الكلف: كل ما عليك معرفته عن العلاج!

يُعرَف الكلف (بالإنجليزية: Melasma) بأنه مشكلةٌ جلدية شائعة عند النساء أكثر من الرجال في عمر العشرينات أو خلال فترة الحمل بحيث يُشار إليه عند الحوامل باسم قناع الحمل، يحدث فيها تصبّغ لون الجلد، وتشكّل البقع أو اللطخات الداكنة وغير المتماثلة في أماكن التعرّض المباشر لأشعة الشمس وخصوصاً في الوجه.^[١]

طرق فعالة لعلاج الكلف

لا يعدّ الكلف مشكلةً تستدعي القلق، وهو مصنّف بكونه من المشكلات الجلدية التجميلية، فإذا لم يسبب الانزعاج لصاحبه، يجب تركه وعدم العبث به، لكن في حال كان مظهره يسبب الانزعاج، فهنالك عدّة خيارات تساعد على التخلّص منه،^[١] والتي يمكن بيانها بالتفصيل على النحو التالي:

تغييرات في أسلوب ونمط الحياة

هنالك العديد من الأمور والخطوات التي يمكن القيام بها لمساعدة البشرة على التّعافي من الكلف، والحدّ من الأضرار المستقبلية لها،^[٢] والتي نوضّحها تفصيلاً كما يأتي:

• الحماية من التعرّض المباشر لأشعّة الشمس: وذلك بارتداء الملابس ذات الأكمام الطويلة، والبناطيل الطويلة، والقبّعات ذات الحواف الواسعة عند الخروج أثناء النهار.^[٣]
• استخدام واقٍ مناسب لأشعة الشمس: يجب استخدام أنواع واقيات الشمس التي يبلغ معامل الحماية فيها من الشمس SPF بمقدار 50 أو أكثر وذات تغطيةٍ أعلى، فتحمي من الأشعة فوق البنفسجية UVA و UVB، أو استخدام الأنواع التي تحتوي على أكسيد الزنك وأكسيد التيتانيوم لحجب مزيدٍ من أشعة الضوء، إذ يعدّ الاستخدام اليومي لواقي الشمس أمرًا ضروريًا، لأن حتى الكميات القليلة من الضّوء يمكن أن تزيد من حدّة الكلف ووضوحه، فضلاً عن ضرورة تطبيقه بكميةٍ كافية في الصباح وتجديده كلّ 2-3 ساعات من التواجد في الهواء الطلق.^[٤][٣]
• اتباع روتين يومي لتنظيف البشرة: يجب تنظيف البشرة كلّ ليلةٍ قبل النوم بمنظّف خاصّ يُزيل الأوساخ والجراثيم بشكلٍ كامل، ويساعد على حماية الجلد.^[٢]
• الحدّ من إجهاد البشرة بمضادات الأكسدة: يمكن أن تساعد الفيتامينات (ج)، و(هـ) في تسريع تعافي الأضرار النّاجمة عن أشعة الشمس، ولاستخدامها يمكن وضع بضع قطراتٍ من السيروم المحتوي على هذه الفيتامينات لتحسين صحّة الجلد والحدّ من الأضرار الناجمة عن التعرّض لأشعة الشمس.^[٢]
• ترطيب البشرة بانتظام: يجب استخدام المرطب بعد تطبيق السيروم للحفاظ على توازن زيوت البشرة، والتي تساعد على حمايتها من التلف.^[٢]
• الإخفاء باستخدام المستحضرات التجميلية: يمكن أن يساعد تطبيق المستحضرات التجميلية المُطابقة للون البشرة على إخفاء معظم حالات الكلف، وبالتالي تخفيف التأثير الاجتماعي والنفسي للكلف في حياة المريض، إلا أن الكلف قد يكون غامقًا جدًا في بعض الحالات، فيكون من الصّعب إخفاؤه.^[٥]

العلاج الدوائي

قبل اللجوء إلى استخدام أيّ من الأدوية المذكورة أدناه، لا بدّ من استشارة الطبيب المُشرف على الحالة أو الصيدلاني، للتحقق من أن التصبّغات الموجودة في الجلد هي كلف، ولتحديد شدّته والتدابير أو العلاج الأنسب له،^[٦] ومن أهم الادوية المستخدمة لعلاج الكلف ما يأتي:

