يحدث العديد من التغيرات في جسم المرأة أثناء الحمل، وتعد تغيرات الجلد أحد هذه التغيرات الشائعة والتي قد تكون مزعجة لدى البعض، إلا أنها في الغالبية العظمى من الحالات لا تشكِّل أي خطر على الجنين أو الأم، كما أنّ معظمها يزول تمامًا بعد بضعة أشهر من الولادة، أو يصبح أقل وضوحًا على الأقل، وأحد أهم هذه التغيرات هو ظهور كلف الحمل،[١] فما هو كلف الحمل؟

ما هو كلف الحمل؟

كلف الحمل (بالإنجليزية: Melasma) أو ما يسمى بقناع الحمل هو أحد المشاكل الجلدية الشائعة التي تصيب النساء الحوامل، وتظهر على شكل بقع وتصبّغات بنية اللون أغمق من الجلد المحيط، وتظهر عادةً على الوجه خاصةً في منطقة الخدين، والجبهة، وفوق الشفة العليا، وتجدر الإشارة إلى أنّه من النادر ظهورها في مناطق الجسم الأخرى المعرَّضة للشمس.[٢]


كم نسبة الحوامل اللواتي يصبن بالكلف؟

أشارت إحدى الدراسات التي نُشرت في بداية عام 2021 في مجلة StatPearls Publishing أنّ الكلف يؤثر في حوالي 15-50% من النساء الحوامل، وهو أكثر شيوعًا عند الحوامل ذوي البشرة السمراء فاتحة اللون.[٣]


كيف يبدو كلف الحمل؟

يظهر كلف الحمل على شكل بقع تشبه قصاصات الورق المتناثرة على الوجه، أو على شكل بقع شبيهة بالنمش، تتراوح في لونها من البني الفاتح إلى البني الغامق، وأحيانًا قد تكون زرقاء إلى رمادية اللون، وتنتشر على الوجه بشكل متماثل على جانبيه، خاصةً على الخدين والأنف،[٤][٥] وفي حالات أقل شيوعًا قد يظهر الكلف على العنق، والساعدين،[٦] والظهر، أو أية مناطق من الجسم معرضة لأشعة الشمس.[٤]


تجدر الإشارة إلى أنه عند الإصابة بالكلف قد يبدو لون الشامات والنمش لدى الحامل أغمق، كما أنّ التعرُّض للشمس يجعل هذه البقع أكثر وضوحًا.[٥]


هل يسبب كلف الحمل ألمًا؟

لا، إذ يعد الكلف من الحالات غير الضارة وغير المؤلمة، كما أنّه لا يتسبب بحكة، فهو مشكلة جمالية فقط.[٤]


أسباب كلف الحمل وعوامل الخطر

تتعدد الأسباب المؤدية إلى كلف الحمل، وهي كالتالي:


الهرمونات

يؤدي التغيُّر في مستوى الهرمونات الذي يحدث خلال فترة الحمل إلى فرط التصبغ وظهور بقع الكلف، إذ إنّ الارتفاع الحاد في مستويات هرمونات الإستروجين والبروجسترون يتسبب بإنتاج كميات إضافية من صبغة الميلانين،[٥] وتجدر الإشارة أيضًا إلى أنّ التغيرات الهرمونية الناتجة عن تناول المرأة لموانع الحمل الفموية، أو استخدامها للهرمونات البديلة، تزيد فرصة الإصابة بالكلف.[٧]

أشعة الشمس

تؤدي الأشعة فوق البنفسجية الناجمة عن التعرّض لأشعة الشمس إلى تحفيز إنتاج الميلانين من الخلايا الصبغية، وبالتالي تزداد فرصة الإصابة بالكلف، أو يزداد وضوح الكلف الموجود، وتعدّ الشمس من العوامل المسببة لعودة الكلف بعد زواله، فحتى التعرض البسيط للشمس من الممكن أن يُسبِّب الإصابة بالكلف مرة أخرى، وهذا هو السبب في أنّ الكلف يبدو أكثر وضوحًا خلال فترة الصيف.[٦][٧]


العامل الوراثي

إنّ النساء الحوامل الذين لديهم أقارب مصابون بالكلف هنّ أكثر عرضة للإصابة به، كما أنّ الحوامل من ذوي البشرة الملونة أكثر عرضة مقارنة بالحوامل من ذوي البشرة الفاتحة، وهذا يعود إلى أن الخلايا المنتجة للصبغة لديهم تكون أكثر نشاطًا، وعلى الصعيد الآخر فإن وجود هذا العامل الوراثي لا يعني حتمية الإصابة، فمن الممكن أن لا تصاب الحامل ببالكلف رغم أنّها من هذه الفئات، كما قد تُصاب الحوامل من ذوي البشرة الفاتحة بالكلف رغم أنّ ليس لديها أي أقارب مصابين.[٧]


