ظهور بقع بيضاء خفيفة على الجلد: لماذا وماذا تفعل؟

بشكلٍ عام لا يُعد ظهور بقع بيضاء على الجلد أمراً مقلقًا،^[١] إذ إنّه في بعض الأحيان قد يفقد الجلد لونه الطبيعي بعد تعرّضه لضرر أو إصابة معينة؛ كظهور البثور، أو الحرق، أو العدوى، وقد لا يعود إلى لونه الطبيعي بعد ذلك، مما قد يترتب عليه ظهور بقع على سطح الجلد، ولكن هل يوجد أسباب أخرى؟ وما هي هذه الأسباب؟ وما الذي يجب فعله حيالها؟ هذا ما سيتم طرحه من خلال هذا المقال.^[٢]

أسباب وأعراض ظهور البقع الخفيفة على الجلد

الأسباب الشائعة

يوجد العديد من الأسباب المتنوعة، إضافةً إلى العديد من العوامل المتعلقة بصحّة الشخص، والتي تكمن وراء ظهور مثل هذه البقع البيضاء على أجزاء الجسم المختلفة، ومن أبرز هذه الأسباب الشائعة ما يأتي:^[٣]

• العدوى الفطرية: والتي تعتبر أحد أكثر الأسباب شيوعًا لظهور البقع البيضاء على الجلد، والتي قد تنتشر في مناطق عدة وواسعة من الجسم، وقد تؤدي إلى الحكة الشديدة، ومن الأمثلة عليها: فطريات تُعرف بفطريات الشاطئ أو النُّخالية المُبرقشة (بالإنجليزية: Pityriasis Versicolor)،‏^[٣] ومن الجدير بالذكر أنّ هذا النوع من الفطريات لا يعد معديًا، ومن الممكن أن تتم معالجته بسهولة من خلال أخذ بعض الأدوية بعد استشارة الطبيب.^[٤]
• البقع الشمسية: والتي تُعرف أيضاً بنقص الميلانين المنقط (بالإنجليزية: Guttate hypomelanosis)، وهي عبارة عن بقع بيضاء ناجمة عن نقص صبغة الجلد، وعادةً ما يبلغ حجمها تقريبًا من 1 إلى 3 ملم، وقد تظهر في البداية على الساقين، يلي ذلك ظهورها على الذراعين، وأعلى الظهر، والوجه، ويُمكن القول أنّ الأسباب المؤدية لظهور مثل هذه البقع لا تزال غير معروفة بشكلٍ جيد، ولكن يُعتقد بأنَّ ظهورها قد يعود للعديد من العوامل؛ مثل: نقص صبغة الجلد المعروفة بصبغة الميلانين، أو العوامل الوراثية، أو التقدّم في العمر؛ فهي غالباً ما تظهر بشكلٍ شائع بعد عُمر الـ 40 عامًا،^[١] ويجدر بالذكر إلى أنّ هذه البقع من الممكن أن تتم معالجتها تجميليًا، كما أنها لا تعد بقعًا ضارّة.^[٥]
• النخالية البيضاء: (بالإنجليزية: Pityriasis Alba)، وتعتبر من الحالات الجلدية الشائعة والتي قد تحدث في جميع أنحاء العالم،^[٥] وتتمثّل بظهور بقع حمراء، ومتقشرة، ومثيرة للحكة، وبشكلٍ عام تميل هذه الحالة إلى التطوّر لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 16 عامًا، وعادةً ما تؤثر في الوجه، مع احتمالية ظهورها في مناطق أخرى؛ كالذراعين، والرقبة، والكتفين، وفي الواقع فإنّ هذه البقع عادةً ما تلتئم مع مرور الوقت تاركةً خلفها بقع بيضاء خفيفة على الجلد، ولا يزال العلماء غير متأكدين من الأسباب الكامنة وراء حدوث مثل هذه الحالة.^[١]

الأسباب الأقل شيوعاً

تتضمن الأسباب الأقل شيوعاً ما يلي:

