يُعرّف البهاق (بالإنجليزية: Vitiligo) بأنه مرض جِلدي يتسبب بفقدان الجلد للونه الطبيعي، إذ تظهر بُقع ذات لون فاتح على الجِلد، ومع مرور الوقت تزداد عدد البقع التي فقدت لونها، ويُمكن أن يُؤثّر البهاق في أي منطقة في الجسم، ولكن هل لهذا المرض عِلاج؟[١]

علاج مرض البهاق

يهدف علاج مرض البهاق إلى 3 أمور رئيسية، وهي التقليل من انتشار المرض أو إيقافه، ومساعدة الخلايا المسؤولة عن إعطاء الجلد لونه على النّمو من جديد، بالإضافة إلى إعادة اللون الطبيعي لبقع الجلد البيضاء، ومن الجدير بالذكر أن العلاجات المستخدمة لمرض البهاق لا تناسب جميع المصابين، كما أن البعض قد يحتاج لأكثر من نوع من العلاجات للحصول على نتائج أفضل في العلاج، وتشمل العلاجات المستخدمة لمرض البهاق ما يأتي:[٢]

  • الأدوية أو كريمات الجلد الموضعية، والتي تُساعد على إعادة اللون الطبيعي إلى بقع الجلد البيضاء.
  • العلاج بالضوء (بالإنجليزية: Light Therapy)، والذي يُساعد على إعادة اللون الطبيعي إلى الجلد.
  • إزالة لون جلد المناطق الداكنة، لتُصبح مطابقة للون البقع البيضاء، وعادةً يُجرى هذا النوع من العلاجات عندما يكون البهاق منتشرًا في أكثر من نصف الجسم.
  • الجراحة، ويلجأ الطبيب إليها في حال عدم نجاح العلاجات الأخرى.

اقرأ أيضاً: شامبو نيزورال للبهاق


العلاجات غير الدوائية

وهي من العلاجات الآمنة، والتي تستخدم مستحضرات التجميل التي تعمل على تغطية البقع البيضاء من الجلد، كالمكياج أو منتجات التسمير الذاتي، أو صبغات الجلد، إذ يُساعد هذا النوع من العلاجات على جعل البهاق أقل وضوحًا، وغالبًا يُنصح باستخدامه للأطفال، وذلك من أجل تجنّب أي آثار محتملة من استخدام الأدوية، إلّا أن هذا العلاج له بعض السيئات، إذ يحتاج لوضعه أكثر من مرة في اليوم كي يبقى لأطول فترة ممكنة، كما أنه يحتاج إلى التدريب لاستخدامه للحصول على مظهر طبيعي للجلد.[٣]


الحماية من أشعة الشمس

عند تتعرض البشرة الطبيعية لأشعة الشمس، فإنها تنتج صبغة الميلانين (بالإنجليزية: Melanin) لحماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية، ولكن المصابين بمرض البهاق، فإن الجلد لديهم لا يحتوي على كميات كافية من الميلانين لحماية البشرة، الأمر الذي قد يُسبب الإصابة بحروق الشمس، لذا لا بد من حماية البشرة من أشعة الشمس لمنع حدوث حروق الشمس، أو الأضرار الأخرى على المدى البعيد، وذلك من خِلال استخدام واقيات الشمس بعامل حماية من الشمس 30 أو أكثر.[٤]


العلاجات الدوائية

يُذكر من العلاجات الدوائية المستخدمة لعلاج البهاق ما يأتي:

  • الكورتيزون الموضعي: نشرت العديد من الدراسات التي أوضحت أن استخدام الكريمات التي تحتوي في تركيبتها على الكورتيزون على البقع البيضاء الناتجة عن البهاق، قد تُساعد على منع انتشاره، كما وأوضحت دراسات أخرى، أن الكورتيزون الموضعي قد يُساعد على استعادة اللون الطبيعي والاصلي للبشرة، مع ضرورة الانتباه إلى تجنّب استخدامه على المناطق البيضاء في الوجه، وبعد استخدام هذه الكريمات يتم تقييم الحالة كالآتي:[٥]
  • في حال تحسن البقع البيضاء بعد شهر من الاستخدام، يجب التوقف المؤقت عن استخدام كريمات الكورتيزون لمدة أسبوعين، ومن ثم يُمكن إعادة البدء باستخدامه من جديد.
  • في حال عدم حدوث أي تحسن بعد شهر من استخدام كريمات الكورتيزون، أو في حال حدوث أي آثار جانبية، يجب التوقف عن استخدام العلاج على الفور.
  • فيتامين د: (بالإنجليزية: Vitamin D)، يُمكن استخدام فيتامين د لمصابي البهاق، بأشكاله الآتية:
  • الأقراص الفموية: قد يصعب الحصول على كميات كافية من فيتامين د من أشعة الشمس والطعام، لذا يُمكن لمصابي البهاق تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د بجرعة يومية 10 ميكروغرام.[٤]
  • الكريمات الموضعية: كالسيبوتريين (Calcipotriene)، هو نوع من الكريمات الموضعية التي تحتوي في تركيبتها على فيتامين د، ويُستخدم عادةً إلى جانب العلاج بالضوء، أو الكورتيزون الموضعي، ومن أهم الآثار الجانبية لاستخدامه، ظهور الطفح الجلدي، وجفاف الجلد، والحكة.[٥]
  • الأدوية التي تؤثر في الجهاز المناعي: وهي كريمات موضعية تحتوي في تركيبتها على مركبات تُثبّط إنتاج الكالسينيورين (بالإنجليزية: Calcineurin)، والتي بدورها تُقلل من الالتهاب، وعادةً توصف هذه الأدوية للبقع الصغيرة من البهاق الموجودة على الوجه والرقبة، ولكن نتيجة لارتباط استخدامها بالإصابة بسرطان الجلد والغدد الليمفاوية، أصبح استخدامها قليل جدًا.[٦]


