تعتبر أمراض المناعة الذاتية أحد الأسباب الرئيسية التي تزيد من نسبة الوفيات وبخاصة بين النساء في الفئات العمرية الشبابية والمتوسطة في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك وفقاً لدراسة تم نشرها في مجلة (Science Direct)، عام 2003م، ومن الأمثلة على هذا النوع من الأمراض: مرض الروماتيزم ومرض الذئبة الحمراء، فما هي عوارض كل منهما؟ وهل يوجد علاج لهذا النوع من الأمراض؟[١]

الفرق بين مرض الذئبة الحمراء والتهاب الروماتيزم


فروقات من ناحية التعريف وأسباب الحدوث

يُصنّف التهاب الروماتيزم ومرض الذئبة تحت قائمة أمراض المناعة الذاتية؛ والتي تحدث في العادة نتيجة مهاجمة الجهاز المناعي للجسم على نحو خاطئ،[٢] ولكن هناك عدة اختلافات بين الحالتين؛ وذلك كالآتي:[٣]

  • التهاب الروماتيزم: يحدث بسبب التهاب يقوم خلاله جهاز المناعة بمهاجمة مفاصل الجسم على وجه التحديد.[٣]
  • مرض الذئبة الحمراء: يصِل الالتهاب في هذه الحالة إلى جميع مناطق الجسم ومنها المفاصل، وبالتالي فإن الذئبة يمكن أن تكون سبباً في حدوث التهاب في منطقة المفاصل في الجسم؛ بل ويعتبر التهاب المفاصل وألم المفاصل من الأعراض الأكثر شيوعاً بين مرضى الذئبة الحمراء.[٣]


فروقات من ناحية الأعراض

بشكلٍ عام يتشارك التهاب الروماتيزم والذئبة الحمراء في بعض الأعراض العامة، ولكن يتميز كل منهما بأعراض معينة خاصة لا تظهر في الطرف الآخر، وفيما يلي بعض ذكر لأبرز الأمثلة على هذه الأعراض:[٤]

  • أعراض مشتركة بين كلا المرضين: والتي تتضمن ما يلي:[٤]
  • ارتفاع حرارة الجسم بدرجة طفيفة.
  • ألم المفاصل.
  • تصلب المفاصل.
  • حدوث انتفاخ والتهاب.
  • تعب عام.
  • أعراض تظهر عند مرضى الروماتيزم ولا تظهر عند مرضى الذئبة: والتي تتضمن ما يلي:[٤]
  • الاحمرار والإحساس بالدفء بالقرب من المنطقة المصابة من المفاصل.
  • ظهور عقيدات مؤلمة.
  • تشوهات شكلية في منطقة اليدين والرجلين.
  • حدوث خلع جزئي أو كلي للمفاصل.
  • أعراض تظهر عند مرضى الذئبة الحمراء ولا تظهر عند مرضى الروماتيزم:[٤]
  • ظهور طفح جلدي بدون مبرر وقد يتحول إلى تقرحات.
  • ظهور طفح جلدي على شكل فراشة في منطقة الخدين.
  • فقر الدم.
  • تساقط الشعر.
  • الشعور بألم في منطقة الصدر عند أخذ نفس عميق.
  • ازدياد الحساسية عند التعرض لضوء الشمس أو أي نوع آخر من الأضواء.
  • مشاكل في تخثر الدم.
  • حدوث تغيرات في الوزن دون وجود مبرر لذلك.
  • مرض رينود (بالإنجليزية: Raynaud's disease)، وهو مرض يصيب الأوعية الدموية التي تنظم وصول الدورة الدموية إلى أطراف الجسم، حيث تصبح اليدين شديدة البرودة وتتحول إلى اللون الأزرق أو الأبيض ويكون من الصعب إحماؤها.

فروقات من ناحية العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بالمرض

هناك العديد من العوامل التي تزيد احتمالية الإصابة بالتهاب الروماتيزم أو مرض الذئبة الحمراء، ويمكن تصنيف هذه العوامل على النحو التالي:[٥]

  • عوامل تزيد فرص الإصابة بالتهاب الروماتيزم أو الذئبة الحمراء: وتتضمن:[٥]
  • الإصابة بالعدوى.
  • وجود عوامل وراثية.
  • التدخين.
  • الإجهاد والتوتر.
  • الجنس، حيث تكون هذه الأمراض أكثر شيوعاً عند النساء.
  • عوامل إضافية تزيد فرص الإصابة بالتهاب الروماتيزم: وتتضمن:[٥]
  • العمر بين 40-60 سنة.
  • السمنة.
  • التعرض للسموم والمواد الكيميائية الصناعية.
  • عوامل إضافية تزيد فرص الإصابة بالذئبة الحمراء: وتتضمن:[٥]
  • العمر بين 15-45 سنة.
  • العوامل الهرمونية.
  • التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
  • تناول أدوية معينة تجعل الشخص أكثر حساسية لضوء الشمس.
  • التعب والإرهاق.


