ما هي قرح الفراش؟

يُشار إلى قرح الفراش (Bedsores) بأنها تقرّحاتٌ تحدث في مناطق الجلد المُعرّضة إلى الضّغط المستمرّ جرّاء الاستلقاء في السّرير أو الجلوس على كرسي متحرّك أو ارتداء الجبيرة لفترةٍ طويلة، وقد تكون هذه القروح مشكلةً كبيرة بين كبار السنّ المُصابين بمرض السّكري ومشاكل الدّورة الدّموية أو الذين يعانون من سوء التّغذية، ومن الممكن تجاوز هذه الحالة بتقديم الرّعاية والتّغذية الصّحية اللازمة للمريض، بينما إهمالها يعرّض المريض لمشاكل صحية أكثر خطورة.[١]


كيف تحدث قرح الفراش؟

تحدث قرح الفراش عندما ينقطع إمداد الجلد بالدم لأكثر من 2-3 ساعات، بعدها يبدأ الجلد بالموت، إذ تبدأ قرح الفراش كمنطقةٍ حمراء مؤلمة، والتي تتحوّل في النهاية إلى اللون الأرجواني عند تركها دون علاج وقد تُصاب بالعدوى، وفي بعض الأحيان تصبح قرح الفراش عميقةً، وممتدةً إلى العضلات والعظام، وبمجرّد ظهور قرحة الفراش، سيكون شفاؤها بطيئًا، واعتمادًا على شدّة قرح الفراش، والحالة الصِّحية للشخص، ووجود أمراضٍ أخرى مثل مرض السّكري، وقد تستغرق قرح الفراش أيامًا أو شهورًا أو حتى سنواتٍ عديدة للشفاء، وفي بعض الأحيان لا بدّ من التدخّل الجراحي للمساعدة عملية الشفاء.[١]


أين تحدث قرح الفراش؟

غالبًا ما تحدث تقرحات الفراش في المناطق التالية من الجسم:[١][٢]

  • منطقة الأرداف (على عظم العصعص أو الوركين).
  • المرفقين.
  • الخواصر.
  • الكاحلين.
  • كعوب القدمين.
  • ألواح الكتف.
  • مؤخرة الرأس.
  • ظهر وجوانب الركبتين.


الأشخاص الأكثر عرضةً لقرح الفراش

يمكن لأيّ شخصٍ أن يُصاب بقرح الفراش، ولكن الأمور التالية يمكن أن تزيد احتمالية تشكّل قرح الفراش، وهذه العوامل هي:[٣][٤]

  • تجاوز سن السبعين، فمن المرجح أن يعاني كبار السن من مشاكل في الحركة، كما أن الجلد يتضرر بسهولة أكبر بسبب جفافه مع التقدّم في العمر.
  • البقاء لفتراتٍ طويلة في الفراش بسبب الإصابة بمرض أو بعد أيّ عملياتٍ جراحية.
  • عدم القدرة على تحريك بعض أجزاء الجسم أو كلّه.
  • السّمنة.
  • نظامٌ غذائي سيئ.
  • الحالات الصّحية التي تؤثر في إمداد الدم، أو تجعل الجلد أكثر ضعفًا أو تسبب مشاكل في الحركة، مثل مرض السكري، وأمراض الشّرايين الطّرفية، أو الفشل الكلوي، أو فشل القلب، أو التصلب المتعدد (MS)، أو مرض باركنسون.


ما علامات وأعراض قرح الفراش؟

غالبًا ما تشكّل قرح الفراش بشكلٍ تدريجي، ولكنها قد تتشكل أحيانًا في غضون ساعات قليلة، ويمكن توضيح الأعراض والعلامات على تشكّلها كما يلي:[٣]


الأعراض المبكرة

تشمل الأعراض المبكّرة لقرح الفراش ما يلي:

  • تغيّر لون جزءٍ من الجلد، إذ تظهر البقع الحمراء لدى الأشخاص ذوي البشرة الفاتحة، بينما تظهر بقعٌ أرجوانية أو داكنة اللون عند الأشخاص ذوي البشرة الداكنة.
  • بقع متغيرة اللون لا تتحول إلى اللون الأبيض عند الضغط عليها.
  • جزءٌ من الجلد سيكون صلبًا أو طريًا على غير المعتاد
  • ألم أو حكة في المنطقة المُصابة.


الأعراض اللاحقة

قد لا يتجرّح الجلد في البداية، ولكن إذا ساءت قرح الفراش، يمكن أن تتكون:

  • جرح بسيط في الجلد.
  • جرح عميق يصل إلى الطبقات العميقة من الجلد.
  • جرح عميق جدًا قد يصل إلى العضلات والعظام.


