الإصابة بالهربس أثناء الحمل

تُعد الإصابة بالهربس (بالإنجليزية: Herpes) أثناء الحمل مصدرًا للقلق لدى العديد من النساء، إذ إن واحدة بين كل 5 نساء تُصاب بالهربس، وتزيد نسبة الإصابة بالهربس عند النساء اللواتي لديهن تاريخ مرضي مع الهربس،[١] وتحدث الإصابة بالهربس نتيجة للإصابة بفيروس الهربس البسيط (بالإنجليزية: Herpes Simplex Virus)، الذي يُسبب ظهور التقرحات والبثور حول الفم أو الأعضاء التناسلية، ويمكن تناول بعض العلاجات التي تساعد على التحكم بالأعراض والتقليل منها.[٢]

أعراض الإصابة بالهربس أثناء الحمل

يمكن للعديد من المصابين بفيروس الهربس ألا تظهر عليهم أي من أعراض المرض طوال فترة الإصابة، ولكن عند المصابين الذين تظهر عليهم الأعراض غالبًا ما تبدأ في الظهور بعد 2 - 10 أيام من التعرض للفيروس، إذ تكون الأعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا، ومن أهم أعراض الإصابة بفيروس الهربس ما يأتي:[٣]

  • القشعريرة، والشعور بالتعب والإرهاق لمدة يومين أو أكثر، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والغثيان.
  • ألم وحكة في الأعضاء التناسلية، وألم عند التبول، وخروج إفرازات من المهبل والإحليل.
  • ظهور بثور أو تقرحات صغيرة ومؤلمة ومليئة بالسوائل، وغالبًا ما تظهر على الأعضاء التناسلية، والأرداف، لتبدأ فيما بعد بالانتفاخ والتقشر.


هل ينتقل الهربس من الحامل للجنين؟

في واقع الأمر يقل خطر انتقال العدوى بالهربس إذا كانت المرأة في الأشهر الأولى من الحمل،[٤] كما أن النساء اللاتي تعرضن للإصابة بالهربس التناسلي قبل الحمل تقل فرصة نقل العدوى بالفيروس للجنين مقارنة بغيرهن من النساء، وذلك لأن جهاز المناعة يقوم بإنتاج أجسام مضادة مؤقتة لهذا الفيروس، وتنتقل هذه الأجسام المضادة في العادة عبر المشيمة إلى الطفل، ومن الجدير بالذكر أنه حتى عند وجود عدوى نشطة في قناة الولادة بفيروس الهربس خلال وقت الولادة، فإن الأجسام المضادة للهربس تُساعد على حماية الطفل، بالإضافة لذلك يتوجب على الحامل التي تعاني من الهربس التناسلي إخبار الطبيب ليقوم باتباع مجموعة من الإجراءات الضرورية لحماية الطفل من انتقال الفيروس إليه وإصابته بالعدوى.[٥]


هل يوجد خطر على الجنين في حالة انتقال الهربس إليه؟

يسبب انتقال فيروس الهربس إلى الأطفال حديثي الولادة آثارًا مدمرة في بعض الحالات، إذ تعتمد هذه الآثار على مدى انتشار الفيروس، فمن الممكن أن تشمل الأعراض وجود طفح جلدي فقط، أو يُمكن أن تؤثر على العينين والفم، وتُسبب بعض المشاكل في الدماغ، ويمكن أن تنتشر العدوى إلى جميع أنحاء الجسم لتُسبب مجموعة أكبر من الأعراض، وفي بعض الحالات الأقل شيوعًا، فإن الفيروس ينتقل إلى الجنين في الرحم عبر المشيمة، الأمر الذي يُسبب مجموعة من الأضرار، كحدوث التهابات في الدماغ، أو الكبد، أو العينين، أو الرئتين، أو أي من الأعضاء الحيوية الأخرى، كما أن هناك احتمالاً ضئيلاً لفرصة حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة عند الحوامل المصابات بعدوى الهربس، ولكن الدراسات والأبحاث الموجودة حاليًا غير كافية لتأكيد أو نفي هذه الاحتمالات،[٦] ولكن يجب التنويه إلى أنه يُمكن علاج الجنين المصاب بعدوى الهربس، كما أن معظم الأطفال يتعافون بعد الإصابة من خلال استخدام الأدوية المناسبة المضادة للفيروسات.[٧]


ما هي الطرق التي تُساعد على تجنب الإصابة بالهربس أثناء الحمل؟

يفضل دائمًا على النساء الحوامل توخي الحذر بشأن ممارسة الجماع في الثلث الثالث والأخير من الحمل، فإذا لم تكن الحامل متأكدة من خلو زوجها من الهربس يجب عليها تتجنب الجماع معه، كما أنه عند إصابة الزوج بأي من التقرحات الفموية التي يمكن أن تكون ناتجة عن الإصابة بالهربس الفموي، يجب تجنب ملامسته أثناء هذه الفترة لتجنب نقل العدوى، ومن الجدير بالذكر أنه عند إصابة الزوج بالهربس، من الأفضل فحص الحامل للكشف عن وجود الهربس لديها.[٨]


