ينصح الأطباء النساء المصابات بالذئبة بعدم الحمل بسبب المخاطر المحتملة على الأم والجنين، وعلى الرغم من أن الحمل مع مرض الذئبة لا يزال يحمل مجموعة من المخاطر الخاصة به، إلا أنه يمكن لمعظم النساء المصابات بمرض الذئبة الحمل بأمان وإنجاب أطفال أصحاء.[١][٢]


هل يؤثر مرض الذئبة الحمراء في الحمل؟

في الحقيقة لا يُمكن الإجابة بنعم أو لا، لأنّ معظم النساء المصابات بالذئبة الحمراء يتمتّعن بحملٍ ناجح، ومن المرجح أن تنجح النساء اللواتي يحملن خلال فترة سكون مرض الذئبة في حدوث حملٍ ناجح،[٣] وينطوي الحمل عند النساء المصابات بالذئبة الحمراء على مخاطر أعلى مقارنةً بالحمل لدى النساء السّليمات، علمًا أن هذه المخاطر تؤثر في كل من الأم والجنين،[٤] ومع ذلك هذا لا يعني أن كل امرأة مصابة بمرض الذئبة ستعاني من مضاعفات الحمل، ولكن هناك فرصة أكبر لحدوث المضاعفات خاصةً عند النساء اللواتي لا تتم السيطرة على أعراض مرض الذئبة لديهن.[٥]


كيف يؤثر مرض الذئبة الحمراء في الحمل؟

قد يتعرَّضن النساء الحوامل المصابات بالذئبة لهجمات أثناء الحمل، وتحدث غالبًا في الثلث الأول أو الثاني من الحمل، ومعظمها خفيفة، ولكن يتطلب بعضها دواءً على الفور لأنها قد تُسبب الولادة المُبكّرة.[٦]


مخاطر الحمل مع مرض الذئبة على الأم

النساء الحوامل المصابات بمرض الذئبة خاصةً اللواتي تعانين من الهجمات أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الحمل من غيرهن، وقد تشمل هذه المضاعفات:[٧]

  • الإجهاض.
  • الولادة المبكرة (Preterm Delivery)، خاصةً مع هجمات الذئبة.
  • التّمزّق المبكر للكيس الأمنيوسي، أو ما يُعرف بتمزق الأغشية المبكر.
  • ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل أو تسمم الحمل (Preeclampsia).
  • ضعف وتقيُّد نمو الجنين داخل الرحم.
  • ولادة جنين ميت.
  • العدوى.
  • انخفاض عدد الصفائح الدموية.
  • الحاجة إلى نقل الدم.
  • تكوّن الجلطات الدموية.
  • الحاجة لإجراء عملية قيصرية غير مخطط لها.


مخاطر الحمل مع مرض الذئبة على الجنين

يتمتع معظم الأطفال المولودين لأمهات مصابات بالذئبة بصحةٍ جيدة،[٦] ومع ذلك يمكن أن يزيد مرض الذئبة من المخاطر التي يتعرض لها الطفل النامي، وتشمل هذه المخاطر:[٥]

  • تباطؤ نمو الجنين.
  • الإجهاض أو ولادة جنين ميت.
  • الولادة المبكرة.
  • الذئبة الوليدية (Neonatal Lupus)، وهي حالة نادرة يمكن أن تُسبب فيها الأجسام المضادة من الأم طفح جلدي أو في بعض الحالات انسداد القلب في الجنين.




على الرغم من أن الحمل مع مرض الذئبة يبدو مخيفًا، إلا أن العديد من النساء المصابات بالذئبة يتمتعن بحمل سلِس وصحي تمامًا، ولكن من المفيد فهم المخاطر المحتملة على الأم والجنين؛ لتتمكن الأم وأطباؤها من اتخاذ خطوات صحيحة لتقليلها.