فروقات من ناحية تشخيص المرض

لا يمكن تشخيص الروماتيزم أو الذئبة الحمراء عن طريق إجراء فحص واحد فقط؛ ولكن يقوم الطبيب بطرح العديد من الأسئلة على المريض حول التاريخ العائلي والأعراض التي يُعاني منها، كما يقوم بإجراء الفحص السريري، وعدد من الفحوصات المخبرية، والصور التشخيصية، حتى يتمكن من الوصول إلى التشخيص المناسب لحالة المريض،[٢] وبشكلٍ عام قد تساعد نتائج تعداد الدم الكامل في الكشف عن الحالة المرضية؛ حيث إنه من الشائع أن يعاني مرضى الذئبة الحمراء من انخفاض في عدد خلايا كريات الدم البيضاء وانخفاض في عدد الصفائح الدموية وأشكال معينة من فقر الدم، ونذكر من الفحوصات الخاصة بكل من هذه الأمراض ما يأتي:[٦]

  • الروماتيزم: يقوم أخصائيو الروماتيزم بالتحقق من وجود بعض الأجسام المضادة الذاتية في دم الشخص المصاب التي من شأنها أن تساعد في التشخيص، ومن أهم هذه الفحوصات ما يأتي:[٦]
  • فحص الأجسام المضادة للنواة (بالإنجليزية: Anti-Nuclear Antibodies)؛ واختصاراً ANA، والذي يعتبر فحصاً أساسياً للتشخيص، وغالبًا ما تكون نتيجة الأشخاص المصابون بمرض الذئبة الحمراء إيجابية تجاه الأجسام المضادة الذاتية ANA.
  • فحوصات مخبرية إضافية لأنواع أخرى من الأجسام المضادة الذاتية تُجرى لتأكيد التشخيص عند الحصول على نتيجة إيجابية لفحص الأجسام المضادة للنواة، ومن هذه الفحوصات: اختبار أضداد الحمض الريبي النووي (بالإنجليزية: Anti-double stranded DNA)، واختبارات الأجسام المضادّة لسميث (بالإنجليزية: Anti-Smith antibody)، وأضداد الشحوم الفسفوريّة (بالإنجليزية: Antiphospholipid antibodies).
  • فحوصات الدم والبول للكشف عن مدى تأثير المرض على الكليتين.
  • مرض الذئبة الحمراء: في حالة الاشتباه بالإصابة بمرض الروماتيزم، فإن الطبيب يقوم بطلب فحوصات لها صلة أكثر بهذا المرض، وتشتمل هذه الفحوصات ما يأتي:[٦]
  • عامل الروماتيزم (بالإنجليزية: Rheumatoid Factor)، واختصاراً RF.
  • أضداد مُضادّة لببتيدات السيترولين الدوريّة (بالإنجليزيّة: Anti-Cyclic citrullinated peptide)، واختصاراً Anti-CCP.
  • فحوصات أخرى تقيس مستوى الالتهاب في الجسم منها معدل ترسب كريات الدم الحمراء (بالإنجليزية: Erythrocyte Sedimentation Rate)، واختصاراً ESR، والبروتين المتفاعل C (بالإنجليزية: C-reactive protein) واختصاراً CRP.


يمكن أن تكون الفحوصات التصويرية، مثل: الأشعة السينية مفيدة جدًا في تحديد التشخيص المناسب؛ حيث تُمكّن الأشعة السينية من الكشف عن مدى تآكل المفاصل نتيجة الإصابة بالمرض، إذ إنّه نادراً ما تسبب الذئبة الحمراء تآكل في المفاصل، على عكس التهاب الروماتيزم؛ وقد يقوم الطبيب بطلب تصوير منطقة الصدر بالأشعة السينية إذا كان المريض يشكو من أعراض ضيق التنفس، والتي قد تشير إلى مرض الذئبة الحمراء.[٦]


فروقات من ناحية العلاج

لا يوجد علاج نهائي لأي من التهاب الروماتيزم أو مرض الذئبة الحمراء، ولكن تتوفر العديد من الأدوية التي يمكن أن تعالج أحد الحالتين أو كلاهما، وذلك على النحو التالي:[٢][٧]

  • مرض التهاب الروماتيزم: يلجأ معظم الأطباء إلى بدء العلاج باستخدام أدوية تصنف بأنها خفيفة المفعول والتي من شأنها أن تساعد الشخص على التخلص من الأعراض المصاحبة للمرض، ويمكن أن تكون هذه الأدوية من الأدوية الموصوفة طبيًا أو مسكنات الألم من نوع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، مثل: الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)
  • الذئبة الحمراء: تختلف الخطة العلاجية من شخص لآخر على قدر اختلاف الأعراض المصاحبة للمرض، وهناك العديد من أدوية التهاب الروماتيزم التي يمكن أن تستخدم أيضاً في علاج مرض الذئبة الحمراء، والتي قد تتضمن: أدوية الملاريا، والكورتيكوستيرويدات (بالإنجليزية: Corticosteroids)، ومسكنات الألم من نوع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وغيرها.


دواعي زيارة الطبيب

عند ظهور أيّ أعراض قد تدل على الإصابة بالذئبة الحمراء أو التهاب الروماتيزم فإنّ الأمر يتطلب زيارة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب وبدء العلاج، ومن الجدير ذكره أن بدء العلاج في مراحل مبكرة يعتبر ضرورياً للسيطرة على الحالة وتقليل احتمالية حدوث أي مضاعفات.[٧]




المراجع

  1. "The epidemiology of autoimmune diseases", sciencedirect, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Rheumatoid Arthritis and Lupus: Do They Differ?", webmd, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "What is the link between lupus and arthritis?", medicalnewstoday, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Differences Between Rheumatoid Arthritis and Lupus", verywellhealth, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "What Is the Difference Between Rheumatoid Arthritis and Lupus?", emedicinehealth, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Lupus vs. Rheumatoid Arthritis: What’s the Difference?", creakyjoints, Retrieved 14/7/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Lupus vs. rheumatoid arthritis: What to know", medicalnewstoday, Retrieved 2/8/2021. Edited.