دواعي مراجعة الطبيب

لا بدّ من مراجعة الطبيب على الفور إذا ظهرت علامات العدوى، مثل:[٢]

  • رائحة كريهة من القرحة.
  • خروج القيح من القرحة.
  • احمرار وتورّم حول القرحة.
  • حمّى.


ما عوامل خطر الإصابة بقرح الفراش؟

إنّ كوْن الشّخص فاقدًا للوعي، أو طريح الفراش وغير متحرّك يزيد من احتمالية الإصابة بقرح الفراش، كما أنه إذا لم يتمّ تدوير المريض أو وضعه بشكل صحيح أو تزويده بالتّغذية المناسبة والعناية بالبشرة. الأشخاص المصابون بمرض السكري ومشاكل الدورة الدموية وسوء التغذية معرضون لخطر أكبر.


ما هي مراحل قرح الفراش؟

تنقسم قرح الفراش إلى 4 مراحل، من الأقلّ شدّة إلى الأكثر شدة، وهذه هي:[٥][٦]

  • المرحلة 1: تؤثر القرح في هذه المرحلة على الطّبقة العليا للجلد، فتبدو المنطقة حمراء مع الإحساس بسخونتها أو برودتها عند لمسها، كما سيظهر على البشرة بقعةٌ حمراء أو زرقاء أو أرجوانية اللون، وفي هذه المرحلة قد يشكو المريض أيضًا من حروق أو ألم أو حكة.




ما يمكن فعله: لا بدّ من وقف الضّغط على مكان تشكّل القرحة لتختفي خلال 1-3 أيام بعد تقديم الرّعاية المُناسبة لها، وذلك بتغيير وضعية المريض كلّ ساعتين على الأقلّ، أو استخدام وسائد أو فرشات الفوم، إلى جانب الأمور التالية:

  • غسل القرحة بالماء وصابون لطيف، وتجفيفها برفق.
  • تناول نظام غذائي غني بالبروتين، وفيتامينات (أ)، و(ج)، ومعادن الحديد والزنك، والإكثار من شرب الماء.



  • المرحلة 2: تبدو المنطقة أكثر تضررًا، وقد يكون بها جرحٌ مفتوح، أو كشط، أو بثرةٌ مليئة بالقيح أو سائلٍ شفاف، وقد يشكو الشّخص من ألمٍ شديد، ثم يتغيّر لون الجلد حول الجرح.




ما يمكن فعله: لتفادي تطوّر القرحة خلال هذه المرحلة وتعافيها خلال 3 أيام وقد تصل إلى 3 أسابيع، لا بدّ من اتباع خطوات الرّعاية في المرحلة الأولى، إلى جانب تنظيفها بمحلول ماء وملح، وتجفيفها برفق، كما يمكن تناول مسكّن للألم قبل تنظيفها بحوالي 30-60 دقيقة، إلى جانب الحفاظ على القرحة مغطّاةً بضمادة أو شاش رطب، ومراجعة الطبيب عند مواجهة أحد علامات العدوى




  • المرحلة 3: تبدو القرحة وكأنها فوهة بركان بحيث يكون النسيج المحيط بها أسود اللون، بسبب التلف الموجود تحت سطح الجلد، وقد يرافقها رائحة كريهة.




ما يمكن فعله: يصف الطّبيب في هذه المرحلة المضادات الحيوية لمكافحة العدوى، كما أنه يوصي بالحصول على نوعٍ خاصّ من الفرشات، بحيث يستغرق التّعافي منها ما يتراوح بين 1-4 أشهر.




  • المرحلة 4: يتضرّر الجلد بشدّة بحيث يوجد جرحٌ كبير في المنطقة ويتحوّل الجلد إلى اللون الأسود، وقد تتأثر العضلات والأوتار والعظام والمفاصل، كما تكون العدوى خطرًا كبيرًا في هذه المرحلة.




ما يمكن فعله: لا بدّ من مراجعة الطبيب في هذه المرحلة على الفور، فقد يكون الحلّ الوحيد لها بالتدخّل الجراحي، إذ تستغرق فترة التّعافي منها ما يصل إلى 3 أشهر أو أكثر.