الإجراءات الطبية

يُذكر من الإجراءات الطبية المستخدمة لعلاج البهاق ما يأتي:

  • العلاج بالضوء: تتواجد العديد من التقنيات المستخدمة بالعلاج بالضوء، ومنها:
  • العلاج بالأشعة فوق البنفسجية النوع B: (بالإنجليزية: UVB)، وعادةً يُستخدم للأشخاص الذين لديهم بقع صغيرة وغير منتشرة في الجسم، ويتطلب هذا العلاج من جلستين إلى 3 جلسات أسبوعيًا لعد أشهر.[٧]
  • العلاج بالأشعة فوق البنفسجية النوع A: (بالإنجليزية: UVA)، وعادةً يُستخدم مع دواء السورالين (بالإنجليزية: Psoralen)، لعلاج مناطق كبيرة من الجلد المصاب بالبهاق، وعادةً يُستخدم لمناطق الرأس، والرقبة، والجذع، والذراعين، والساقين، فالأشعة فوق البنفسجة تبطّئ من انتشار البهاق، أو تعمل على إيقافه، كما يتطلّب هذا النوع من العلاج الحصول عليه عدّة مرات أسبوعيًا.[٦][٧]
  • إزالة التصبغ: (بالإنجليزية: Depigmentation)، يلجأ الأطباء لهذا النوع من العلاج في حال عدم نجاح العلاجات الأخرى، أو إذا كان البهاق يُغطي أكثر من 50% من مناطق الجسم، وفيه تُستخدم كريمات توضع على مناطق الجلد المراد إزالة الصبغة منها مرة أو مرتين يوميًا لمدة 9 أشهر، لتُصبح البشرة بلون أفتح لتتطابق مع لون بقية البشرة المصابة بالبهاق.[٦][٤]


العمليات الجراحية

يُمكن لإجراء بعض العمليات الجراحية أن يُساعد على علاج البهاق، ويُذكر منها ما يأتي:

  • ترقيع الجلد: (بالإنجليزية: Skin Grafts)، وهو أخذ رقع من الجلد من المصاب لنفسها، لاستخدامها لتغطية مناطق أخرى مصابة بالبهاق، وعادة يُستخدم في الحالات التي تكون فيها بقع البهاق صغيرة، وقد ينتج عنها مجموعة من الأعراض الجانبية، كظهور الندب، أو الإصابة بالعدوى، أو فشل الجسم في إعادة التصبغ.[٧][٦]
  • تطعيم البثور: (بالإنجليزية: Blister Grafting)، خلال هذا الإجراء يقوم الطبيب بتكوين بثور على الجلد طبيعي اللون من خلال الشفط، ثم يُزرع الجزء العلوي من البثور في مناطق الجلد المصاب بالبهاق، وقد يحتمل هذا الإجراء حدوث بعض المضاعفات، كظهور الندب، وتكوين مظهر الحصى المرصوف، بالإضافة لاحتمالية فشل المنطقة في استعادة لونها، كما قد يُحفز تلف الجلد الناتج عن الشفط، ظهور بقع جديدة من البهاق.[٨]
  • زرع المعلق الخلوي: (بالإنجليزية: Cellular Suspension Transplant)، ومن خلال هذا الإجراء يأخذ الطبيب بعض الأنسجة من الجلد الطبيعي، ويضعها في محلول، ثم يزرعها في مناطق الجلد المصابة، وتظهر نتائج هذه العملية بعد 4 أسابيع تقريبًا، ومن المخاطر المحتملة لها، ظهور الندب، والتهاب وتشوه في لون الجلد.[٨]

المراجع

  1. "Vitiligo", mayoclinic, 10/4/2020, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  2. "Vitiligo", niams.nih, 5/2019, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  3. "VITILIGO: DIAGNOSIS AND TREATMENT", aad, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Treatment -Vitiligo", nhs, 5/11/2019, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب Yvette Brazier (26/9/2017), "Understanding the symptoms of vitiligo", medicalnewstoday.com, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث Melissa Conrad Stoppler (17/8/2020), "Vitiligo and Loss of Skin Color", webmd, Retrieved 14/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Vitiligo", my.clevelandclinic, 13/1/2020, Retrieved 15/8/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "Vitiligo", mayoclinic, 10/4/2020, Retrieved 15/8/2021. Edited.