البُهاق هو مرض جلدي غير مُعدٍ يهاجم فيه جهاز المناعة خلايا الجلد المنتجة لصبغة الميلانين عن طريق الخطأ، مما يتسبب في ظهور بقع بيضاء على أماكن مختلفة من الجلد، مثل حول الفم والعينين وعلى الظهر، وعادةً ما يظهر قبل سن الأربعين،[١][٢] فهل هناك أدوية مُتاحة لعلاج البُهاق أو السيطرة عليه؟ وما هي؟
الأدوية المتاحة لوقف انتشار البُهاق
يعتمد اختيار العلاج المناسب للبهاق على عدة عوامل، أهمها عمر المريض، ومناطق انتشار البهاق، ومدى انتشاره، وسرعة انتشاره، ويهدف علاج البهاق إلى استعادة لون الجلد، ووقف انتشار البُهاق، وهناك العديد من الأدوية التي يمكن استخدامها، وبناء على مسبب البهاق التي تم ذكرها سابقاً فإنّ الأدوية المستخدمة تهدف لتوحيد لون الجلد، أو لتثبيط الالتهاب، بالإضافة إلى الأدوية الحديثة التي تستهدف جهاز المناعة أو لإزالة صبغة الجلد، وفيما يلي بيان تأثير كل منها:[٣]
أدوية توحيد لون الجلد
تغطي هذه الأدوية بقع البهاق، وتتميز بمقاومتها للماء، كما تبقى على الجسم من 8-16 ساعة، وتتوافر على شكل كريمات أو رذاذ، وتتميز أدوية التغطية الجيدة باحتوائها على خصائص واقية للشمس، ومن أسمائها التجارية: (Dermablend) Vichy.[٤][٥]
أدوية الكورتيزون المُثبطة للالتهاب
تُعتبر كريمات ومراهم الكورتيزون فعّالة وسهلة الاستخدام، وتساعد على استعادة لون الجلد الطبيعي ووقف انتشار البقع البيضاء، وهي أكثر فعالية في الحالات التي يكون فيها البُهاق في مراحله المبكرة ويغطي أقل من 10% من الجسم، وينصح باستعمالها وفق تعليمات الطبيب، ومثال عليها ما يلي:[٦][٣]
- فلوتيكاسون بروبيونات، ومن أسمائه التجارية Cutivate.
- بيتاميثازون فاليرات، ومن أسمائه التجارية Betaderm 0.1% cream.
- هيدروكوتيزون بيوتيرات، ومن أسمائه التجارية Locoid Lipo Cream 0.1%.
قد يصف الطبيب للمريض في حال كان البُهاق ينتشر على الجلد بسرعة كبيرة علاج الكورتيزون عن طريق الفم.
ويصاحب استخدامها بعض الأعراض الجانبية المحتملة، والتي نذكر منها ما يلي:[٣]
- ظهور خطوط على الجلد، وترققه.
- توسع وتضخم الشعيرات الدموية في منطقة الاستخدام، وظهورها على السطح.
- زيادة في نمو الشعر على الجلد.
- تحسس الجلد وتهيجه.
يجدر استشارة الطبيب قبل استخدام أدوية الكورتيزون للحامل والمرضع.
أدوية تستهدف جهاز المناعة
يوجد نوعان من الأدوية التي تؤثر في عمل جهاز المناعة، بهدف علاج البُهاق، وتخفيف أعراضه، وهي كالآتي:[٧][٨]
- مثبطات الكالسينيورين: وهي أدوية موضعية توضع على مكان البهاق وتمنع جهاز المناعة من مهاجمة الخلايا الصبغية في تلك المنطقة من الجلد، ومنها مرهم تاكروليموس (Tacrolimus)، وكريم بيميكروليموس (Pimecrolimus)، ويصفها الطبيب كخيار ثانٍ عند عدم فعالية مراهم الكورتيزون، حيث أنها أكثر أماناً ويمكن استخدامها حول المناطق الحساسة مثل الجفون أو الشفتين، ومن أعراضها الجانبية أن يشعر المصاب بشعور مؤقت بالحرق عند وضعها على الجلد.
- المضادات الحيوية والمكملات الغذائية: فعند انتشار البُهاق بشكل بطيء قد يصف الطبيب للمريض أحد المضادات الحيوية، مثل المينوسكلين (Minocycline) وذلك لاحتوائه على خصائص مضادة للالتهاب، أو أحد المكملات الغذائية، مثل الجنكوبيلوبا (Ginkgo biloba extract) والتي عُرفت بخصائصها المضادة للأكسدة والمعدلة لجهاز المناعة.