ماذا إن لم يتمّ علاج قرح الفراش؟

بمجرد ظهور قرح الفراش، فقد يستغرق الأمر أيامًا أو شهورًا أو حتى سنواتٍ للتعافي والتخلّص منها، وقد تسبب قرح الفراش المُهمَل علاجها ما يلي:[١][٧]

  • تعفّن الدم، وهو دخول البكتيريا إلى مجرى الدم.
  • التهاب أنسجة الجسم.
  • التهاب العظام والمفاصل.
  • الإصابة بأحد أنواع سرطان الجلد.


كيفية تشخيص قرح الفراش

يجري الطبيب فحصًا جسديًا للنظر في القروح وتقييمها، إذ سيقوم بفحص حجم وعمق القرحة لمعرفة ما إذا كان الدم أو السائل مصدره القرحة، كما سيتحقق الطبيب من الرّائحة الكريهة للقرحة، كما سيتحقق أيضًا من وجود تقرّحاتٍ إضافية، إلى جانب تحاليل الدم، أو أخذ عينةٍ من نسيج القرحة وتحليلها في المختبر.[٨]


طرق علاج قرح الفراش

تتضمن طرق منع تفاقم قرح الفراش ومساعدتها على الشّفاء ما يلي:[٣][٩]

  • الحدّ من الضّغط: وذلك باستخدام نوعية الوسائد المزوّدة بمضخّة وتوفّر تدفقًا مستمرًا للهواء، إلى جانب ضرورة الحركة وتغيير وضعية الجسم بانتظام.
  • تنظيف الجروح: لا بدّ من غسل القروح البسيطة بلطف، وباستخدام صابونٍ لطيف والماء، بينما يمكن تنظيف القروح المفتوحة بمحلولٍ ملحي، وتغيير دوري للضماد.
  • تطبيق الضمادات: تحمي الضّمادات الجروح وتُسرّع التئامها، فبعض أنواع هذه الضمادات تحتوي على مضادات للميكروبات أو مستخلصاتٍ طبيعية تحدّ من احتمالية الإصابة بالعدوى.
  • تناول نظام غذائي صحي ومتوازن: والذي يجب أن يحتوي على كمياتٍ كبيرة من البروتين، والفيتامينات، والماء.
  • إجراءاتٌ خاصّة من الطبيب لتنظيف القروح: وإزالة الأنسجة التالفة.
  • إزالة الأنسجة التّالفة: فلا بدّ من التدخّل الجراحي لإزالة الأنسجة التّالفة وإغلاق الجروح أحيانًا في الحالات الأكثر خطورة.


نصائح للوقاية من قرح الفراش

يمكن الوقاية من قرح الفراش بفحص الجلد وتقييمه بحثًا عن مناطق احمراره كل يومٍ مع إيلاء اهتمام خاصّ للمناطق العظمية، كما تشمل الطّرق الأخرى للوقاية من قرح الفراش ومنع القرحات الموجودة من التفاقم ما يلي:[١][٣]

  • الاستدارة وتغيير وضعية كلّ ساعتين.
  • الجلوس في وضعية الاستقامة، مع تغيير الوضعية كلّ 15 دقيقة.
  • توفير حشوة ناعمة في الكراسي المتحركة والأسرة لتقليل الضغط
  • توفير رعايةٍ جيدة للبشرة، عن طريق الحفاظ على البشرة نظيفة وجافة.
  • توفير تغذية جيدة، لأنه بدون ما يكفي من السّعرات الحرارية والفيتامينات والمعادن والسوائل والبروتين، لا يمكن منع الإصابة بقرح الفراش.
  • الإقلاع عن التّدخين، فالتدخين يزيد من احتمالية إلحاق الضّرر بالدورة الدموية، مما يُعرّض الشخص لقرح الفراش

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "Bedsores", www.hopkinsmedicine.org, Retrieved 19/10/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "How to care for pressure sores", medlineplus.gov, Retrieved 23/10/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Pressure ulcers (pressure sores)", www.nhs.uk, Retrieved 23/10/2021. Edited.
  4. "Pressure Sores", patient.info, Retrieved 23/10/2021. Edited.
  5. "What Are the Stages of Pressure Sores?", www.webmd.com, Retrieved 23/10/2021. Edited.
  6. "https://myhealth.alberta.ca/Health/pages/conditions.aspx?hwid=zm2442", myhealth.alberta.ca, Retrieved 23/10/2021. Edited.
  7. "Pressure sores", www.betterhealth.vic.gov.au. Edited.
  8. "Pressure Sores", familydoctor.org, Retrieved 23/10/2021. Edited.
  9. "Bedsores or pressure ulcers: What you need to know", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23/10/2021. Edited.