تحتوي مزيلات العرق على العديد من المواد الكيميائية التي يقوم الجلد بامتصاصها خاصة إذ تم تطبيقه بعد الحلاقة مباشرة، ومن الجدير ذكره أنّ البعض يدّعي وجود علاقة بين مزيلات العرق والإصابة بسرطان الثدي، وسيناقش هذا المقال فيما إن كان هناك علاقة بين مزيلات العرق والإصابة بالسرطانات.[١]
مزيلات العرق والسرطان، هل هناك علاقة؟
يُعتقد بأن مزيلات العرق قد تحتوي على مكونات ضارة محتملة قد تتسبب بالإضرار بالثدي؛ نظراً لأنّ مزيلات العرق يتم تطبيقها على منطقة تحت الإبط بالقرب من الثدي،[٢]وتحتوي بعض مزيلات العرق على مادة الألومنيوم التي يُعتقد بأنها قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطانات عند تطبيقها على منطقة تحت الإبط،[٣]وهذا ما يجعل العديد من العلماء يقترحون احتمالية وجود صلة بين استخدام مزيلات العرق وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولكن لا يوجد حتى الآن دليل علمي يؤكد العلاقة بينهما.[٢]
دراسات علمية حول مزيلات العرق وسرطان الثدي
فيما يأتي بيان لأبرز الدراسات التي بيّنت العلاقة بين مزيلات العرق وسرطان الثدي:
- تم نشر دراسة من قِبل مجلة (Breast Cancer Research) عام 2009م أشارت إلى أنه لا يوجد ما يؤكد وجود علاقة بين مزيلات العرق وسرطان الثدي، حتى وإن تم دراسة كل مادة موجودة في المستحضر على حِدا، فإنّ الأمر يتطلب دراسة تأثير خليط هذه المواد معاً على مدى طويل ولسنواتٍ عديدة بما يؤكد أو ينفي أضرار هذه المستحضرات.[٤]
- تم نشر دراسة من قِبل مجلة (Eur J Cancer Prev) عام 2003م أشارت إلى أن أنه من المحتمل أن تكون استخدام مزيلات العرق مباشرةً بعد الحلاقة ذات صلة بالإصابة بسرطان الثدي المبكر، وقد يرتبط الأمر باحتوائها على أملاح الألومنيوم، إلا أن الأمر غير مؤكد ويستلزم المزيد من التحقيقات والأبحاث.[٥]
النظرية حول علاقة مزيل العرق بالسرطان
فيما يتعلق بالنظريات التي دعّمت العلاقة بين استخدام مزيلات العرق وزيادة خطر الإصابة بالسرطانات فهي كالتالي:[٦]
- يُعتقد بأنّ السبب يكمن وراء امتصاص المواد المسببة للسرطان الموجودة في مزيلات العرق من خلال الجروح التي قد تحدث أثناء القيام بحلاقة منطقة تحت الإبط، بحيث تدخل المواد إلى داخل الجسم من خلال هذه الجروح، وقد يترسب بعضها في الغدد الليمفاوية الموجودة تحت الذراع، وتبقى في الجسم دون أن تخرج مع العرق، ومع الوقت قد يزداد تركيزها داخل الجسم، وقد تؤدي التراكيز المرتفعة من هذه المواد إلى تحول الخلايا الطبيعية إلى سرطانية.
- يُلاحظ بأنّ معظم سرطانات الثدي تنشأ في الربع الخارجي العلوي من الثدي؛ وهي المنطقة الأقرب إلى العقد الليمفاوية المُعرضة لمزيلات العرق.
- يعد الرجال أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي نظراً لأنهم يحلقون المنطقة تحت الإبط بصورةٍ أقل من النساء؛ كما أنّ طبيعة شعر هذه المنطقة لدى الرجال تمنع امتصاص المواد الكيميائية الموجودة في مزيلات العرق.
مناقشة لبعض مكونات مزيل العرق: هل هي ضارة أم لا؟
الألومنيوم
تعد أملاح الألومنيوم هي المكون الرئيسي لمزيلات العرق والتي تُفيد في منع حدوث التعرق، وبشكلٍ عام يستلزم الأمر ذوبان هذه الأملاح على سطح مسامات الجلد لمنع حدوث التعرق، وقد أشارت الأبحاث التي نشرها المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (NCBI) إلى أنّ الاستخدام المتكرر لمزيلات العرق يمكن أن يتسبب بتراكم مادة الألمنيوم في أنسجة الثدي، ولكن حتى الآن لم يتم التثبت من علاقة ذلك مع الإصابة بسرطان الثدي، وفي الحقيقة لم تُظهر أيّ دراسة أنّ أنسجة الثدي المصاب بالسرطان تحتوي على مادة الألومنيوم بصورةٍ أكبر مقارنةً بأنسجة الثدي الطبيعية.[١][٧]
البارابين
هناك تضارب في الآراء العلمية حول العلاقة بين مادة البارابين (بالإنجليزية: Paraben) وزيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي، إذ إنّ هناك أبحاثاً أيدّت ذلك في حين أنّ هناك أبحاثاً أخرى نفت ذلك، وإنّ المعلومات المتوفرة حالياً غير كافية لإثبات أي علاقة،[٨]ووفقاً لما وثّقه مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة (Cancer Research UK) فإن البارابين لا يتسبب بحدوث السرطانات لدى الإنسان؛ بما في ذلك سرطان الثدي، ومن الجدير ذكره أنه يتم استخدام البارابين كمادة حافظة تُتيح استخدام المنتجات لفترة أطول، ولذلك تتم إضافتها إلى منتجات العناية الشخصية،[٣] ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) يُعتقد بأنّ لمادة البارابين تركيبة كيميائية مشابهة لهرمون الإستروجين الذي قد يرتبط بالإصابة بسرطان الثدي تحت ظروف معينة، ولكن حتى الآن لا يوجد ما يؤكد علاقة ذلك بسرطان الثدي بصورةٍ قطعية، وحول هذا الاعتقاد فإنه مستنبط من الاستناد إلى أنّ البارابين من شأنه تعزيز نمو أورام الثدي الحسّاسة للإستروجين حتى وإن كان ذلك بكميات قليلة، وما زالت الأبحاث تُجرى بهدف تأكيد أو نفي ما إذا كان وجود هذه المواد بتراكيز معينة في الأنسجة أو الدم قد يكون له تأثير في الأشخاص أو قد يتسبب بزيادة خطر إصابتهم بسرطان الثدي.[٩]
ولمعرفة المزيد حول كيفية التعامل مع التعرُّق الزائد، اضغط هُنا.
المراجع
- ^ أ ب "deodorant", pennmedicine, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "is-there-a-link-between-antiperspirants-or-deodorants-and-breast-cancer", cancer, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "cosmetics-and-toiletries", cancerresearchuk, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ↑ "Underarm antiperspirants/deodorants and breast cancer", biomedcentral, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ↑ "An earlier age of breast cancer diagnosis related to more frequent use of antiperspirants/deodorants and underarm shaving", ncbi, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ↑ "antiperspirants-and-breast-cancer-risk", cancer, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ↑ "Use of Underarm Cosmetic Products in Relation to Risk of Breast Cancer: A Case-Control Study", ncbi, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ↑ "The health controversies of parabens", ncbi, Retrieved 31/5/2021. Edited.
- ↑ "parabens-breast-cancer", webmd, Retrieved 31/5/2021. Edited.