الجدري: الأعراض، الأسباب والعلاج

ما هو مرض الجدري؟

يعدُّ مرض الجدري (بالإنجليزية: Smallpox) أحد أنواع العدوى التي تنتج عن الإصابة بفيروس الفاريولا (بالإنجليزية: Variola virus) أو كما هو معروف بفيروس الجدري، وهو من الأوبئة التي أصابت الناس من جميع أنحاء العالم، وكانت تعّد من الأوبئة الخطيرة التي تهدد حياة البشر، إلا أن تم اكتشاف لقاح ضد هذا الفيروس،^[١] ويجدر بالذكر إلى أنّه لا يوجد علاج شافٍ لمرض الجدري لكن يمكن أخذ اللقاح للتخفيف من شدة الأعراض والسيطرة عليها.^[٢][٣]

هل لا يزال مرض الجدري موجوداً؟

أعلنت منظمة الصحة العالمية في عام 1980، أنه تم القضاء على مرض الجدري -وهي المرة الأولى والوحيدة في التاريخ التي تم فيها الإعلان عن القضاء على مرض معدٍ-، حيث تم الإبلاغ عن آخر حالة معروفة للجدري في العالم في إفريقيا في عام 1977.^[١]

ما الاختلاف بين مرض الجدري وجدري الماء؟

في الحقيقة قد يخلط بعض الأشخاص بين مرض الجدري وجدري الماء الذي ينتشر بين الأطفال غالباً ولا يسبب أي مخاطر تذكر، ولذلك نذكر فيما يأتي مجموعة من الاختلافات بين مرض الجدري ومرض جدري الماء:^[٤]

• تظهر التقرحات المرافقة لجدري الماء في أوقات مختلفة، وفي مناطق مختلفة من الجسم، فغالبًا ما تكون على البطن، والصدر، والظهر، ونادرًا ما تكون على راحتي اليدين أو باطن القدمين، بينما التقرحات المرافقة لمرض الجدري تظهر في جميع أنحاء الجسم غالبًا -على الوجه والذراعين والساقين، وأحيانًا على الراحتين وباطن القدمين، وفي نفس الوقت.
• يرافق جدري الماء أعراضاً خفيفة ولا يؤثر في حياة الشخص عادة، بينما كان مرض الجدري مميتاً في كثير من الأحيان.
• يجب إعطاء لقاح جدري الماء إلى الأطفال وبعض البالغين، بينما لا يعطى لقاح مرض الجدري إلا للضرورة.

ما هي الأعراض المرافقة للإصابة بالجدري؟

يرافق الإصابة بالجدري مجموعة من الأعراض التي تشبه الأعراض المرافقة للإصابة بالإنفلونزا، وعادة ما يستمر ظهور هذه الأعراض لفترة تتراوح ما بين 7 إلى 17 يوماً^[١][٥]، ومن هذه الأعراض نذكر ما يأتي:^[٥]

• ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
• التعب والإعياء.
• الصداع الشديد.
• آلام الظهر.
• الإسهال.^[٦]
• التقيؤ.^[٦]
• ظهور طفح جلدي في غضون يومين إلى ثلاثة أيام بعد بدء ظهور الأعراض، إذ يبدأ بظهور بقع حمراء اللون مسطحة على الوجه، واليدين، والساعدين، ثم على الجذع، وبعد عدة أيام تتحول هذه البقع إلى بثور صغيرة مملوءة بسائل شفاف، ثم يتحول هذا السائل إلى صديد، وبعد ما يقارب ثمانية إلى تسعة أيام تتطور هذه البثور إلى قشور، ثم تتساقط بعد حوالي 3 إلى 4 أسابيع، تاركةً ندوب عميقة في الجلد.^[١]

متى يمكن للشخص المصاب بالجدري أن ينقل العدوى؟

تزداد فرصة نقل عدوى مرض الجدري للآخرين خلال الأسبوع الأول من ظهور الطفح الجلدي، وخاصة عندما تتقرح آفات الغشاء المخاطي للفم وتطلق كميات كبيرة من الفيروس في اللعاب، لكن بعد انفصال جميع القشور عن الجلد، أي بعد حوالي 3 إلى 4 أسابيع من ظهور الطفح الجلدي، لا يعدُّ المريض معديًّا.^[٧]

