غالباً ما يتساءل مرضى البهاق حول تأثير كلّ من النظام الغذائي والمكمّلات الغذائية والفيتامينات في علاج المرض، لذلك سنتطرق في هذا المقال إلى دور أبرز الفيتامينات المرتبطة بحالة البهاق وأهمّيتها في العلاج.[١]

علاقة نقص الفيتامينات بالإصابة بالبهاق

وجدت بعض الدراسات إمكانية وجود ارتباط بين انخفاض مستويات فيتامين د لدى الأشخاص المصابين بالبهاق؛ وذلك لأنّ هرمون فيتامين د يعدّ مسؤولاً عن إكساب الجلد لونه وصبغته الخاصة كونه يتمّ تصنيعه في الجلد، ومن ناحية أخرى، يعدّ نقص فيتامين ب 12 لدى مرضى البهاق أمرًا شائعًا، حيث يمكن ارتباط المشاكل الجلدية مثل البهاق وفرط التصبغ في الجلد وتقرحات الفم والشفاه والتغيرات التي تحدث للشعر بوجود نقص في مستويات فيتامين ب 12، وعادةَ ما يحدث هذا النقص نتيجة للإصابة بالمرض المناعي الذاتي فقر الدم الخبيث.[١][٢]


مرضى البهاق وتناول كميّاتٍ أكبر من فيتامين د

يعدّ محافظة الأشخاص الّذين يعانون من البهاق على مستويات فيتامين د لديهم ضمن الحد الأعلى من معدّلاته الطبيعية من التوصيات الطبيّة العامّة التي تقدّم لمرضى البهاق، حيث تشير إحدى الدراسات إلى أنّ العلاج بفيتامين د بجرعة عالية قد يكون فعّالًا وآمنًا في التّقليل من شدّة حالة البهاق.[٣][٤]


فيتامين سي وعلاج البهاق

لقد وُجدَ بأنّ تناول فيتامين سي من قبل الأشخاص المصابين بالبهاق له الفعالية في استرجاع لون صبغة الجلد لحالتها الطّبيعيّة، كما أشارت إحدى التقارير السّريرية بأنه قد يتمُّ وصف مكمّلات الفيتامينات من أجل علاج البهاق.[٥][٦]


الزنك وعلاج البهاق

قد يكون الزنك من الأمور المساعدة على علاج البهاق، فهو يعمل كعاملٍ مضاد لموت الخلايا الطّبيعي، حيث قد يكون موت الخلايا التّصبغيّة أحد أسباب الإصابة بالبهاق أيضًا، وبالتّالي يساعد الزّنك على منع موت الخلايا التصبغيّة ومنها زيادة إنتاج الميلانين وإعادة صبغة الجلد.[٧]

نقص الحديد والإصابة بالبهاق

قد يكون مرضى البهاق أكثر عرضةً للإصابة بمرض الدّاء الزُّلاقي وهو مرضٌ يصيب الجهاز الهضمي، ويُعتبر من أمراض المناعة الذّاتية والذي يرافقه نقصان حاد للحديد أيضًا.[٨]


علاج البهاق والوقاية منه

لوحظ حدوث بعض التغيّرات في لون الجلد لدى مرضى البهاق عندما تمّ استخدام بعض المواد بشكلٍ أكبر، مثل الفيتامينات والأعشاب، ولكن لا يُمكن اعتبار هذه المواد علاجات طبيّة فعّالة في حالة البهاق وذلك لعدم وجود أيّة إثباتاتٍ وتجارب علميّة واضحة، فيما يلي نذكر بعض العلاجات الموصوفة لمرضى البهاق وذلك للتخفيف من لون الجلد:[٩][١٠]

  • الأدوية الستيرويدية الموضعية التي توضع على الجلد مباشرة.
  • العلاج بالضوء أو الأشعة فوق البنفسجية، وغيرها من الأنظمة العلاجية المتّبعة في علاج البهاق.