كيف يمكن علاج الهربس خلال الحمل؟

في حقيقة الأمر لا توجد أي دلائل تُشير إلى أن الحمل قد يُسبب تكرار العدوى بالهربس وعودة الأعراض من جديد، إلّا أن الجمعية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد، نشرت أن ما يُقارب 75% من النساء الحوامل التي سبقت إصابتهن بالهربس، يُمكن أن تتجدد الإصابة لديهن بالهربس خلال فترة الحمل، وظهور الأعراض مرة أخرى،[٩] وفيما يأتي بيان لبعض الإرشادات التي يجب على الحامل اتباعها لتجنب العدوى، والعلاجات المستخدمة للعلاج من الإصابة أو للوقاية منها:

  • استشارة الطبيب حول استخدام الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج الهربس في حالات تكرار العدوى وأمان استخدامها أثناء الحمل.[٨]
  • النساء الحوامل اللواتي لديهن تاريخ مرضي من الهربس التناسلي، يوصي الطبيب في الشهر الأخير الذي يسبق موعد الولادة المقرر، بتناول جرعات يومية من الأدوية المضادة للفيروسات،[٨] كدواء الأسيكلوفير (بالإنجليزية: Acylovir)، للتقليل من خطر انتشار الفيروس أو الإصابة بالعدوى قبل موعد الولادة.[٩]
  • يجب على الحامل مراقبة أي علامات أو أعراض تظهر عليها تُشير للإصابة بالهربس، كالشعور بوخز، أو حكة، أو حرق في مكان ظهور القرحة.[٩]
  • يُمكن علاج القروح الفموية الناتجة عن الهربس الفموي، وعلاج الهربس التناسلي للحامل، عن طريق استخدام مجموعة من الأدوية المضادة للفيروسات والتي تُعد آمنة على كل من الحوامل والمرضعات، ومنها ما يلي:[١٠]
  • كريم أسيكلوفير، والذي يُصرف دون وصفة طبية.
  • أقراص أسايكلوفير، أو فالاسيكلوفير (بالإنجليزية: Valaciclovir)، والتي تحتاج إلى وصفة طبيبة.


هل تحتاج المرأة الحامل المصابة بالهربس إلى الولادة القيصرية؟

تُعد الولادة الطبيعية عبر المهبل آمنة على الطفل في الحالات التي لا يوجد فيها أي تقرحات أو أعراض في منطقة الأعضاء التناسلية للأم، أما في حالات وجود أي أعراض في المنطقة التناسلية، تكون الولادة القيصرية (بالإنجليزية: Cesarean) هي الخيار الأفضل للولادة، فهي لن تمنع من احتمال انتقال الهربس للجنين كليا، إلّا أنها تقلل إلى حد بعيد من المخاطر والأعراض الجانبية التي يمكن أن يتعرض لها الطفل أثناء وجوده واتصاله المباشر بالمهبل والشفرتين خلال الولادة الطبيعية.[٩]


كيف يُمكن تشخيص الهربس أثناء الحمل؟

يجب التنويه إلى أن عند ملاحظة الحامل أو زوجها أي من أعراض الهربس التي أشير لها سابقًا، يجب عليهم مراجعة الطبيب لفحص التقرحات الفموية في حال وجودها، وإجراء الفحص المخبري في حالات وجود الشكوك بالإصابة بالهربس التناسلي، إذ يقوم الطبيب بأخذ عينة من السائل الموجود داخل القرحة للتأكد عما إذا كان هذا السائل يحتوي على الفيروس أم لا لتأكيد الإصابة، كما يُمكن إجراء اختبارات الدّم للتحقق من وجود الأجسام المضادة، وتحديد نوع الهربس المصابة به الحامل.[٣]


المراجع

  1. "Answering Questions About Herpes in Pregnancy", The Journal of Perinatal Education, 2011, Issue 20, Folder 1, Page 61 - 64. Edited.
  2. Yvette Brazier (7/8/2020), "Symptoms, causes, and treatment of herpes", medicalnewstoday, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Jennifer Kelly Geddes (12/1/2021), "Managing Herpes During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  4. "Genital herpes in pregnancy", ncbi.nlm.nih, 12/7/2018, Retrieved 3/7/2021. Edited.
  5. "Herpes and Pregnancy", ashasexualhealth, Retrieved 3/7/2021. Edited.
  6. Heather L. Brannon (14/6/2021), "How Herpes Affects Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 3/7/2021. Edited.
  7. "Genital herpes", nhs, 16/9/2020, Retrieved 3/7/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Pregnancy and Genital Herpes", webmd, 28/8/2020, Retrieved 3/7/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت ث "Genital herpes and pregnancy: Understanding the risks", utswmed, 4/8/2020, Retrieved 3/7/2021. Edited.
  10. "Cold sores in pregnancy", pregnancybirthbaby, 1/5/2019, Retrieved 3/7/2021. Edited.