• الهيدروكينون (بالإنجليزية: Hydroquinone): يستخدمه الأطباء من ضمن الخيارات الأولى لعلاج الكلف، والذي يتوافر على شكل غسول أو كريم أو جلّ، فهو يساعد على تفتيح المناطق الدّاكنة في البشرة.^[٧]

• تريتينوين (بالإنجليزية: Tretinoin): هو عبارة عن أحد مشتقات فيتامين (أ)، ومن ضمنه الريتينول أو الريتينويد الموضعي، والتي تساعد على إزالة البقع الدّاكنة من البشرة بسرعةٍ أكبر، ومن الجدير بالذكر أنّ سوء استخدامه قد يسبب التهاب الجلد، كما يُمنَع استخدامه خلال فترة الحمل.^[٢][٦]
• الهيدروكورتيزون الموضعي: يساعد الهيدروكورتيزون على تلاشي اللون الدّاكن الناتج عن الكلف، كما أنه يقلل من احتمالية الإصابة بالتهاب الجلد مقارنةً بالعلاجات الأخرى، ومن أكثر التركيبات الدّوائية التي لاقت نجاحًا وفعاليةً واسعة بنسبة 60-80% هي مزيج الهيدروكينون والتريتينوين والكورتيزون، الذي يساعد على تفتيح البشرة والتخلّص من الكلف.^[٦][٨]
• ميثيمازول (بالإنجليزية: Methimazole): يمكن أن يكون علاجًا بديلاً للكلف إمّا وحده أو مع أدويةٍ أخرى لإزالة تصبّغات البشرة.^[٩]
• السيستامين: هو أحد مضادات الأكسدة، التي يمكن أن تساعد على التخلّص من الكلف.^[١٠][٣]
• الكريمات المركّبة (TCC): وتحتوي هذه الكريمات على كل من الفلوسينولون والهيدروكينون والتريتينوين، وهو علاج معتمدٌ من منظّمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للكلف، وهو ذو فائدة معززة للتخلّص منه، كونه يحتوي على 3 مكونات دوائية فعّالة تجاه الكلف.^[٣]
• حمض الأزيليك: يُوضَع هذا الكريم أو الجلّ مرتين في اليوم، وهو من العلاجات الآمنة خلال الحمل.^[٦]
• حمض الكوجيك: يتوافر هذا الدواء بدون وصفة طبية، وبتركيز 2%، ويُستخدم لدى الأشخاص الذين لا يستطيعون استخدام الهيدروكينون.^[٣]
• مستخلصات فول الصّويا: يُعتقَد أن مستخلص فول الصويا يمكن أن تقلل من نشاط الخلايا الصّباغية في الجلد.^[٦]
• حمض الترانيكساميك: يتوافر في صورة كريم أو حقن أو أقراص تُؤخَذ عن طريق الفم، فيساعد على تحسين المشكلات الجلدية، ومن ضمنها الكلف.^[١١]
• نيكوتيناميد (بالإنجليزية: Nicotinamide): هو الشكل النشط من فيتامين ب3، والذي يُستخدم بمفرده أو في تركيبةٍ دوائية إلى جانب الهيدروكينون.^[٣]
• فيتامين ج: يُشار إليه أيضًا باسم حمض الأسكوربيك، والذي يُستخدم إلى جانب علاجاتٍ أخرى مثل الهيدروكينون للتخلّص من الكلف.^[٥]

التدخل الجراحي

يلجأ الطبيب في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاجات الدوائية إلى إجراءات طبية أكثر فعالية، إلا أنه يجدر التنويه أن هذه الإجراءات لا تضمن التخلّص التامّ من الكلف، ففي بعض الحالات التي تكون فيها هذه الإجراءات قاسيةً على البشرة أو تُستخدَم فيها مواد كاشطة قوية على الجلد، قد تحدث نتائج عكسية وتفاقم لشدة الكلف،^[٧][١٢] كما أنه يجب استخدام هذه الإجراءات بحذرٍ شديد عند الأشخاص ذوي البشرة الداكنة، فهم معرّضون للإصابة بفرط تصبّغ البشرة الذي يحدث بعد التهابها،^[٣] ويمكن بيان بعضاً منها كما يلي:

