ماذا يعني مرض الذئبة الحمراء؟

الذئبة الحمراء (بالإنجليزية: Lupus) هي أحد أشكال أمراض المناعة الذاتية؛ وفيها يقوم الجهاز المناعة للجسم بمهاجمة عدة أجزاء أو أعضاء من الجسم، وفي حالات الذئبة فإنّ الالتهاب قد يؤثر في الجلد، أو المفاصل، أو الكلى، أو القلب، أو الرئتين، أو الدماغ، أو خلايا الدم،[١]ومن الجدير بالذكر أن مرض الذئبة ليس معدي؛ فهو لا ينتقل من شخصٍ لآخر بأي طريقة ولا حتى بالاتصال الجنسي.[٢]


ما هي أنواع الذئبة الحمراء؟

هنالك عدة أنواع للذئبة الحمراء، ونذكر من أبرزها ما يأتي:[٣]

  • الذئبة الحمامية المجموعية أو الجهازية: (بالإنجليزية: Systemic Lupus Erythematosus)، وهي أكثر أنواع الذئبة شيوعاً.
  • الذئبة الحُمامية الجلدية: (بالإنجليزية: Cutaneous erythematosus)، وفيها تؤثر الذئبة في الجلد فقط.
  • الذئبة الحمامية المُحدَثة بالأدوية: (بالإنجليزية: Drug-induced lupus)، والتي تحدث نتيجة أخذ أنواع معينة من الأدوية التي توصف بوصفة طبية.
  • الذئبة الحمامية الوليدية: (بالإنجليزية: Neonatal lupus erythematosus)، وهي حالة نادرة تؤثر في الأطفال الذين تكون أمهاتهم مصابات بمرض الذئبة الحمراء.


ما هي أعراض الذئبة الحمراء؟

تعتمد أعراض الذئبة الحمراء على الجزء من الجسم الذي تأثر بمرض الذئبة، وبشكلٍ عام قد تشمل أعراض الذئبة الحمراء ما يأتي:[١]

  • ألم المفاصل، أو تصلبها، أو انتفاخها.[١]
  • ظهور طفح جلدي شبيه بالفراشة على الوجه، بحيث يغطي الخدود وجسر الأنف.[١]
  • ظهور طفح جلدي في أيّ مكان من الجسم.[١]
  • ظهور آفات جلدية عند التعرض للشمس، أو قد تتفاقم عند التعرض للشمس.[١]
  • تغير لون أصابع اليدين والقدمين لتتحول إلى اللون الأبيض أو الأزرق عند تعرضها للبرد أو الإجهاد.[١]
  • ضيق في التنفس.[١]
  • جفاف العيون.[١]
  • الاضطراب الذهني.[١]
  • فقدان الذاكرة.[١]
  • ألم الصدر نتيجة التهاب البطانة التي تحيط بالرئتين أو القلب.[٤]
  • ضعف التروية الدموية إلى أصابع اليدين والقدمين عند التعرض للبرد؛ وهذا ما يعرف بمرض رينود (بالإنجليزية: Raynaud's disease).[٤]
  • ألم المفاصل أو العضلات.[٥]
  • التعب الشديد الذي لا يزول بالرغم من الراحة.[٥]
  • الصداع.[٥]
  • تقرحات الفم.[٥]
  • ارتفاع درجة حرارة.[٥]
  • فقدان الشعر.[٥]
  • زيادة التحسس للضوء نتيجة الطفح الجلدي الذي يظهر على الجلد المعرض للشمس والضوء.[٥]


وللتعرُّف على أول أعراض الذئبة الحمراء، اضغط هُنا.


ما هي أسباب الإصابة الذئبة الحمراء؟

في الواقع إن سبب الإصابة بالذئبة الحمراء غير معروف، فقد يحدث نتيجة وجود بعض الجينات الموروثة، أو نتيجة التعرض للفيروسات، أو الأشعة فوق البنفسجية، أو استخدام بعض الأدوية، وهو ليس مرض معدي، ولا ينتقل من شخص لآخر كما ذكرنا في السابق.[٤]


من هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة؟

هنالك أشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة، وهم كالآتي:[٦]

  • الجنس الأنثوي: تصيب الذئبة النساء في الغالب، على الرغم من أنها قد تصيب أي شخص.
  • عمر الشباب: تصيب الذئبة الأشخاص في العشرينات والثلاثينات من العمر في الغالب، ولكنها قد تحدث في أي عمر أيضاً.
  • الأشخاص من أعراق معينة: تعد الذئبة أكثر شيوعًا بين النساء الأمريكيات من أصل أفريقي أكثر من النساء القوقازيات، وتعد الذئبة أكثر شيوعًا أيضاً بين النساء من أصل إسباني، وآسيوي، وأمريكي أصلي، ومن الجدير ذكره أن النساء الأمريكيات من أصل أفريقي ومن أصل إسباني هن الأكثر عرضة للأنواع الشديدة من الذئبة.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالذئبة: إذ تزداد احتمالية إصابة الشخص بالذئبة في حال كان أحد أفراد عائلته يُعاني من الإصابة بهذا المرض.