أدوية إزالة صبغة الجلد
وهي طريقة علاج غير شائعة، حيث يُدهن فيه المستحضر على الجلد الطبيعي لتبييض الصبغة المتبقية وجعلها بنفس لون البهاق، ولتحقيق ذلك يُستخدم دواء يحتوي على الهيدروكينون Hydroquinone، والذي يجب استخدامه باستمرار لمنع الجلد من إعادة التصبغ، ويُستخدم عادةً من قبل البالغين الذي يغطي البهاق أكثر من 50% من أجسامهم.[٣]
علاجات أخرى للسيطرة على البُهاق
هناك علاجات أخرى غير دوائية تُستخدم للسيطرة على البهاق وعلاج أعراضه، ويجدر الإشارة إليها، وهي كالتالي:
العلاج الضوئي
يستخدم العلاج بالضوء لاستعادة اللون في المناطق المصابة بالبهاق، ويلجأ إليه في حالة انتشار البهاق في أغلب مناطق الجسم وفشل الأدوية السابقة في التخلص منه، وقد أبدى نسبة نجاح بلغت 75% من الحالات، ولكنه يحتاج إلى الالتزام، حيث يستغرق العلاج فترة زمنية تتراوح من 8 إلى 24 شهراً، ويمكن تفصيل العلاج الضوئي كالآتي:[٨]
- العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (B) للحصول على نتائج جيدة يتم إجراء 2-3 جلسات أسبوعياّ لمدة قد تصل إلى 24 شهراً، وينصح الأطباء في استخدامه بالتزامن مع كريم تاكروليموس لإعطاء نتيجة أفضل.
- ليزر الإكسمير: (Excimer laser) يمكن استخدامه لاستهداف مناطق صغيرة ومحدودة من البُهاق.
الجراحة
يلجأ الأطباء عادة إلى الجراحة كخيار أخير في العلاج، في حال لم تُجدِ الأدوية أو غيرها من العلاجات السابقة نفعاً، وتتمثل الجراحة بزراعة قطع صغيرة من الجلد السليم في الأماكن المصابة بالبُهاق، على أن تكون مساحة البهاق المراد علاجها صغيرة ومحدودة.[٦]
نصائح وإرشادات عامة لمرضى البهاق
يوجد بعض النصائح التي من الممكن اتباعها في المنزل للسيطرة على البهاق، وتخفيف حدة الإصابة به، وتشمل ما يلي:[٣]
- الحماية من الشمس: ينصح باستخدام واقٍ للشمس عالي الحماية، لحماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية، وذلك بسبب افتقار المناطق المصابة بالبهاق لصبغة الميلانين، والتي تحميها من هذه الأشعة، بالإضافة إلى منع ظهور بقع غامقة على الجلد وتفاوت لون البشرة.
- تناول فيتامين د: تكمن أهمية فيتامين د في الحفاظ على صحة العظام والأسنان، ويتم الحصول عليه من خلال التعرض لأشعة الشمس، ولكن في هذه الحالة يكون مصابو البهاق أكثر حساسية للشمس من الشخص الطبيعي، فيوصيهم الطبيب بتناول بعض الأطعمة الغنية بفيتامين د مثل الأسماك الزيتية، أو المكملات الغذائية من فيتامين د؛ لتعويض النقص الحاصل من قلة التعرض للشمس.
المراجع
- ↑ "Vitiligo and Loss of Skin Color", webmd, Retrieved 20/8/2021.
- ↑ "What is vitiligo?", dermnetnz, Retrieved 20/8/2021.
- ^ أ ب ت ث ج "Vitiligo", nhs, Retrieved 20/8/2021.
- ↑ "Skin camouflage", vitiligosociety, Retrieved 06/10/2021. Edited.
- ↑ "Camouflage for patients with vitiligo", ijdvl, Retrieved 08/10/2021. Edited.
- ^ أ ب "Vitiligo", mayoclinic, Retrieved 20/8/2021.
- ↑ "Topical Medication for Vitiligo", nyulangone, Retrieved 21/8/2021.
- ^ أ ب "Treatments for Vitiligo", myvitiligoteam, Retrieved 21/8/2021.