• صنفرة البشرة: (بالإنجليزية: Microdermabrasion) ويُشار إلها أيضًا باسم تقشير البشرة السّطحي، والذي يُستخدم فيه جهازٌ خاصّ يقوم برشّ مواد دقيقة كاشطة للطبقة العليا من الجلد، مثل دقائق الألماس أو بلورات أكسيد الألومنيوم، فهي تساعد على تحسين حالة الكلف، إلا أن ملاحظة النتائج تستغرق مضيّ جلسةٍ أو جلستين على الأقلّ، كما أن استخدام العلاجات الدوائية إلى جانب هذا الإجراء يُفضي إلى نتائج أفضل.^[١٢]
• التقشير الكيميائي: يتمثّل التقشير الكيميائي باستخدام محلولٍ محضّر من مواد كيميائية مثل؛ حمض ألفا هيدروكسي لتقشير الجلد وإزالة الخلايا الميتة، وتحفيز نمو خلايا الجلد الجديدة، وهنالك عدّة أنواعٍ من التقشير الكيميائي، تختلف فعاليتها باختلاف أنواع البشرة.^[١٣][١٢]
• العلاج بالليزر: يوفّر هذا العلاج تأثيرًا مماثلاً للتقشير الكيميائي، إلا أنه يميل لكونه أكثر دقّة، فالطبيب يمتلك خلال هذا الإجراء سيطرةً أكبر على شدّة العلاج، ويتضمّن العلاج بالليزر السّيطرة على المناطق المُصابة بالكلف عن طريق استخدام ضوءٍ عالي الطاقة، إذ تعمل العلاجات المُعتدلة على الطّبقة السّطحية من البشرة، بينما العلاجات الأكثر كثافة فهي تخترق الطبقات الأعمق في الجلد.^[١٣]

ولقراءة المزيد حول إمكانية استخدام الليزر الكربوني لعلاج الكلف، اضغط هُنا.

هل يمكن أن يظهر الكلف مرة أخرى بعد العلاج؟

لا يمكن الجزم الكامل بهذه الإجابة؛ ففي بعض الأحيان قد يُعاود الكلف ظهوره حتى بعد الخضوع للعلاجات اللازمة، إذ إن ذلك يعتمد على الحالة الصّحية للشخص، واستجابته لمحفّزات ظهور الكلف مثل حالة الحمل أو معاودة استخدام حبوب منع الحمل.^[٦][١٤]

كيف يمكن منع عودة ظهور الكلف مرة أخرى؟

يتمثّل العلاج الوقائي الذي يحدّ من ظهور الكلف مرة أخرى باتباع التدابير الروتينية للحماية من أشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان، بالإضافة إلى المداومة على استخدام كريمات مبيّضات البشرة، مثل حمض الكوجيك والنياسيناميد والريتينويد ودمجها مع الهيدروكينون 4% للاستخدام مرتين في الأسبوع.^[٣]

هل يمكن أن يتلاشى الكلف دون علاج؟

نعم. فإمّا أن يختفي الكلف من تلقاء نفسه للأبد مدى الحياة، كما في حالات بعد الولادة أو الرضاعة الطبيعية أو التوقف عن استخدام حبوب منع الحمل، أو قد يستجيب للعلاج المستمرّ خلال بضعة أشهر.^[١٤][٦]

الكلف والحمل

يمكن أن يبدأ الكلف في الظهور خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، إلا أنه ليس بالأمر المُقلق، فقد يتلاشى معظم الكلف بعد انقضاء فترة الحمل والولادة أو بعد الرضاعة الطّبيعية خلال بضعة أشهر، وإن لم يختفِ فهنالك عدّة طرق تساعد على التخلّص منه وتخفيف وضوحه، وهي المذكورة أعلاه، إلى جانب عدد من التوصيات الخاصّة بالأمهات وتساعدهن على التخلّص من الانزعاج الذي يسببه الكلف، مثل:^[١٥][١٦]

• استخدام واقٍ لأشعة الشمس عالي الحماية، والذي يُكتَب على عبوته معامل حماية من الشمس SPF لا يقلّ عن 30.
• تقليل فترات التعرّض المباشر لأشعة الشمس.
• استخدام أنواع الصابون ومنتجات العناية بالبشرة الخالية من الزيوت أو العطور.