الحروق هي عبارة عن تلف في الأنسجة، ويحدث عادة بعد ملامسة أو التعرض لجسم أو سوائل ساخنة، أو نتيجة عوامل أخرى، وتصنف الحروق إلى 4 درجات؛ وهي: حروق الدرجة الأولى، والثانية، والثالثة، والرابعة، وسنتحدث في هذا المقال حول حروق الدرجة الثانية.[١]


ما هي حروق الدرجة الثانية؟

حروق الدرجة الثانية المعروفة أيضًا باسم حروق السماكة الجزئية، وهي الحروق التي تؤثر في البشرة وجزء من طبقة الأدمة (بالإنجليزية: Dermis)،[٢] وتتراوح شدة حروق الدرجة الثانية من طفيفة نسبيًا، كما هو الحال عند ملامسة الموقد أو الحديد الساخن، إلى حروق خطيرة؛ خاصةً إذا كانت تغطي مساحات واسعة من الجسم أو عندما لا يتلقى المصاب العلاج المناسب.[٣]


أسباب حروق الدرجة الثانية

قد تحدث الإصابة بحروق الدرجة الثانية نتيجة لأسباب عدة، منها ما يأتي:[٣]

  • التعرض للنار.
  • ملامسة الأفران أو المواقد.
  • التعرض لمواد كيميائية معينة، مثل: مواد التبييض، ومنتجات التنظيف الأخرى.
  • حروق الشمس الشديدة، كما هو الحال عندما يجلس شخص ذو بشرة فاتحة جدًا في الشمس لفترة طويلة.
  • ملامسة الماء المغلي.
  • إصابات غير مقصودة، مثل: ملامسة موقد ساخن.


ما هي أعراض حروق الدرجة الثانية؟

قد يعاني كل شخص من أعراض مختلفة، ونذكر فيما يلي العلامات والأعراض الأكثر شيوعًا لحروق الدرجة الثانية:[٢]

  • البثور.
  • الاحمرار الشديد.
  • ظهور المنطقة المحروقة رطبة ولامعة.
  • الشعور بالألم عند لمس المنطقة المحروقة.
  • ظهور منطقة الحرق باللون الأبيض أو قد يتغير لونها بشكلٍ غير منتظم.


متى تستدعي الحالة زيارة الطبيب؟

ينبغي الحصول على استشارة طبية لحروق الدرجة الثانية في الحالات التالية:[٤]

  • ظهور تقرحات مكان الحرق.
  • الألم الشديد.
  • الإصابة بالحمى أو علامات أخرى للعدوى.
  • عدم تحسّن الحرق في غضون أسبوعين.
  • تسرب السائل من المنطقة التي تعرضت للحرق.
  • زيادة الانتفاخ أو الاحمرار.
  • بلوغ عرض الحرق أكثر من 5 إلى 7 سنتمترات.
  • تأثير الحرق في اليدين، أو القدمين، أو الوجه، أو الأعضاء التناسلية، أو الأرداف، أو حول مفصل رئيسي من مفاصل الجسم.


ولمعرفة الفرق ما بين درجات الحروق المُختلفة، اضغط هُنا.


التشخيص

يمكن للطبيب تشخيص شدة وخطورة الحروق من خلال فحص منطقة الحرق، كما سيقوم بطرح بعض الأسئلة حول سبب الحروق، وما إذا كان يعاني المصاب من أي حالات طبية أخرى، وفي بعض الحالات، سيقدر الطبيب أيضًا نسبة الجسم التي تغطيها الحروق، حيث يمكن أن يساعد ذلك على تقييم خطر حدوث العدوى ومضاعفات أخرى.[٣]


العلاج

يمكن علاج معظم الحروق الطفيفة في المنزل، حيث عادة ما تلتئم في غضون أسبوعين، أما الحروق الشديدة، فقد تتطلب العلاج بالمستشفى، ويهدف هذا العلاج إلى السيطرة على الألم، وإزالة الأنسجة الميتة، ومنع حدوث العدوى، وتقليل مخاطر ظهور الندب واستعادة الحركة الوظيفية لمكان الحرق، ويمكن شرح تفاصيل العلاج على النحو التالي:[٥]


العلاج المنزلي

تتعافى العديد من حالات حروق الدرجة الثانية باستخدام العلاج المنزلي والتي تتضمن الخطوات التالية:[٦]


غسل مكان الحرق

حيث يُنصح بغسل المنطقة الجلدية التي تعرضت للحرق باستخدام الماء البارد حتى يتوقف الألم، وعادةً ما يتلاشى الألم في غضون 15 إلى 30 دقيقة من غسل موضع الحرق، حيث يعمل الماء البارد على خفض درجة حرارة الجلد ومنع الحرق من أن يصبح أكثر خطورة.[٦]



لا تستخدم الثلج أو الماء المثلج لتبريد الجلد الذي تعرض للحرق، وذلك لأن درجات الحرارة المنخفضة جدًا قد تتسبب في المزيد من الضرر للأنسجة.[٤]




تنظيف مكان الحرق

وينصح باتباع ما يلي:[٧]

  • غسل اليدين قبل تنظيف الحرق، وعدم لمس موضع الحرق باليدين أو باستخدام أي شيء متسخ نظراً لأن البثور المفتوحة يمكن أن تصاب بالعدوى بسهولة.
  • تجنب الخدش أو العبث بالبثور.
  • غسل منطقة الحرق بلطف باستخدام الماء النظيف، مما يساعد على إزالة بعض الجلد المحروق، ثم تجفيف المنطقة بقطعة قماش نظيفة أو شاش.



