هل يمكن الوقاية من الإصابة بمرض الذئبة الحمراء؟

لا يمكن الوقاية من الإصابة بمرض الذئبة الحمراء بشكلٍ كامل، لأن أسباب حدوثه ما زالت غير معروفةٍ حتى الآن، وفي حين أن العلماء اقترحوا وجود عوامل تجعل الفرد أكثر عرضة للإصابة به، إلا أنّه يمكن الوقاية من حدوث نوبات مرض الذئبة الحمراء.[١]

ما هي عوامل خطورة الإصابة بمرض الذئبة الحمراء؟

ما زال السبب الدقيق للإصابة بمرض الذئبة الحمراء غير معروفًا حتى الآن، لكن يوجد عدد من عوامل الخطورة التي اقترحها العلماء، ففي اعتقادهم أن تواجد أحدها لدى الفرد قد يزيد من احتمالية إصابته بمرض الذئبة الحمراء، ولكن ليس بشكلٍ حتمي، وهذه العوامل هي:[٢]

  • الجينات الموروثة من الآباء، كوراثة جينٍ أو أكثر من التي تزيد فرص الفرد للإصابة بمرض الذئبة الحمراء.
  • الهرمونات.
  • الجنس.
  • العِرْق.
  • تاريخ الإصابة بالأمراض.
  • العوامل البيئية.


الوقاية من حدوث نوبات الذئبة الحمراء

يعتبر فهم طبيعة سير مرض الذئبة الحمراء، وكيفية تطوّره الطّريقة التي تساعد على الوقاية من حدوث نوباته، ومن بعض الأمور التي يمكن أن تساعد على الوقاية من حدوث نوباته الأمور التالية:[١]


مراجعة الطبيب في أقرب وقتٍ ممكن

بهدف جمع المعلومات عن مرض الذئبة الحمراء، والتي سيكون المريض بحاجةٍ لها، عن أفضل طريقةٍ للسيطرة على نوبات الذئبة الحمراء، والمحفّزات المسؤولة عن إثارته، وطرق العلاج المُتاحة.[٣][٤]


الحدّ من الإجهاد النفسي الناشئ عن نوبة الذئبة الحمراء

تستنزف نوبة الذئبة الحمراء مشاعر المريض، وتُجهِده نفسيًا، وذلك لأنها قد تؤثر في حياته اليومية، وتحدّ من ممارسته لأنشطته الاعتيادية، لذلك لا بدّ من أخذ الحذر بشأن الصّحة النفسية للمريض، وذلك يكون على النحو التالي:[٥][٦]

  • منح النفس الوقت للاسترخاء، والتخلّص من التوتر: فبالرّغم من نوبة مرض الذئبة الحمراء، سيكون لدى المريض متّسع من الوقت للقيام بالأمور التي يستمتع بها، تعزيزًا لصحّته العقلية والنفسية.
  • السّيطرة على الإجهاد: إذ يمكن للإجهاد النفسي أن يتسبب بنوبة الذئبة الحمراء، لذا فإن التحكّم بالإجهاد والتوتر، يخفف من شدّة نوبة المرض، ويمكن ذلك من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء، والتنفّس العميق، أو تخصيص الوقت لممارسة الرياضة.
  • ضرورة تدوين جميع الأمور الضّرورية التي يحتاجها المريض: ففي بعض الحالات يتعرّض مرضى الذئبة الحمراء لحالةٍ من تشوّش الدماغ (بالإنجليزية: Brain Fog)، تؤثر في ذاكرة المريض وطريقة تركيزه وتفكيره السّليم، بحيث يكون فيها الفرد غير متذكرٍ للأسماء، أو الأحداث، أو التفاصيل، أو المواعيد، ولا داعي للقلق، فهذا العَرَض يزول بمجرّد زوال نوبة مرض الذئبة الحمراء.