• البهاق: والذي يحدث نتيجة اضطراب في المناعة الذاتية، إذ عادةً ما يحدث فقدان للخلايا الصباغيّة، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الصبغة في الجلد، مما يتسبب بظهور بقع بيضاء على الجلد، ويمكن لهذه البقع أن تظهر في أي جزء من أجزاء الجسم، كما أنها تختلف من حيث حجمها، ومن الممكن أن يظهر البهاق لدى أيّ شخص.^[٦]
• الإكزيما: وتعتبر من الحالات الأقل شيوعًا لظهور مثل هذه البقع، وهي عبارة عن حالة جلدية التهابية ناتجة عن الحساسية أو فرط الحساسية، وغالباً ما ترتبط بمرض الربو، وتظهر على شكل حكة وتقشر في الجلد، ومن الممكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى تكوّن بقع بيضاء.^[٧]
• الحزاز المتصلب: (بالإنجليزية: Lichen sclerosus)، إذ يؤثر عادةً في المناطق التناسلية من الجسم، وقد تختلف أعراض هذا المرض من شخصٍ لآخر، حيثُ يُمكن أن يُسبّب الحكة الشديدة، أو صعوبات في التبول، أو الشعور بالألم عند ممارسة العلاقة الزوجية، أو ترقق وندوب جلدية.^[٧]
• الصدفية: والتي تعتبر أحد الاضطرابات الجلدية التي تحدث نتيجة حدوث التهاب تتسبب فيه خلايا الدم البيضاء، إذ تتكاثر خلايا الجلد بسرعةٍ كبيرة مما يؤدي إلى تراكمها على سطح الجلد مسببًا ظهور لويحات متقشرة ومثيرة للحكة.^[٨]
• سرطان الجلد: من الممكن أن يتسبب سرطان الجلد في بعض الحالات النادرة جدًا بظهور بقع بيضاء على الجلد،^[٤] ومن الأمثلة على ذلك: سرطان الجلد غير الميلانيني، إذ يُمكن أن يتسبّب بظهور بقعة ذات حواف غير متساوية على الجلد الأبيض، وعادةً ما يكون هناك تفاوت واختلاف في لون وطبيعة البقع المرتبطة بسرطان الجلد.^[٣]
• نقص بعض الفيتامينات: من الممكن أن يؤدي نقص بعض الفيتامينات والعناصر الرئيسية، كفيتامين د، وفيتامين هـ، والكالسيوم، إلى ظهور بقع بيضاء على الجلد.^[٣]

ولمعرفة أسباب ظهور بقع بيضاء بوجه الطفل، اضغط هُنا.

علاج البقعة البيضاء الجلدية الخفيفة

يجدر بالذكر أن علاج مثل هذه البقع يعتمد على سبب ظهورها، وقد تتضمن الخطة العلاجية ما يأتي:^[١]

• تجنب قضاء وقت طويل تحت أشعة الشمس.^[١]
• تجنب التعرّض لجهاز تسمير البشرة.^[١]
• استخدام واقي الشمس قبل التعرض لأشعة الشمس، وذلك لأنّ الجلد يعتبر رقيقًا وأكثر حساسية، وأكثر احتمالية للإصابة بحروق الشمس.^[٣]
• تطبيق المطرب على الجلد المصاب، مع الحرص على تجنّب استخدام الصابون الجاف.^[٩]
• استخدام الزيوت العطرية، وهي الزيوت الأساسية التي تحتوي على خصائص مضادة للميكروبات، كزيت جوز الهند، والقرنفل، والنعناع، والقرفة، وزيت الزعتر، حيث يُمكن مزج قطرتين إلى 3 قطرات من زيت شجرة الشاي مع أي زيت أساسي آخر، ثم تطبيق المزيج على المنطقة المصابة، كذلك فإنًَ زيت الكمون الأسود يحتوي على مادة ثيموكينون (بالإنجليزية: Thymoquinone)، والتي يمكن أن تساعد في معالجة البقع البيضاء، إذ يُعتقد أن هذا المركب يعمل على تحفيز إفراز الميلانين في الجلد.^[١٠]
• استخدام الفلفل الأسود، فهو يحتوي على مادة البيبيرين (بالإنجليزية Piperine) التي يمكن أن تساعد في تحسين تكاثر الخلايا الصباغية.^[١٠]
• تناول
• الأطعمة الغنية بالنحاس، كالمكسرات، والمحار، والحبوب الكاملة، وحبوب نخالة القمح، واللحوم، والشوكلاتة، إذ يعد النحاس من المواد الغذائية الحيوية الدقيقة والتي تساهم في إنتاج صبغة الميلانين.^[١٠]
• استخدام بعض أنواع الأدوية التي يصفها الطبيب، مثل: بعض الكريمات العلاجية؛ كالهيدروكورتيزون (بالإنجليزية: Hydrocortisone)، أو الشامبو المضاد للفطريات،^[٩] وفي بعض الأحيان قد يتم صرف مضادات الهيستامين للتخفيف من الحكة.^[٣]

دواعي مراجعة الطبيب

تنبغي مراجعة الطبيب في الحالات التالية:^[١١][١]

• استمرار ظهور البقع بعد مرور بضعة أسابيع على تلقي العلاج الأساسي.
• انتشار هذه البقع لتؤثر في أجزاء أخرى من الجسم.
• تكرار ظهور هذه البقع بشكلٍ مستمر.
• الانزعاج.
• المُعاناة من الحكة والجفاف.
• ظهور بقع حمراء أو ملتهبة.
• ظهور بقع قشرية.
• الشعور بالحزن أو الضيق بشأن منظر هذه الحبوب على الجلد.