الحمل الصّحي والسّليم مع مرض الذئبة

يمكن للعديد من النساء المصابات بمرض الذئبة أن ينجحن في الحمل، ولزيادة فُرَص حُدوث الحمل النّاجح والسّليم، ينبغي طلب المشورة الطّبيّة بشأن الوقت الأفضل للحمل، وتثقيف النّفس حول الطرق التي يمكن من خلالها تحسين نتائج الحمل،[٨] وفيما يلي توضيحًا لذلك:


البدء في التخطيط للحمل قبل فترة طويلة من حدوثه

يجب أن يكون مرض الذئبة تحت السيطرة أو في حالة سُكون لمدة 6 أشهر قبل الحمل؛ إذ يمكن أن يؤدي الحمل عندما يكون مرض الذئبة نشطًا إلى الإجهاض، أو ولادة جنين ميت، أو مشاكل صحية خطيرة أخرى لكل من الأم والجنين، ومن الجدير بالذكر أن هذه المخاطر تزداد بالنسبة لمجموعات معينة من النساء المصابات بمرض الذئبة، ومن بين هؤلاء النساء المصابات بارتفاع ضغط الدم، أو أمراض الرئة، أو قصور القلب، أو الفشل الكلوي المزمن، أو أمراض الكلى، أو تاريخ من تسمم الحمل، أو السكتة الدماغية، أو النساء اللواتي تعرّضن لهجمة الذئبة خلال الأشهر الستة الماضية.[٦]


زيارات الطبيب المنتظمة قبل الولادة

نظرًا لاحتمالية أن تكون الحامل المصابة بمرض الذئبة أكثر عرضة لخطر فقدان الحمل، فإنها قد تحتاج إلى زيارات أكثر تكرارًا للطبيب قبل الولادة، كما قد تحتاج أثناء الحمل إلى إجراء عدّة فُحوصاتٍ للتأكد من أن كل شيء على ما يرام، ويمكن أن تراقب تحاليل الدم والبول المِخبريّة أجسامًا مضادة معينة تساعد على تتبع شدة مرض الذئبة، ويمكن كذلك مراقبة حالة الكبد والكليتين.[٧]


هل يمكن الاستمرار في تناول أدوية الذئبة أثناء الحمل؟

يعتمد الاستمرار في تناول أدوية مرض الذئبة أثناء الحمل على نوعها؛ إذ إن بعض أدوية الذئبة مثل هيدروكسي كلوروكوين (Hydroxychloroquine) تُعد آمنة لتناولها أثناء الحمل، ولكن بعض أدوية الذئبة الأخرى مثل الميثوتريكسات (Methotrexate) يمكن أن تُسبب تشوهات خلقية خطيرة للجنين، ومن المهم معرفة أن بعض أدوية الذئبة يمكن أن تبقى في الجسم لعدة أشهر بعد التوقف عن تناولها، وقد تحتاج الأم إلى التوقف عن العلاج أو تبديله لمدة تصل إلى 3 أشهر قبل البدء في التخطيط للحمل، لذا إذا كنتِ تخططين للحمل فاسألي طبيبك عن علاجات الذئبة الآمنة لك.[٩]


المراجع

  1. "Lupus and pregnancy", betterhealth, 21/8/2019, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  2. Mary Anne Dunkin (6/8/2019), "Pregnancy and Lupus", WebMD, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  3. Anne C. Poinier, Brian O'Brien, Martin J. Gabic, Kathleen Romito and Nancy Ann Shadick (9/12/2019), "Lupus and Pregnancy", healthlinkbc, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  4. Bonnie L Bermas, Nicole A Smith (1/7/2021), "Pregnancy in women with systemic lupus erythematosus", uptodate, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Lupus and Pregnancy: Is It Safe?", clevelandclinic, 10/5/2021, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت "Having a Healthy Pregnancy with Lupus", cdc, 17/10/2018, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Lupus and Pregnancy", STANFORD CHILDREN'S HEALTH, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  8. Aeshita Pearl Dwivedi (21/10/2010), "Top 10 Series: Lupus and Pregnancy", Hospital for Special Surgery, Retrieved 17/8/2021. Edited.
  9. "Lupus and Pregnancy", Lupus Foundation of America, Retrieved 17/8/2021. Edited.