الرعاية الجسدية للوقاية من حدوث نوبة الذئبة الحمراء

تساعد العديد من الاستراتيجيات على التخفيف من شدّة الأعراض المُرافقة لنوبة مرض الذئبة الحمراء، والتي يمكن بيانها على النحو التالي:


  • التغذية الصّحية: يعتبر الاعتدال في تناول الأطعمة السرّ في تخفيف أعراضنوبة الذئبة الحمراء، فلا توجد أطعمةٌ محددة يمكن الإكثار منها، أو الابتعاد عنها، فضلاً عن وجود بعض النّصائح الخاصّة بكلّ عَرَضٍ من أعراض الذّئبة الحمراء، ونذكرها كما يلي:[٤][٥]
  • تناول وجبات الطعام بكمياتٍ قليلة، وبشكلٍ متكرر على مدار اليوم؛ ومراجعة أخصائي التغذية لوضع برنامجٍ غذائي بحسب الحالة الصّحية، فذلك يساعد المرضى الذين يواجهون فقدان الشهية والنحافة كعَرَضٍ للذئبة الحمراء.
  • مراجعة الطبيب لإجراء التّعديل المناسب على جرعة دواء بريدنيزولون (بالإنجليزية: Prednisolone)؛ فقد يواجه عددٌ من المرضى ازديادًا في الوزن نتيجةً لتناوله.
  • استشارة الطبيب في القدرة على تغيير أنواع الأدوية أو تعديل جرعاتها؛ إذ يمكن لبعض الأدوية أن تسبب مشكلاتٍ مثل حرقة المعدة، أو تقرّحات الفم.
  • مراقبة مستوى فيتامين د، والحرص على تناول الأطعمة الغنية به وبالكالسيوم؛ إذ يكون من السّهل إصابة مرضى الذئبة الحمراء بهشاشة العظام، أو نتيجةً لتناول أدوية الكورتيزون المسكّنة للألم.
  • مراجعة الطبيب للتحقق من صحّة الكلى؛ إذ يؤثر مرض الذئبة الحمراء على صحّة الكليتين، والتي سيكون المريض حينها بحاجةٍ إلى نظامٍ غذائي خاصّ، قليل المحتوى من الصوديوم، والبوتاسيوم، والبروتين.
  • تناول نظام غذائي قليل الدهون؛ فمرض الذئبة الحمراء قد يؤثر على صحّة القلب والأوعيةة الدموية، وارتفاعًا في ضغط الدم.


  • ممارسة التمارين الرياضية: تعتبر الرّياضة أمرٌ ضروري لصحّة الجسم العامّة، وقد تساعد على تخفيف آلام المفاصل بشكلٍ خاصّ عند مرضى الذئبة الحمراء، وتزيد مرونتها، وقوّة العضلات المحيطة بها، بالإضافة إلى دورها في الاسترخاء، وتحسين الصّحة النفسية، كما يجدر التّنويه إلى ضرورة الامتناع عن ممارسة التمارين الرياضية التي تزيد من حدّة آلام المفاصل، ويمكن استشارة الطبيب حول التمرين الأنسب في هذه الحالة.[٥]


  • الالتزام بتناول الأدوية حسب توجيهات الطبيب: تؤثر الأدوية على طريقة سير المرض، وعدد مرات حدوث النوبات، لذلك لا بدّ من استشارة الطبيب حول الأدوية التي يجب وقف تناولها، أو تعديل جرعاتها، فضلاً عن ضرورة الالتزام بتناول الأدوية التي يصفها، ومن الأمور التي تساعد على الالتزام بتناول الدواء ما يلي ذكره:[٥][٣]
  • تناول الدواء في نفس الوقت من كلّ يوم.
  • الاحتفاظ بمذكرةٍ يومية، أو تقويمٍ يساعد على تذكّر موعد تناول الدواء.
  • استخدام أنواع علب الدواء التي تساعد على تذكّر موعد الحبة.
  • تجديد وصفة الأدوية كلما استدعت الحاجة.


  • تجنّب التعرّض المباشر لأشعة الشمس: يعاني معظم مرضى الذئبة الحمراء من حساسية الضوء، فقد يزيد ضوء الشمس أو الأشعة فوق البنفسيجة من شدّة الطفح الجلدي الناشئ لديهم، وفي هذه الحالة لا بدّ من القيام بما يلي:[٧][٥]
  • تجنّب أشعة الشمس في وقت الظّهيرة.
  • ارتداء الملابس ذات الأكمام والبناطيل الطويلة، والقبّعات عند الخروج نهارًا للحماية من اشعة الشمس.
  • استخدام واقٍ للشمس، بمعامل حماية SPF) 55) أو أكثر، والمدوّن على معظم أنواع واقيات الشمس.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن مصادر الأشعة فوق البنفسجية، مثل غرف التسمير.
  • استخدام أنواع المكياج التي تحتوي على نسبةٍ من واقي الشمس.