تجنب وضع أي نوع من البخاخات أو الزبدة على موضع الحرق، لأن هذا يعمل على حبس الحرارة داخل مكان الحرق.[٧]




تضميد الحرق

لا تحتاج جميع حالات حروق الدرجة الثانية إلى تضميد، ويمكن شرح ذلك فيما يلي:[٨]

  • إذا كان الجلد المحترق أو البثور قد انفتحت، فسيكون هناك حاجة إلى تضميد الجرح، وذلك بهدف المساعدة على منع حدوث العدوى، وينصح بوضع ضمادة نظيفة كلما تبللت أو اتسخت الضمادة السابقة، وفي حال كانت الضمادة ملتصقة في مكان الحرق، فيُنصح بنقعها بماء دافئ لتسهيل إزالتها.
  • إذا لم يتسبب الحرق بفتح الجلد أو البثور، فقد لا تكون هناك حاجة إلى تضميد مكان الحرق، ولكن إذا كان من المحتمل أن يتسخ الجلد المحروق، أو أن تنفتح البثور، أو أن يتم خدشها بسبب الملابس، فيجب وضع ضمادة على مكان الحرق.



يُنصح بإبقاء مكان الحرق إذا كان في الأيدي أو الأرجل مرفوعًا قدر الإمكان خلال أول 24 إلى 48 ساعة من الحرق، وذلك لتقليل الانتفاخ، وينصح بتحريك الأيدي أو الأرجل بشكل طبيعي لتجنب حدوث الالتئام المشدود، مما قد يحد من الحركة.[٨]




العلاج في المستشفى

يعتمد العلاج الطبي على شدة الحرق وموقعه، حيث إنه إذا كان الحرق شديدًا أو يغطي جزءًا كبيرًا من الجسم، فقد يحتاج المصاب إلى البقاء في المستشفى تحت المراقبة، وقد يتلقى في المستشفى أي من العلاجات التالية:[٣]

  • إعطاء السوائل الوريدية: قد يحتاج المصاب لأخذ سوائل عن طريق الوريد لمنع الجفاف وفشل الأعضاء.[٩]
  • أدوية لتخفيف الألم: يمكن أن يكون التئام الحروق مؤلمًا للغاية، وفي هذه الحالة قد يحتاج المصاب إلى أدوية مسكنة، خاصة عند تغيير الضمادات.[٩]
  • كريمات ومراهم الحروق: والتي تساعد على منع حدوث العدوى وتلعب دوراً في تهيئة الجرح للتعافي.[٩]
  • الضمادات: قد يستخدم فريق الرعاية الصحية أيضًا ضمادات جروح متخصصة ومختلفة لتهيئة الجرح للتعافي.[٩]
  • المضادات الحيوية: قد يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية الوريدية في حال الإصابة بالعدوى.[٩]
  • مطعوم الكزاز: (بالإنجليزية: Tetanus vaccine)، حيث يوصى بهذا النوع من التطعيم بعد إصابات الحروق.[٩]
  • العلاج الطبيعي والوظيفي: قد يحتاج المصاب إلى تمارين علاج طبيعي إذا كانت المنطقة التي تعرضت للحرق كبيرة، خاصًّة إذا كانت تغطي أي من مفاصل الجسم.[٩]
  • ترقيع الجلد: (بالإنجليزية: Skin graft)، قد تحتاج حروق الدرجة الثانية الشديدة جدًا إلى ترقيع الجلد، حيث يقوم الطبيب بأخذ الجلد من منطقة أخرى في الجسم وزراعتها في منطقة الحرق، وذلك لاستبدال الجلد التالف.[٣]


المراجع

  1. "Burns", webmd, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Second-Degree Burns (Partial Thickness Burns)", chop, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "Second-degree burn: Everything you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "10 Types of Second-Degree Burns", verywellhealth, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  5. "Burns", mayoclinic, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Home Treatment for Second-Degree Burns", uofmhealth, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Home Treatment for Second-Degree Burns", healthlinkbc, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Home Treatment for Second-Degree Burns", kaiserpermanente, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Burns diagnosis and treatment", mayoclinic, Retrieved 9/5/2021. Edited.