ما هي أسباب الإصابة بالجدري؟

كما ذكر سابقاً يعدُّ مرض الجدري أحد أنواع العدوى التي تنتج عن الإصابة بفيروس الجدري أو فيروس الفاريولا، إذ ينتشر هذا الفيروس من شخص لآخر من خلال الاتصال المباشر الذي غالبًا ما يكون عن طريق استنشاق جزيئات صغيرة تحتوي على إفرازات تنفسية محمّلة بالفيروس، يتم إطلاقها من بلعوم المصاب إلى الهواء عن طريق السعال أو العطس، كما قد ينتشر الفيروس أيضًا من خلال ملامسة الشخص المصاب، أو ملامسة بعض الأجسام، مثل: الملابس، أو البطانيات، أو أغطية السرير الملوثة بالفيروس.^[٨]

كيف يتمُّ تشخيص الإصابة بالجدري؟

بداية يجدر التنبويه إلى أنّه لا يوجد فحص محدد يمكن إجراؤه لتشخيص الإصابة بمرض الجدري، لكن يمكن إجراء بعض الفحوصات لاستبعاد الإصابة ببعض الأمراض الأخرى، مثل: مرض جدري الماء وبالتالي تأكيد الإصابة بمرض الجدري، وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن تشخيص الإصابة بمرض الجدري يعتمد على الأعراض المرافقة لهه، إذ أنّه يوجد مجموعة رئيسية من المعايير التي تؤكد التشخيص، ومنها:^[٩]

• الحمى التي لا تقل عن 38.8 درجة مئوية، والتي تظهر قبل يومٍ إلى أربعة أيام قبل ظهور الطفح الجلدي، ويرافقها ظهر عرض واحدٍ على الأقل مما يأتي:^[٩]
• التعب الشديد.
• الصداع.
• آلام الظهر.
• القشعريرة.
• التقيؤ.
• ألم شديد في البطن.
• ظهور الطفح الجلدي على أي من مناطق الجسم، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذا الطفح الجلدي يجب أن يكون في نفس المرحلة من التطور.
• ظهور أي من أعراض الجدري التي تم ذكرها سابقاً.

كيف يمكن علاج الجدري؟

كما ذكر سابقاً لا يوجد علاجٍ شافٍ لمرض الجدري حتى الآن، وعلى الرغم من أنّ معظم المصابين قد يتعافون دون اللجوء لأي علاج، إلا أنّه يمكنهم اللجوء لاستخدام بعض أنواع الأدوية للسيطرة على الأعراض والتخفيف منها، والسيطرة على ارتفاع درجة حرارة الجسم، كما يمكن أن يصف الطبيب بعض أنواع المضادات الحيوية في حال الإصابة بعدوى بكتيرية في الرئتين أو الجلد،^[٢][٥] وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى وصف مضادات الفيروسات مثل دواء سيدوفوفير الذي يحمل الاسم التجاري فيسيتيد (بالإنجليزية: Visitide)، الذي أُثبتت فعاليته في مقاومة فيروس الجدري،^[١٠] وفي السياق يجدر بالذكر إلى أنّه وبحسب جدول البرنامج الوطني للمطاعيم لا ينصح بإعطاء مطعوم الجدري للأشخاص الأقل عرضة للإصابة بالفيروس، إذ إنّ الآثار الجانبية المرافقة له قد تكون خطيرة، لكن ينصح بإعطائه للأشخاص المعرضين على نحو مستمر للفيروس مثل العاملين في المختبرات الطبية.

ولمعرفة المزيد حول علاج الجدري والعناية بالطفل المُصاب، اضغط هُنا.

كيف يمكن الوقاية من مرض الجدري؟

يمكن السيطرة على انتشار فيروس الجدري من خلال عزل الأشخاص المصابين، كما يجب على الأشخاص المخالطين لمصاب بالجدري أخذ اللقاح على الفور، حيث إنّه يساعد على الوقاية من الإصابة بالمرض أو التقليل من شدة الأعراض، وذلك في حال تم أخذه في غضون أربعة أيام من التعرض للفيروس.^[٢]