كيف يمكن تشخيص مرض الذئبة الحمراء؟

تتشابه أعراض الذئبة الحمراء مع عدة أمراض واضطرابات أخرى وهذا ما يجعل تشخيص هذه الحالة أمراً صعباً، وقد يشكو الشخص من أعراض الذئبة لفترةٍ طويلة قبل أن يتم تشخيصه بالحالة؛ وهذا ما يستوجب من الشخص إخبار طبيبه حال ظهور أعراض قد تدل على الإصابة بالذئبة، وبالرغم من عدم وجود اختبار واحد محدد يمكن من خلاله معرفة ما إن كان الشخص مصاباً بالذئبة الحمراء أم لا، إلّا أن الطبيب يقوم بتشخيص الحالة من خلال معرفة التاريخ الطبي للشخص والسؤال عن الأعراض والمشاكل الصحية الأخرى التي يشكو منها، وقد يطلب من الشخص تتبع الأعراض وتدوينها، كما يقوم الطبيب بسؤال المريض وعائلته عما إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بمرض الذئبة أو أمراض المناعة الذاتية الأخرى، وسيقوم أيضا بإجراء فحص جسدي للكشف عن العلامات والأعراض التي ظهرت على الجلد وأماكن الجسم الأخرى.[٧]


فحوصات الدم

تساعد فحوصات الدم على الكشف عن كفاءة عمل جهاز المناعة وعلامات التهاب الجسم، وقد تتضمن فحوصات الدم ما يأتي:[٨]

  • تعداد الدم الكامل (CBC)، والذي يبين عدد خلايا الدم الحمراء، وعدد خلايا الدم البيضاء، وعدد الصفائح الدموية في الدم، كما يتضمن أيضاً اختبار الكشف عن الأجسام المضادة، والتي تساهم في الكشف عما إذا كان الجهاز المناعي قادراً على مهاجمة الأنسجة السليمة لديه.
  • اختبارات وقت تخثر الدم، للكشف عن وجود مشاكل في تخثر الدم.
  • الاختبارات التكميلية، للكشف عن علامات الالتهاب.


فحوصات البول

قد يقوم الطبيب بأخذ عينة من بول الشخص للكشف عن وجود مشاكل في الكلى، وقد يتم أخذ عينة عينات على مراحل مختلفة بهدف تتبع الحالة وملاحظة التغيرات التي قد تحدث.[٨]


خزعة الكلى أو الجلد

تمثل الخزعة إجراء جراحي بسيط تتم فيه إزالة عينة من الأنسجة وفحصها تحت المجهر للكشف عن علامات الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.[٧]


الفحوصات التصويرية

يجرى تصوير الصدر بالأشعة السينية ومخطط صدى القلب في حال اعتقد الطبيب أن مرض الذئبة أثر في رئتي المريض أو قلبه، فهذه الفحوصات كفيلة بالكشف عن وجود مشاكل في الرئتين والقلب.[٩]


كيف يمكن علاج الذئبة الحمراء؟

حتى وقتنا الحاضر لا يوجد علاج يضمن التعافي التام لمرض الذئبة الحمراء، ولكن هناك عدة أدوية قد تجعل الحالة تتحسن، وبشكلٍ عام يجدر البدء بالعلاج مبكراً نظراً لأنّ ذلك يزيد من فعالية العلاج، ونذكر من علاجات الذئبة الحمراء ما يأتي:[١٠]


العلاجات الدوائية

والتي نذكر من أبرزها ما يأتي:[١٠]