  • تعزيز مناعة الجسم: يزيد مرض الذئبة الحمراء من فرص حدوث العدوى في الجسم، والذي يزيد بدوره من حدوث النوبات، ومن بعض الأمور التي تقلل احتمالية الإصابة بالعدوى، ما يلي:[٥]
  • تناول نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسطٍ وافرٍ من الراحة.
  • التحقق من صحّة الحيوان الأليف -إن وُجِد-، وتلقّيه لجميع اللقاحات الضرورية، وغسل اليدين بالماء والصابون قبل وبعد لمسه، وبالأخصّ قبل تناول الطعام.
  • تجنّب تناول البيض النيء أو غير المطبوخ بطريقةٍ جيدة.
  • غسل الفواكه والخضراوات قبل تناولها.
  • غسل اليدين، والسكاكين، وألواح التقطيع بالماء والصابون قبل تحضير الطعام.


  • الإقلاع عن التدخين: يؤثر التدخين في تدهور صحّة القلب والأوعية الدموية لمرضى الذئبة الحمراء، ويزيدها سوءًا، لذلك من الأفضل الإقلاع عن التدخين، والابتعاد عن الأماكن التي يتواجد فيها المدخّنين، تعزيزًا لصحة القلب والأوعية الدموية عند هؤلاء المرضى.[٨]


  • الحذر عند استخدام منتجات العناية بالبشرة والشعر: فبعض هذه المنتجات تحتوي على مكونات تزيد الحساسية عند مرضى الذئبة الحمراء، وتزيد من سوء الطفح الجلدي أو الحكّة أو الألم.[٥]


الرعاية الاجتماعية

يساعد تلقّي المساندة من مجموعات الدّعم، أو اختصاصي علاج مرض الذئبة الحمراء في التحكّم بالصّحة النفسية للمرضى وتحسين علاقاتهم، ويكون ذلك على النحو التالي:[٤][٥]


  • تثقيف الآخرين حول مرض الذئبة الحمراء: يساعد تثقيف الآخرين حول المرض، وفهمهم لكيفية التعامل مع أعراضه، خاصّة عند التعرّض لنوبةٍ شديدة، على تقديم الدّعم والمساندة للمريض ذاته.
  • زيادة التواصل مع الأشخاص بنفس الحالة: فقد يساعد التواصل المنتظم مع المرضى الذين يعانون من أعراضٍ ومشاعر مماثلة على تخفيف وطأة المرض.


ماذا أفعل عندما أشعر باقتراب موعد حدوث نوبة الذئبة الحمراء؟

يمكن أن يشعر مرضى الذئبة الحمراء بموعد اقتراب النوبة، وكلّ ما يمكنك فعله في هذه الحالة هو أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة، إلى جانب الاسترخاء قدر الإمكان، وعند ملاحظة بدء الأعراض، يتوجّب عليك مراجعة الطبيب ليُعلِمَك كيفية التعامل معها.[٣]


ولقراءة المزيد حول ما إذا كانت الذئبة الحمراء تؤثر في الحمل، اضغط هُنا.

المراجع

  1. ^ أ ب "Treating and managing lupus and preventing flares", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  2. "What Causes Lupus?", www.webmd.com, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Preventing a Lupus Flare", www.everydayhealth.com, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Lupus", www.cdc.gov, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Coping With Lupus", www.verywellhealth.com, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  6. "How to Reduce Flares if You Have Lupus", www.newswise.com, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  7. "Treating and managing lupus and preventing flares", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18/4/2021. Edited.
  8. - PDF/NRCL/Your Lupus Flare Plan_2020.pdf "YOUR LUPUS FLARE PLAN", www.lupus.org, Retrieved 18/4/2021. Edited.