من الفئات المعرضة للكلف بشكل أكبر هنّ الحوامل من الأصول الإسبانية، واللاتينية، وشمال أفريقيا، وآسيا، والهند، والشرق الأوسط، وذلك وفق ما أشارت إليه الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (بالإنجليزية: American Academy of Dermatology).[٦]


منتجات التجميل

من الممكن لبعض مستحضرات التجميل أن تزيد من وضوح بقع الكلف، وذلك لتسببها بتهيج البشرة.[٧]


بعض الأدوية

قد يُسبِّب تناول الحامل لبعض الأدوية زيادة خطر الإصابة بالكلف، فبعض الأدوية تزيد من حساسية جلد الحامل للضوء، ممّا يزيد من خطر الإصابة بالكلف، كبعض الأدوية المسكِّنة، ومدرات البول، والمضادات الحيوية، والعديد غيرها، لذا على المرأة الحامل استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء، فبعضها قد يرتبط أيضًا بمضاعفات أكثر خطورة.[٨]


عوامل أخرى

ومن ذلك إصابة الحامل بأمراض الغدة الدرقية، أو تعرضها للتوتر والإجهاد المستمر، إذ يزيد ذلك من نشاط الخلايا الصبغية المنتجة للميلانين.[٦]


تشخيص كلف الحمل

يسهل تشخيص كلف الحمل، إذ إن الطبيب بمجرد رؤيته للجلد يستطيع تمييز الكلف وتشخيصه، وقد تتطلب بعض الحالات استخدام الطبيب لجهاز خاص يطلق أشعة فوق بنفسجية تساعده على رؤية تصبغات الجلد وعمقها بشكل أكثر وضوحًا.[٩]


كيف يتم التعامل مع الكلف خلال الحمل؟

يعد كلف الحمل من الحالات التي تتعالج من تلقاء نفسها، إذ يختفي دون علاج خلال عدة شهور بعد الحمل، ولكن للتعامل مع الكلف يمكن اتباع التالي:[١٠]

  • ارتداء قبعة مناسبة: للوقاية من الشمس، بحيث تكون واسعة الحواف، ويفضل ارتداءها عند الخروج دائمًا.
  • ارتداء ملابس بأكمام طويلة، وارتداء النظارات الشمسية عند الخروج.[١١]
  • محاولة البقاء في الظل قدر الإمكان.[١١]
  • استخدام واقي للشمس: من المستحسن وضعه قبل 20 دقيقة من التعرض للشمس، وتكرار استخدامه كل ساعتين، ويجدر التنويه إلى أن لا يقل عامل الحماية (SPF) فيه عن 30، وأن يحمي من كلا نوعي الأشعة فوق البنفسجية أ (UVA) و ب (UVB[١٠] وعادة يُفضل اختيار واقيات الشمس التي تحتوي على موانع فيزيائية مثل: ثاني أكسيد التيتانيوم وأكسيد الزنك، لأنّها تحمي بشكل أوسع من أشعة الشمس، ولا يمتصها الجلد.[١٢][١٣]
  • استخدام كريمات مرطبة ومنظفات خالية من المهيجات: حيث يجب أن تكون خفيفة على البشرة، فتهيج البشرة يزيد الكلف سوءًا.[١٠]
  • استخدام المكياج بطبقات أولية ذات ألوان فاتحة كالأبيض أو الأصفر: لتغطية البقع في حال كان ظهورها مزعجًا للحامل.[١٠]
  • تجنب التعرض للشمس في الفترة بين 10 صباحًا إلى 2 ظهرًا.[١٠]
  • اتباع نظام غذائي غني بالزنك وحمض الفوليك.[١٣]
  • استخدام كريمات محتوية على فيتامين C: فهو من مضادات الأكسدة المساعدة على تفتيح الكلف ويعد آمنًا للحامل والمرضع.[٥]
  • تجنب استخدام الشمع لإزالة الشعر على الوجه: فهذا قد يتسبب بالتهاب الجلد وبالتالي مفاقمة الكلف، وفي هذه الحالة من الممكن سؤال الطبيب عن طرق بديلة وأكثر أمانًا لإزالة الشعر.[١١]

متى يبدأ الكلف وكم يستمر؟

قد يبدأ الكلف خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ومن المتوقع استمراره طوال فترة الحمل، وانتهائه بعد الولادة أو في غضون أشهر من الولادة، وقد يمتد أحيانًا إلى ما بعد انتهاء الرضاعة الطبيعية،[٤][١٣] ولكن في حال استمرار الكلف إلى ما بعد فطام الطفل أو استمراره لسنوات، فمن الممكن استشارة الطبيب للجوء إلى بعض العلاجات الفعالة والمتاحة.[٥][٤]


ولمزيد من المعلومات حول التصبُّغات الجلدية، اضغط هُنا.


