساقطه في مناطق أخرى.
  • تساقط الشعر خلال أكثر شهور العام برودة.
  • تكوُّن بقع صلعاء ناعمة الملمس، وعدم وجود أيّ طفح جلدي أو احمرار، مع احتمالية الشّعور بالحكّة والوخز، أو الحرقة في الجلد قبل تساقط الشعر مباشرة.


ولمعرفة الفرق ما بين سعفة الرأس والثعلبة، اضغط هُنا.


أسباب الثعلبة

تظهر أعراض مرض الثعلبة عند مهاجمة خلايا الدم البيضاء خلايا بصيلات الشعر، مما يسبب انكماشها وتباطؤ نمو الشعر بشكلٍ ملحوظ، ولا يزال السبب الذي يجعل جهاز المناعة في الجسم يستهدف بصيلات الشعر بهذه الطّريقة غير معروف حتى الآن؛ لكن يعتقد العلماء بأن التركيب الجيني للشخص يمكن أن يسبب استجابة المناعة الذّاتية لمرض الثعلبة.[٢]


عوامل خطر الإصابة بالثعلبة

هنالك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالثعلبة، ومنها ما يلي:[٧]

  • التاريخ العائلي؛ إذ تزداد احتمالية الإصابة في حال كان أحد أفراد الأسرة مصابًا بها.
  • متلازمة داون.
  • فقر الدم.
  • الحساسية الموسمية.
  • اضطرابات الغدة الدرقية.
  • البهاق.
  • أمراض الجهاز المناعي الأخرى؛ بما في ذلك، مرض السكري من النوع الأول، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو الذئبة، أو مرض أديسون، أو الإكزيما.[٨]
  • العدوى الفيروسية.[١]


تشخيص الثعلبة

يتمُّ تشخيص داء الثعلبة في العادة بسهولة من قِبل الأطباء وذلك من خلال تقييم الأعراض، ومراقبة درجة تساقط الشعر، وفحص الشعر من المناطق المصابة تحت المجهر، وفي حال لم يتمكّن الطبيب من التشخيص بالاعتماد على الأعراض، يتمّ في حالات خاصة أخذ خزعة من فروة الرأس لتأكيد التشخيص، وقد تتطلب بعض الحالات أيضًا إجراء تحليل الدم لاستبعاد أمراض المناعة الذاتية.[٢][٣]


علاج الثعلبة

يعدُّ العلاج التام لداء الثعلبة أمرًا غير مُحتمل الحدوث، لكن هنالك العديد من العلاجات التي تساهم في السيطرة على الأعراض،[٧] وتعزز نمو الشعر مرة أخرى، ومن هذه العلاجات ما يلي:[٢][١]

  • الكورتيزون: (بالإنجليزية: Corticosteroids)؛ تعدُّ من العلاجات الأكثر شيوعًا لعلاج داء الثعلبة، وهي عبارة عن أدوية مضادة للالتهابات التي ترافق الثعلبة، وتختلف الأشكال المتوافرة منها، حيث يمكن استخدامها على شكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم، أو مستحضرات تستخدم موضعيًّا مثل المراهم، أو حقن موضعية في المنطقة المُصابة.
  • المينوكسيديل: (بالإنجليزية: Minoxidil)؛ وهو عبارة عن تركيبة دوائية تستخدم في علاج الصلع العام، ويعدُّ من الأدوية التي تساهم في نموّ الشعر، ويستغرق العلاج في العادة حوالي 12 أسبوعًا قبل أن يبدأ الشعر في النموّ.
  • العلاج الكيميائي الضوئي: (بالإنجليزية: Photochemotherapy)؛ أشارت العديد من الدراسات إلى أن استخدام العلاج الكيميائي الضوئي من البدائل الجيدة لعلاج داء الثعلبة، خاصّة للمرضى غير القادرين أو غير الراغبين في استخدام العلاجات الأخرى.
  • العلاج المناعي الموضعي: (بالإنجليزية: Topical immunotherapy)؛ يعدُّ من العلاجات المخصصة للأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر بشكلٍ كبير، أو الذي يحدث أكثر من مرة، ويتمُّ تطبيق هذه المادة على فروة الرأس ليتفاعل معها الجلد كتفاعل الحساسية، ونتيجةً لذلك ينمو الشعر مرة أخرى.



ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من الأدوية المستخدمة لاضطرابات المناعة الذاتية التي يمكن استخدامها لعلاج داء الثعلبة، لكنها تتفاوت في قدرتها على تعزيز إعادة نموّ الشعر مرة أخرى.





نصائح علاجية في التعامل مع الثعلبة

إلى جانب العلاجات المذكورة سابقًا، هنالك العديد من النصائح التجميلية والوقائية للأشخاص المصابين بالثعلبة، ونذكر منها ما يلي:[١]

  • تغطية الرأس باستخدام الشعر المستعار، أو القبعات؛ لحمايته من العوامل الجوية.
  • ارتداء النظارات الشمسية لحماية العينين من العوامل البيئية الخارجية ومن الشمس؛ خاصّة إن كانت الثعلبة تسبب تساقطًا للرموش.
  • اتبّاع الأنظمة الغذائية الصحية؛ وذلك لأن نموّ الشعر يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على المعادن والفيتامينات.
  • الحدّ من التوتر؛ فعلى الرّغم من عدم ثبوت الصلة بين التوتر والثعلبة بشكل قطعي؛ إلا أن العديد من المصابين بالمراحل الأولية من الثعلبة سبق وعانوا من توترات وضغوطات الحياة، مثل الوفاة، أو حوادث السير، أو غيرها.
  • استخدام المكياج لتخفيف مظاهر تساقط الشعر أو إخفائها.


أسئلة شائعة حول الثعلبة

هل يمكن الوقاية من الإصابة بداء الثعلبة؟

في الحقيقة لا يمكن ذلك، وذلك لأن سبب الإصابة بداء الثعلبة لا يزال غير معروفٍ حتى الآن، فهو يختلف من شخصٍ إلى آخر.[٨]


هل الثعلبة معدية؟

يعدُّ داء الثعلبة غير معدٍ، فلا يمكن أن ينتقل من شخصٍ إلى آخر.[٣]


هل يعود الشعر كاملاً بعد الإصابة بالثعلبة؟

يسبب داء الثعلبة تساقط الشعر بشكلٍ غير متوقع؛ كما قد ينمو الشعر في كثيرٍ من الأحيان دون علاج، خاصّة إن كان هناك عدد قليل من البقع الخالية من الشعر، ومما ينبغي توضيحه إلى أن الشعر قد يتساقط أو لا يتساقط بعد نموّه مرة أخرى.[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Alopecia Areata", my.clevelandclinic, 3/4/2018, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث "What's to know about alopecia areata?", medicalnewstoday, 22/12/2017, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Alopecia Areata", medicinenet, 16/12/2019, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "What you need to know about alopecia areata", naaf, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  5. "Epidemiology of alopecia areata, ophiasis, totalis, and universalis: A systematic review and meta-analysis", Journal of the American Academy of Dermatology, 3/2020, Page 675-682. Edited.
  6. "HAIR LOSS TYPES: ALOPECIA AREATA SIGNS AND SYMPTOMS", aad, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Alopecia Areata", webmd, 10/9/2020, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Alopecia Areata (AA)", familydoctor, 11/7/2018, Retrieved 19/6/2021. Edited.
  9. "HAIR LOSS TYPES: ALOPECIA AREATA OVERVIEW", aad, Retrieved 19/6/2021. Edited.