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية: مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، والتي تعمل على تخفيف التهاب وألم المفاصل، ومن الجدير بالذكر أنها تستخدم لفترة زمنية قصيرة في العادة، وعند استخدامها لفتراتِ زمنية طويلة فإنّ ذلك قد يتسبب بآثار جانبية قد تكون ضارة.[١٠]
  • الكورتيكوستيرويدات: فقد تساهم في التخفيف من الالتهاب، ومنها الموضعية كالكريمات والتي يتم استخدامها لعلاج الطفح الجلدي، أو قد تستخدم الفموية منها لفتراتٍ قصيرة عندما تحدث نوبات الذئبة وتكون الأعراض نشطة، ولكن في حالاتٍ معينة قد يصفها الطبيب بجرعاتٍ قليلة لفتراتٍ زمنية طويلة، وقد يتم إعطاء المريض حقن الستيرويد في العضلات أو الوريد بهدف السيطرة على نوبات الذئبة، أو في فروة الرأس لعلاج تساقط الشعر.[١٠]
  • الأدوية المضادة للملاريا: فهي قد تكون فعالة في علاج العديد من الأعراض المرتبطة بالذئبة؛ بما في ذلك: الطفح الجلدي، وتقرحات الفم، وآلام المفاصل، إضافةً إلى دورها في التقليل من فرص الإصابة بجلطات الدم، ووقاية الجلد من التلف الناجم عن أشعة الشمس.[١١]
  • الأدوية المثبطة للمناعة: وتوصف في حال فشل الكورتيكوستيرويدات في السيطرة على الأعراض، إذ تعمل هذه الأدوية على كبح الجهاز المناعي، وبالتالي التخفيف على أعراض الذئبة ومنع تلف الأعضاء على المدى الطويل.[١١]
  • الأجسام المضادة وحيدة النسيلة: (بالإنجليزية: Monoclonal antibodies)، تحديداً دواء بيليموماب (بالإنجليزية: Belimumab)، والذي يعد أول دواء تم تطويره لعلاج مرض الذئبة بحد ذاتها، وهو يتوفر على شكل حقن يتم إعطاؤها تحت الجلد أو في الوريد بحيث تستهدف خلايا مناعية معينة.[١١]
  • حقن مستودع الكورتيكوتروبين: (بالإنجليزية: Repository corticotropin injection)، والتي صممت بحيث تُحفز الجسم لإنتاج هرموناته الستيرويدية لمواجهة الالتهابات.[١١]


العلاجات التكميلية والبديلة

والتي قد تتضمن:[٩]

  • هرمون دِيهيدرو إيبي آندروستيرون (DHEA)، لتخفيف نوبات الذئبة.
  • زيت السمك.
  • العلاج بالوخز الإبري والذي يعمل على التخفيف من ألم العضلات المرتبط بالذئبة.


أنماط الحياة والعلاجات المنزلية

والتي قد تتضمن:[١٢]

  • مراجعة الطبيب بانتظام وبشكل دوري.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • عدم إجهاد الجسم.
  • عدم التعرض للإجهاد والضغوط النفسية.
  • استخدام واقي الشمس قبل التعرض لأشعة الشمس.


ما هي طرق الوقاية من الذئبة الحمراء؟

لا يمكن تحقيق الوقاية التامة من الإصابة بالذئبة الحمراء، ولكن يمكن تقليل احتمالية حدوثها من خلال تجنب العوامل التي تسبب حدوث نوبات الذئبة وتفاقم الأعراض، ويتضمن ذلك اتباع الإرشادات التالية:[١٣]

  • تجنب التعرض لأشعة الشمس لفتراتٍ زمنيةٍ طويلة، وعند التعرض لها يجب استخدام واقي شمس بعامل حماية مناسب.[١٣]
  • تجنب استخدام الأدوية التي تجعل الشخص أكثر حساسية لأشعة الشمس، مثل: المضاد الحيوي مينوسيكلين (بالإنجليزية: Minocycline)، وبعض مدرات البول مثل الفيوروسيميد (بالإنجليزية: Furosemide).[١٣]
  • الاستعانة بتقنيات السيطرة على الإجهاد؛ مثل: التأمل، أو اليوغا، أو التدليك.[١٣]
  • تجنب الأشخاص المصابين بنزلات البرد أو أيّ عدوى أخرى.[١٣]
  • الحصول على قسط كافي من النوم لسبع إلى تسع ساعات يومياً.[١٣]
  • وضع الكمادات الدافئة على المفاصل لتخفيف آلامها.[١٤]
  • ممارسة الأنشطة البدنية؛ مثل السباحة أو المشي.[١٤]
  • اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن قليل الملح والسكر.[١٤]
  • الإقلاع عن التدخين.[١٤]
  • زيارة الطبيب بانتظام واتباع تعليماته.[١٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز "lupus", mayoclinic, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  2. "What is lupus?", medicalnewstoday, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  3. "what-is-lupus", lupus, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "what_are_risk_factors_and_causes_of_lupus_is_lupus_hereditary_is_lupus_contagious", medicinenet, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ "lupus", nhs, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  6. "lupus-risk-factors", hopkinsmedicine, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "lupus", cdc, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  8. ^ أ ب "diagnosing-lupus-guide", lupus, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "lupus", mayoclinic, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث "lupus-sle", versusarthritis, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت ث "understanding-lupus-treatment", webmd, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  12. "dos-and-donts-for-living-well-with-lupus", lupus, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث ج ح "is-lupus-contagious", healthline, Retrieved 10/5/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج "living-with-lupus", medicalnewstoday, Retrieved 10/5/2021. Edited.