علاج كلف الحمل

قد يلجأ الأطباء إلى علاج كلف الحمل في حال عدم اختفاؤه بعد الولادة، ومن العلاجات التي قد يوصي بها الطبيب بعد الولادة للمرأة الآتي:[١٤]

  • الكريمات والمراهم الموضعية: تكون كما يلي:
  • كريم الهيدروكينون (Hydroquinone): ومن أسمائه التجارية ®Eldoquin، وهو من العلاجات التي يمكن الحصول على بعضها دون وصفة طبية، ويتوافر على شكل كريم، أو غسول، أو جل، أو لوشن، ويساعد على تفتيح البشرة والبقع التابعة لكلف الحمل عن طريق منع إنتاج صبغة الميلانين، وفي حال الحصول عليه بوصفة طبية يكون محتويًا على نسبة أعلى من الهيدروكينون.[١٤][٢]
  • كريم التريتينوين: (بالإنجليزية: Tretinoin) يستخدم لتفتيح البقع الداكنة والبشرة، وتكمن أهمية التريتينوين (أحد مشتقات فيتامين A) في تسريع علاج الكلف، فهو يساعد على تسريع تساقط خلايا الجلد الميتة، وبناء أخرى جديدة.[١٤][٢]
  • كريم الكورتيزون: ويساعد على تسريع علاج الكلف.[١٤]




في بعض الحالات قد يصف الطبيب كريم يحتوي على كل من: التريتينوين، والكورتيزون، والهيدروكينون، ويطلق عليه اسم الكريم الثلاثي، ومن أسمائه التجارية: ®Triderma.



[١٤]

  • كريم يحتوي على حمض الكوجيك (Kojic acid)، أو حمض الأزيليك (Azelaic acid): ومن أسمائه التجارية: ®Azelderm ويوضع أي منهما على الجلد لتفتيح الكلف.[١٤]
  • الأدوية الفموية: ومن ذلك دواء حمض الترانيكساميك (Tranexamic acid).[١٥]
  • الإجراءات الطبية: يلجأ الطبيب إلى هذه العلاجات في حال فشل العلاجات الموضعية والمنزلية السابقة،[١٤] وتشمل ما يلي:
  • التقشير الكيميائي: يستخدم لتقشير الجلد، ويكون ذلك باستخدام محاليل سائلة تحدث حروقًا كيميائية طفيفة، شبيهة بحروق الشمس، ولاحقًا تزول هذه الطبقة وتتقشر ليخرج مكانها بشرة جديدة خالية من البقع، ومن الجدير بالعلم أنّ هناك العديد من أنواع التقشير الكيميائي التي تتفاوت في شدتها، ويعد حمض الجليكوليك (بالإنجليزية: Glycolic acid) من أخفها، فلا يتسبب بحروق أو ندب ضارة.[١٤][٢]
  • العلاج باستخدام أشعة الليزر أو باستخدام الضوء النبضي: والذي ينطوي على استخدام أشعة بأطوال موجية معينة تهدف للتخلص من أي بقع وتصبغات في الجلد.[١٤][٢]



المراجع

  1. "Pregnancy skin changes explained", netdoctor, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Melasma (Chloasma)", drugs, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  3. "Melasma", ncbi, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Melasma"، clevelandclinic، اطّلع عليه بتاريخ 8/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج "Melasma (Mask of Pregnancy)", whattoexpect, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث "Chloasma During Pregnancy", verywellfamily, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث "MELASMA: WHO GETS AND CAUSES", aad, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  8. "Melasma", clevelandclinic, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  9. "Melasma (Chloasma)", .health.harvard, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت ث ج "Pregnancy Mask", webmd, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  11. ^ أ ب ت "MELASMA: TIPS FOR MANAGING"، aad، اطّلع عليه بتاريخ 8/5/2021. Edited.
  12. "Chloasma – The Mask of Pregnancy", researchgate, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت "What You Can Do to Treat Melasma When You're Pregnant", whattoexpect, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  14. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Melasma", richmonddermatology, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  15. "Melasma", dermnetnz, Retrieved 8/5/2021. Edited.