فيتامينات تساعد على الوقاية من البهاق

يمكن أن يوصف الأطباء بعض الفيتامينات إلى جانب الأدوية الأخرى، وذلك لأهميّتها في عملية تصبّغ الجلد وإكسابه اللّون، ومن أبرز هذه الفيتامينات ما يلي:[١١]

  • الفيتامينات A، C، E: حيث تعمل هذه الفيتامينات كمضادّات لتفاعلات الأكسدة التي تعدّ عاملًا أساسيًا في تدمير الخلايا الصبغيّة، ما يؤدّي لتوفير الحماية للبشرة.
  • بيتا كاروتين: هذه المادة هي المركّب الأساسي لفيتامين A المضادّ للأكسدة، ولها دورٌ في الحفاظ على اللّون الطبيعي للبشرة أيضًا.
  • فيتامين د: لقد تمّت ملاحظة ارتباط نقص فيتامين د بالعديد من أمراض اضطرابات المناعة الذاتية، حيث يعمل فيتامين د على زيادة نشاط إنزيم تايروسيناز (Tyrosinase)، وبالتالي زيادة نسبة تصنيع صبغة الميلانين -والّتي تعطي اللّون الطبيعي للبشرة-.
  • فيتامين ب12: يثبط فيتامين ب12 إنتاج أحد نظائر الحمض الأميني سيستين (بالإنجليزيّة: Cysteine)، والذي بدوره يثبط نشاط إنزيم التايروسيناز -المسؤول عن إنتاج صبغة الميلانين كما ذكرنا سابقًا-، ممّا يؤدّي بالتالي لتدمير الخلايا الصّبغيّة وإيقاف إنتاج الميلانين.
  • حمض الفوليك: يتم وصفه مع فيتامين ب12 أيضًا.


أهمية التعرض لأشعة الشمس أثناء علاج البهاق

يمكن أن يؤدّي التعرض لأشعة الشمس إلى جانب تناول مكمّلات فيتامين ب12 وحمض الفوليك، إلى إعادة لون صبغة الجلد الطبيعيّة بشكلٍ أفضل من الاكتفاء بأحد العناصر فقط، وذلك وفقاً لدراسةٍ نشرت في مجلة Acta Derm Venereol عام 1997 أجريت لمدّة عامين على مئة مريض، حيث كان الحدّ الأدنى المقترح لمدّة العلاج تتراوح بين 3-6 أشهر، وبعد تعرّض المرضى لأشعة الشمس في الصيف، والأشّعة فوق البنفسجية في الشتاء، جاءت النتائج على النحو التالي:[١٢]

  • إعادة التصبغ بشكل واضح في الأجزاء التي تم تعريضها لأشعة الشمس؛ حيث لاحظ 38% من المرضى عودة التصبّغ خلال أشهر الصيف.
  • توقف انتشار البهاق لدى 64% من المرضى بعد العلاج.
  • إعادة التصبغ بشكل كامل لدى ستّة مرضى.



على الرّغم من الدراسات الموجودة، إلّا أنّ الحاجة للمزيد من الدّراسات مازال قائمًا، وذلك لتحديد الحدّ الأدنى من الجرعات المثالية لجميع الفيتامينات، والمدّة اللّازمة لأنواع العلاج المختلفة وللتعرّض للأشعة فوق البنفسجية أيضًا، ومن المهم التنبيه على ضرورة الاستمرار في الحصول على العلاج طالما استمر حدوث إعادة التصبغ وتغّير لون المناطق البيضاء من الجسم.




المراجع

  1. ^ أ ب "Should I change my diet or take supplements for my vitiligo?", umassmed.edu, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  2. "The role of vitamin D in melanogenesis with an emphasis on vitiligo", pubmed.ncbi, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  3. "A pilot study assessing the effect of prolonged administration of high daily doses of vitamin D on the clinical course of vitiligo and psoriasis", ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  4. "Shall I take vitamin D for my vitiligo?", vrfoundation.org, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  5. "The effect of Vitamin C on melanin pigmentation – A systematic review", ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  6. "Vitiligo (Holistic)", peacehealth.org, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  7. "Serum zinc level in vitiligo: A case-control study", Indian Journal of Dermatology, 15/8/2021. Edited.
  8. "Association of vitiligo with anemia, vitamin B12 deficiency, diabetes mellitus, and thyroid dysfunction in Saudi Arab patients: A case control study", ScienceDirect, 15/8/2021. Edited.
  9. "How to Prevent Vitiligo", healthline.com, 25/6/2018, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  10. "What Happens if Vitiligo Is Left Untreated?", medicinenet.com, Retrieved 28/7/2021. Edited.
  11. "Vitamin Supplementation for Vitiligo", news-medical.net, Retrieved 29/7/2021. Edited.
  12. "Improvement of vitiligo after oral treatment with vitamin B12 and folic acid and the importance of sun exposure", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 29/7/2021. Edited.